|
سل الأجداد عن عيشِ الثريفِ |
قِراهم في الشتاءِ وكل صيفِ |
وما عرف الأُولَى زاداً مثيلاً |
ولا عدلوا به رُبعَ النَّصِيفِ |
ولا صَنعت ذواتُ الخِدْرِ زاداً |
شهياً للعيون وللأنوفِ |
سواه ولا بكى الأطفال شوقاً |
لغير القرصِ عُفَّر بالصَّرِيفِ |
فيا لله درُ مَنِ ابتدعنـَهْ |
وحزن السبقَ في صنع الرغيفِ |
وحسبك من طحينٍ أو خبيزٍ |
كَسبكِ التبرِ من كفِ الظريفِ |
يصففنَ الفطائرَ في جِلالٍ |
كصفِّ الجندِ في وضعِ الوقوفِ |
ويثردنَ الفطائر في حليبٍ |
وريحُ الثَّردِ يعلقُ بالسقوفِ |
ودخانُ الخليطِ وقد تعالى |
كأمطارٍ تنضُ على رضيفِ |
تعودنَ الصنيعة في جفانٍ |
تعودتِ السبيلَ إلى الضيوفِ |
إذا اجتمعوا عليه فلا حسيسٌ |
وليس سوى التمطق والرشيفِ |
تعاوره الأيادي خاطفاتٍ |
كما الأرواح تُخطف بالحتوفِ |
ترى الأنواءَ تلمعُ في سماهُ |
كلمعِ البرق في نَصلِ السيوفِ |
إذا سُكبُ الحليبُ عليهِ يبدو |
كفاتنةٍ توشحُ بالشُّفُوفِ |
يُصبُ الشهدُ فوق العيشِ صباً |
وكم صبٍ بمنظره شغوفِ |
وإن تسكبْ عليه السمنَ فانظرْ |
إلى زهرٍ من الروضِ الأنوفِ |
ولو شئنا لقلنا ذاتُ قُفٍّ |
سقاها السيلُ من بعد الجُفوفِ |
إذا ما جئتَ فاطلقْ ذاتَ خمسٍ |
ودعْ عنكَ الملاعقَ بالرفوفِ |
أعدَّ لكل معركة نصالاً |
وليس هنا سوى بسطِ الكفوفِ |
هو المأثور عند البدوي أو من |
يرومُ العيش في قصرٍ منيفِ |
فدعك عنك المطجَّنَ والمسحَّبْ |
ولا تُسلمْ غِذاكَ لكلِّ شِيفِ |
ولا تَحفلْ بزادٍ من طُهاةٍ |
سوى من كفِ آنسةٍ نظيفِ |
وما ضغط الدماء أتى أناساً |
سوى من خلط هاتيك الصنوفِ |
ولا أزرى بأطفالٍ هزالٌ |
سوى أكلِ المعلَّبِ والجُفوفِ |
وما ملئت بطون القوم إلا |
بأسقامٍ وأصناف الحتوفِ |
هجرنا أكلنا في البيت حتى |
وقفنا بالمطاعمِ في صفوفِ |
ولا ندري الأوانيَ أين باتت |
ولا ندري المعفرَ من نظيفِ |
وما ملأ ابن آدم من وعاءٍ |
أضرَّ عليهِ من بطنٍ جروفِ |