تنهّد شيخ وهزّ الذراعَ
وقال ومنْ عاشِقَيْنِ اِلتياعَا :
أَلَا ليتَ لي في الحياة اختراعَا
يُعيد الذي لي من العمر ضاعَ
فأعطي الهوى حقّه واهتماما
لقلبي انا قد أبيتُ السّماع
أصُفُّ السّنين التي منه فرّت
كتابا وأهديه نبضي يراعَا
تَصابَتْ تَجَاعيدُ وجهٍ عَتيقٍ
تُعاتِبُ نفسا أضاعتْ مَتَاعَا
أضافَ العجوزُ بِصَوتٍ عليلٍ
يُعَرّي الفؤاد يُزيحُ قِناعا:
اذا دَربه من سهادٍ وصبٍّ
له القلب جسما ،وجسمي بِقاعَا
اذا قُوتهُ صحّتي فوق صبري
هنيئا له لو أراد النخاع
وحين يريد ومنّي أنينا
له بالتّنهُّدِ أبني قلاعَا
وإن حنّ للرّاح حينا قليلا
عليه وحتما أكون الدّفاعَ
فما نفع قلبٍ هوًى ما استطاع
وراء الهموم صِباه أضاعَ
ومانفع جسم أذاب السّنين
يُقاضي حياةً ، يخوض صراعَا
وهذي سنون الشباب اضمحلّت
وما حَسّها كيف مرّت تِباعَا