غادر صخب المدينة لعله يقتل غول حزنه.إلى أين؟ إلى البحر ليغسل أدران نفسه.جلس على صخرة تشكو صبابة الماء.
القى شباكه بيد مرتجفة ،وسرح بعيدا في حديقة أحلامه.فابنه البكر انقطع عن الدراسة،وركب البحر لعله يساهم في قتل شبح الفقر الذي
جثم على صدر أسرته.
تفقد شباكه بهزة يد.ما يطلبه من هذه الدنيا بسيط .إنه يصارع الجوع في زمن اللا جوع.
انتظر طويلا.البحر شريك الناس في تأجيل الفرح.أحس بثقل الشباك.تريث قليلا،ثم رفعها بصعوبة.ربما قد حقق حلمه.
ماذا يرى؟ يا للفاجعة !أيقتل الحلم حلما؟
انطلق يجري لا يلوي على شيء.كان يبتعد عن دنياه، ولكنه لا يزال يسمع قهقهة البحر منتشيا،فيضع يديه على أذنيه.
هاهو يغرق في نوبة من الضحك،ويشير إلى البحر: لقد حقق البحر أحلامه.