جَمَعَتْ غَفْلةُ الرُّؤَى الأَحْدَاقَا
وَ أَقَرّ الهَوَى بِأَنْ نَتَـــــلَاقَى
فَتَدانَت أَشْواقُنَا كَظِــــلَالٍ
تَتَمنّى مِنَ الخَيَالِ انْعِتَاقَــا
وَسَكبْنَا الأحداق نَخْبَ لِقَــاءٍ
وَاحْتَسَيْنَا الشِّفَاهَ و الأَحْدَاقا
نَتَسَاقَى سِحْر الحَدِيثِ و نَمضِي
في هُبوبِ النَّسِيمِ أَنّى اِسْتـَفَاقَا
وتَدانَتْ كَمَا اللَّهِيبِ شِفَاهٌ
تشتهيني عَلَى لَظَــاهَا مُرَاقَا
و تَلاشَتْ عُيُوننَا نَظَراتٍ
قَاتِلاتٍ و تَجْتَدِي الإشْفَاقَـــا
نظراتٍ تَبخّرتْ كعُطــور
كلّما زِدْتُ بِــاللَّهيبِ اِلْتصاقَا
فتلاطَمْتُ فَرطَ سُكرِيَ أَحسُو
قبُلات سَقَتْ عرُوقِي الدّهَاقا
هذهِ قُبلةٌ تُؤَجِّجُ شَوْقِي
تِلكَ أخْرَى تُبَرِّدُ الأَشْوَاقَــــا
و نُهُودٍ كَخَفْقَة الطَّيْر طَاشَتْ
واطْمَأنّتْ أفُكُّ عَنْها الوثَِاقَــا
...
كانْفِعَال الأَجْرَامِ في لَيْلِ صَيْفٍ
قَدْ مَلأنَا دُجَى الظَّلامِ احْتِراقَـــا
اِحْتَرَقْـــــنَا كَنُورِ بَرْقٍ و لَكِنَّا
عَزَمْنَا مَعَ العِنَــاقِ افْتَراقَــا
قَدَّرَتْهُ عَشْتَارُ ... ليْسَ اِخْتِيَارًا !
فَهْيَ تُدْنِي وَ تُبْعِدُ العُشَّاقَا
كَانَ حُلْمًا مَعَ الصَّبَاحِ تَلاشَى
مِثْلَ نَجْمٍ يُصَــــارِعُ الإشْرَاقَا