(6) -هجرة الرسول إلى المدينة المنورة
وتأسيس الدولة العربية الإسلامية
أ - الهجرة النبوية:
بعد بيعة العقبة الثانية ازداد عدد المسلمين في يثرب , وأصبحوا قوة لا يستهان بها مما جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يفكر بنقل مقر دعوته من مكة إلى يثرب . ولذلك أذن لأصحابه المسلمين في مكة بالهجرة إلى مدينة يثرب على دفعات حتى لا يشعر بهم المشركون , فيكيدون لهم ويمنعونهم من الهجرة وقد استقبلهم مسلمو يثرب بالمحبة والترحاب . ونتيجة لذلك قرر سادة قريش منع المسلمين من الهجرة إلى يثرب , كما قرروا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم بمشاركة عدد من الشباب الذين يمثلون قبائل مكة المختلفة فيضيع بذلك دمه ولا يتمكن بنو هاشم من محاربة جميع القبائل لأخذ ثأرهم منهم . وعندما أذن الله لرسوله بالهجرة غادر مكة سرّاً مع صاحبه أبي بكر وطلب من ابن عمه علي بن أبي طالب أن يبيت في فراشه . وعندما اكتشف المشركون خروج الرسول وصاحبه من مكة أسرعوا إلى اللحاق بهما , ولكنهم أخفقوا في ذلك إذ كان الرسول وصاحبه مختبئين في غار ثور , فلما علما بأن قريشاً عادت إلى مكة بعد أن أخفقت في القبض عليهما تابعا سيرهما ولحق بهما علي بن أبي طالب . وقبل دخول يثرب توقف الرسول صلى الله عليه وسلم في ( قباء ) ووضع أساس أول مسجد في الإسلام وهو ( مسجد قباء ) . وقد دخل مدينة يثرب في الثاني عشر من شهر ربيع الأول عام 622 م واستقبله أهلها بالبهجة و الأناشيد . أصبحت يثرب منذ ذلك التاريخ تعرف باسم المدينة المنورة ’ وأصبح سكانها من الأوس والخزرج الذين أسلموا يعرفون باسم الأنصار , بينما أطلقت على المسلمين المهاجرين من مكة كلمة المهاجرين , وأصبح مجتمع المدينة المنورة الإسلامي مؤلفاً من المهاجرين والأنصار , وهم الذين شاركوا في غزوات الرسول . وأصبحت حادثة الهجرة بداية للتاريخ الإسلامي ( التاريخ الهجري ) .
ب - تأسيس الدولة العربية الإسلامية :
بعد وصول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة بدأت مرحلة جديدة من الدعوة الإسلامية تعرف باسم الدور المدني , بينما كانت المرحلة السابقة لها تسمى بالدور المكي . ومن أهم الأعمال التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل بناء الدولة العربية الإسلامية :
1 - بناء مسجد المدينة المنورة .
2- المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار .
3 - إصدار الصحيفة ( الوثيقة ) .
4 - إعداد الجيش الإسلامي للجهاد في سبيل الله .
ويتبين من مراجعة الوثيقة وما يتعلق بها أن مجتمع المدينة أصبح منظماً على أسس جديدة من أهمها :
1-الرسول صلى الله عليه وسلم هو رئيس المسلمين وقائدهم دينيا ودنيويا , وينبغي الرجوع إليه لأخذ رأيه في جميع الأمور قبل تنفيذها
2-حلت رابطة العقيدة الإسلامية و الأخوة الدينية محل رابطة النسب والعصبية القبلية .
3-يتم التعامل بين المسلمين بما ينسجم مع أحكام الشريعة الإسلامية
4-كفل الإسلام حرية العقيدة لجميع سكان المدينة .
5-كفل الإسلام الأمن لجميع سكان المدينة وحدد حقوقهم وواجباتهم
6-أصبح الدفاع عن المدينة واجباً على كل من يقيمون فيها .
7-أصبح مسجد الرسول المقرّ الرئيسي لإدارة شؤون المسلمين .
ج - عناية الله تعالى في الغار:
أما –المشركين- فقد انطلقوا بعد أن علموا بخروج الرسول صلى الله عليه وسلم ينتشرون في طرق المدينة , ويفتشون عنه في كل مكان حتى وصلوا إلى غار ثور .وسمع الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه أقدام المشركين تخفق من حولهم , فأخذ الروع أبا بكر , وهمس يحدّث الرسول صلى الله عليه وسلم ( لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآنا ) فأجابه عليه الصلاة السلام : (( يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما )) فأعمى الله أبصار المشركين , حتى لم يحن لأحد منهم التفاته إلى الغار , ولم يخطر ببال واحد منهم أن يتساءل عما يكون بداخله .
(7 )-غزوة بدر الكبرى
2 / هـ 624 / م
استمرت قريش والقبائل الموالية لها في مقاومة الدعوة الإسلامية , وأخذت تخطط للقضاء عليها , وذلك خوفاً على مصالحها الدينية والتجارية . وقد فرض الله تعالى الجهاد على المسلمين , دفاعاً عن النفس من جهة , وإزالة للعقبات التي تعرض سير الدعوة الإسلامية من جهة أخرى .
أ - أسباب غزوة بدر الكبرى :
1-إظهار قوة المسلمين .
2-تهديد مصالح قريش التجارية .
3-التعويض على المهاجرين الذين صادرت قريش أموالهم .
ب - أحداث غزوة بدر الكبرى :
علم الرسول صلى الله عليه وسلم أن قافلة تجارية كبيرة لقريش مؤلفة من ألف بعير قادمة من بلاد الشام بقيادة أبي سفيان , فخرج مع أصحابه وعددهم 313 رجلا لاعتراضها , ولكن أبا سفيان ,غير خط سير القافلة واتجه بها نحو الطريق الساحلي , وأرسل يستنفر قريشاً لحماية قافلتها من المسلمين . وعلى الرغم من نجاة القافلة , فقد أصرّ بعض زعماء قريش وعلى رأسهم أبو جهل على محاربة المسلمين , لأنهم أصبحوا يهددون طريق التجارة الرئيسي الذي يصل بين مكة وبلاد الشام . وقاد زعماء قريش وفي طليعتهم أبو جهل جيشاً مؤلفاً من 950 رجلاً ودارت المعركة بينهم وبين المسلمين عند- ماء بدر - . وكانت نتيجة المعركة انتصاراً رائعاً للمسلمين بسبب شجاعتهم وإيمانهم العميق بالعقيدة التي يدافعون عنها , والتزامهم بأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم . وكذلك بسبب دعائهم الله عزّ وجلّ بأن ينصرهم على أعدائهم المشركين . أما بالنسبة للمشركين فقد انهزموا هزيمة منكرة , ولقي بعض زعمائهم الشهيرين مصرعه ومن بينهم أبو جهل نفسه . وقد سقط كثير من القتلى في صفوف المشركين , كما تمّ أسرُ عدد كبير منهم . أما عدد شهداء المسلمين فقد كان قليلاً للغاية . ولقد بلغ من اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بالعلم أن افتدى الأسير المتعلم عن طريق تعليم عشرة من أبناء المسلمين . والواقع أن كلمة غزوة تعني ( الحملة العسكرية التي قادها الرسول بنفسه لمحاربة أعداء المسلمين ) , وقد بلغ عدد غزوات الرسول بمجموعها 27 غزوة , أما السرية فهي تعني ( الحملة البسيطة التي كان يرسلها الرسول لأداء مهمة معينة ولم يكن قائداً لها ) . وقد سميت هذه الغزوة بغزوة بدر الكبرى , بسبب وجود غزوة سابقة حصلت في العام نفسه 2 هـ , وسميت غزوة بدر الأولى . ولقد نزلت في القرآن الكريم بعض الآيات حول غزوة بدر ومنها قوله تعالى [ في الآية 123 من سورة آل عمران ] { ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة } . وبعد معركة بدر تم إجلاء بني قينقاع عن المدينة بسبب غدرهم بالمسلمين .
ج - نتائج غزوة بدر الكبرى :
1-هي أول معركة يخوضها العرب ضد بعضهم تتم على أساس العقيدة والدين وليس على أساس النسب والعصبية القبلية .
2-هي أول انتصار عسكري للمسلمين على المشركين .
3-زادت ثقة المسلمين بأنفسهم .
4-أصبح المسلمون يهددون الطرق التجارية لمدينة مكة






(8) -غزوة أحد
3 / هـ 625 / م
أ - أسباب غزوة أحد :
1-رغبة قريش في الأخذ بثأرها من المسلمين .
2-رغبة قريش في استرداد هيبتها بين القبائل .
ب - أحداث غزوة أحد :
خصصت قريش أموال القافلة التي حاول المسلمون اعتراضها للإنفاق على غزوة الثأر , وجهزت جيشا قوامه ثلاثة آلاف مقاتل بقيادة أبي سفيان لمحاربة المسلمين . وقد خرج جيش المشركين من مكة ثم عسكر عند جبل أحد قرب المدينة المنورة . وشاور الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه , واستقرّ الأمر على ملاقاة العدو خارج المدينة , فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم مع ألف رجل لملاقاة المشركين . وفي الطريق انسحب المنافق ( عبد الله بن أبي ) مع عدد من المنافقين وعادوا إلى المدينة , بهدف خلق الفوضى وتمزيق وحدة صف المسلمين . ثم تمركز المسلمون في وادي جبل أحد , ووضع الرسول صلى الله عليه وسلم بعض رماته على جبل أحد , وأمرهم بحماية ظهر المسلمين من الخلف وعدم مغادرة أماكنهم مهما كانت النتيجة . ودارت المعركة واشتد القتال بين الطرفين وكاد النصر يكون حليف المسلمين , ولكن المعركة تحولت في نهاية المطاف لصالح قريش بسبب :
1-مخالفة الرماة لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم , حيث إنهم اعتقدوا أن المسلمين قد انتصروا , فتركوا أماكنهم وانصرفوا لجمع الغنائم .
2-أشاع بعضهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قتل , وهذا أحدث ارتباكاً كبيراً في صفوف المسلمين .
3-استغل خالد بن الوليد وكان لا يزال من المشركين تخلي الرماة عن مواقعهم , فقام بعملية التفاف حول الجبل , وبذلك أصبح جيش المسلمين بين قوتين من المشركين , وأدى ذلك إلى هزيمة المسلمين وقلب المعركة لصالح المشركين .
ج - نتائج غزوة أحد :
1-هزيمة المسلمين بسبب مخالفة الرماة لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم ,
2-استشهاد عدد من المسلمين من بينهم حمزة عم الرسول .
3-عرف المسلمون أن بينهم عدداً من المنافقين خذلوهم وعادوا من منتصف الطريق .
4-عدم تحقيق قريش لأهدافها , وعودتها إلى مكة مهددة متوعدة بأنها ستعود لقتال المسلمين والقضاء عليهم .
5-إجبار يهود بني النضير على الجلاء عن المدينة المنورة بسبب تآمرهم على الرسول والمسلمين .
د - وصف معركة أحد :
وراح رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) حين صلاة الجمعة فأصبح بالشعب من أحد فالتقوا يوم السبت في النصف الأول من شوال سنة ثلاث , وكان رأي الرسول الله (صلى الله عليه وسلم ) (( ألا يخرج إليهم )) فقال رجال من المسلمين ..... يا رسول الله اخرج بنا إلى أعدائنا لا يرون أنا جبنا عنهم أو ضعفنا, ... فلم يزل الناس برسول الله (صلى الله عليه وسلم) .... حتى دخل بيته ولبس لأمته .... فخرج في ألف من أصحابه .وفي الطريق انخذل عنه عبد الله بن أبي ابن سلول بثلث الناس ...ومضى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على وجهه حتى نزل بالشعب من أحد .... فجعل ظهره وعسكره إلى أحد ... وتعبأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للقتال في سبعمائة رجل ، وتعبأت قريش وهم ثلاثة آلاف ومعهم مائتا فرس فقد جنبوها , فجعلوا على ميمنة الخيل خالد بن الوليد وعلى ميسرتها عكرمة بن أبي جهل وأمر الرسول (صلى الله عليه وسلم) على الرماة وهم خمسون رجلاً عبد الله بن جبير ..... وقال : انضح عنا الخيل بالنبل لا يأتونا من خلفنا إن كانت لنا أو علينا , اثبت مكانك لا تؤتين من قبلك ...... فاقتتل الناس حتى حميت الحرب .... فأنزل الله نصره وصدقهم وعده وكانت الهزيمة لا يشك فيها ... لولا أن الرماة الذين عينهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) على الجبل تركوا أماكنهم وانحدروا ليجمعوا الغنائم مما أعطى فرصة لخالد بن الوليد للالتفاف على المسلمين ومباغتتهم من خلف فتراجعوا وصاح أحد المشركين أن محمد قد قتل , وفي الحقيقة أصيبت رباعيته وشج في وجنتيه وكلمت شفتاه .... وقاتل مصعب بن عمير دون الرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعه لواؤه حتى قتل فأعطى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علي بن أبي طالب اللواء . ثم عرف المسلمون ما برسول الله فنهضوا به ونهض معهم نحو الشعب ومعه صحابته . ولما انصرف أبو سفيان ومن معه نادى : إن موعدكم بدر العام المقبل فقال رسول الله لرجل من أصحابه : قل : نعم هي بيننا وبينكم موعد ..
(9)-غزوة الخندق ـ الأحزاب
5 / هـ 627 / م
أ -أسباب غزوة الخندق :
قام يهود بني قريظة بتأليب القبائل ضد المسلمين وشجعوهم على التحالف مع قريش لمحاربة المسلمين .
ب -أحداث غزوة الخندق :
ألفت قريش حلفاً مع عدد من القبائل المعادية للإسلام , ثم توجهت جموعهم في حوالي عشرة آلاف مقاتل نحو المدينة المنورة , بقصد احتلالها وتدميرها وقتل سكانها ، واستشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه , فأشار عليه الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه بحفر خندق حول القسم المكشوف من المدينة ، وقد شارك الرسول صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق , كما جهز جيشا قوامه ثلاثة آلاف مجاهد بقصد التصدي للمشركين . ثم فوجئت قريش وحلفاؤها بوجود الخندق , وهو أمر لم يألفه العرب في حروبهم السابقة , ولذلك لم يتمكن جيش المشركين من اجتياز الخندق للوصول إلى المدينة المنورة . لم تحدث معركة حاسمة أو مواجهة مباشرة بين الطرفين , واقتصر الأمر على بعض المبارزات الفردية مع المشركين الذين تمكن بعضهم من القفز فوق الخندق , فتصدى لهم المسلمون فبعضهم قتل وبعضهم الآخر هرب . ولجأ الرسول إلى العمل السياسي لفك الحصار عن المدينة المنورة عن طريق بث الفرقة في صفوف الأحزاب , وقد نجح في ذلك . كما أن تسخير عوامل الطبيعة التي أرسلها الله تعالى من عواصف وأمطار غزيرة أسهمت في فشل الحصار حيث تم اقتلاع الخيام وتشرد الخيول فانسحب المشركون وعادوا خائبين .
ج - نتائج غزوة الخندق :
1-هزيمة الأحزاب وفشلهم في تحقيق أهدافهم .
2-فقدان قريش هيبتها بين القبائل .
3-ارتفاع شأن المسلمين بين القبائل العربية .
4-اكتساب المسلمين أساليب جديدة في القتال .
5-معاقبة الرسول صلى الله عليه وسلم بني قريظة عقاباً شديداً بسبب غدرهم بالمسلمين , ونقضهم العهد مع الرسول , وانحيازهم إلى الأحزاب .
سميت هذه الغزوة بغزوة الخندق نسبة إلى الخندق الذي حفره المسلمون حول القسم المكشوف من المدينة المنورة . وتسمى أيضاً ( غزوة الأحزاب ) نسبة إلى اتفاق جماعات مختلفة ضد المسلمين
د - المبارزة بين علي بن أبي طالب وعمرو بن ود العامري
في غزوة الخندق ( السنة الخامسة للهجرة )
فلما كان يوم الخندق خرج عمرو بن ود وهو مقنع بالحديد فنادى : من يبارز ؟ فقام علي بن أبي طالب فقال : أنا لها يا نبي الله , فقال النبي اجلس . ثم نادى عمرو : ألا رجل يبرز ؟ فجعل يؤنبهم ويقول أين جنتكم التي تزعمون أنه من قتل منكم دخلها ؟ أفلا تبرزون إلي رجلاً ؟ فقام علي فقال : أنا يا رسول الله ! فقال : اجلس . ثم نادى الثالثة فقام علي رضي الله عنه فقال : يا رسول الله أنا فقال : إنه عمرو : فقال وإن كان عَمْراً . فأذن له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , فمشى إليه , فقال له عمرو : من أنت ؟ قال : أنا علي, قال أبنُ عبد مناف ؟ قال : أنا علي بن أبي طالب . فقال : يا بن أخي من أعمامك من هو أسن منك فإني أكره أن أقتلك ؟ فقال له علي : لكني والله لا أكره أن أقتلك , فغضب فنزل وسل سيفه كأنه شعلة نار ثم أقبل نحو علي مغضباً واستقبله علي بدرقته فضربه عمرو في درقته وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجه , وضربه علي على حبل عاتقه فسقط وثار العجاج , وسمع رسول الله التكبير فعرفنا أن عليا قد قتله , ثم أقبل علي نحو رسول الله ووجهه يتهلل .
(10) - صلح الحديبية
6 / هـ 628 / م
أ - رغبة الرسول (صلى الله عليه وسلم) في أداء العمرة :
من شعائر ديننا الإسلامي أداء فريضة الحج مرة في العمر لمن استطاع إلى ذلك سبيلا . ويتم الحج في أيام محددة من العام الهجري . أما العمرة فهي تعني أداء مناسك الحج في غير موسمه . وفي السنة السادسة للهجرة وبعد أن ازدادت قوة المسلمين قرر الرسول صلى الله عليه وسلم زيارة مكة لأداء العمرة , و إظهار قوة المسلمين و تعظيمهم للكعبة المشرفة . وخرج الرسول (صلى الله عليه وسلم) من المدينة على رأس ألف و أربعمئة من المسلمين قاصداً مكة . وقد حاولت قريش إقناعه بالعدول عن دخول مكة , ولكنه أصر على موقفه , وأرسل إليها وفداً برئاسة عثمان بن عفان رضي الله عنه , ليبين للمشركين أنه جاء إلى مكة مسالماً لا محارباً ، وتأخر وفد المسلمين لدى قريش ثلاثة أيام , وسرت إشاعة مفادها أن عثمان بن عفان رضي الله عنه قد قتل , فبايع المسلمون الرسول على محاربة قريش , وسميت هذه البيعة ( بيعة الرضوان ) لكن الوفد عاد سالماً وتم عقد الصلح بين الطرفين , وسمي صلح الحديبية نسبة إلى المكان الذي عقد فيه الصلح.
ب - شروط صلح الحديبية :
1-إيقاف الحرب بين الطرفين أي الرسول وقريش لمدة عشر سنوات .
2-أن يرد الرسول صلى الله عليه وسلم من يأتيه مسلماً من قريش دون إذن وليه ولا تلتزم قريش برد من يأتيها من المسلمين .
3-أن يرجع الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه هذا العام , فإذا كان العام القادم دخلوا مكة لأداء العمرة بعد أن تخرج منها قريش .
4-من أراد الدخول في حلف قريش فله ذلك , ومن أراد الدخول في حلف المسلمين فله ذلك .
ج - نتائج صلح الحديبية :
1-اعترفت قريش رسمياً بالجانب الإسلامي ممثلا بالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه المؤمنين .
2-بدأ عدد من مشاهير الرجال في مكة بالدخول في الإسلام مثل خالد بن الوليد وعمرو بن العاص .
3-أتاح هذا الصلح الفرصة لتأديب من تبقى من اليهود وهم يهود خيبر .
4- أتاح هذا الصلح الفرصة للرسول صلى الله عليه وسلم لنشر دعوته في بقية أجزاء الجزيرة العربية وخارجها فأرسل عدة رسائل إلى الملوك والأمراء في عصره يدعوهم فيها إلى الإسلام .
(11) - الرسائل إلى الملوك والحكام :
من الملوك والحكام الذين تمَّ إرسال رسائل إليهم لدعوتهم إلى الإسلام كسرى ملك الفرس , وهرقل ملك الروم , والمقوقس حاكم مصر , وكذلك النجاشي ملك الحبشة . وقد كان رد الملوك والحكام مختلفا . فمنهم من كان رده لطيفا مع أعضاء الوفد ومنهم من كان رده قاسياً وجافاً . ولكن لم يقبل أحد منهم الدخول في الإسلام
(12)- غزوة خيبر 7 هـ - 629 م :
شعر الرسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الوقت قد حان لمعاقبة يهود خيبر بسبب مواقفهم المملوءة بالخداع والتآمر , وتعرضهم لقوافل المسلمين الذاهبة إلى بلاد الشام . وقد حاصر الرسول حصونهم وفتحها , وتم إجلاء قسم منهم عن المنطقة , وسمح للقسم الآخر بالبقاء فيها شريطة تقديم قسم من غلالها للمسلمين .
(13) - غزوة مؤتة (1) 8 هـ - 630 م :
تقع قرية مؤتة على مشارف بلاد الشام . وفي السنة الثامنة للهجرة أرسل الرسول جيشا لمحاربة الروم في تلك المنطقة , وكان يقوده زيد بن حارثة وعدده ثلاثة آلاف مقاتل . وعندما وصل إلى هناك وجد أن الروم قد حشدوا له ما يزيد على مئة ألف مقاتل . وقد دارت معركة قاسية قتل فيها قائد المسلمين زيد بن حارثة , واستشهد بعضهم في المعركة , وتمكن خالد بن الوليد من إعادة جيش المسلمين إلى المدينة . وتكمن أهمية غزوة مؤتة أنها أول توجيه من الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين بضرورة محاربة الروم وطردهم من بلاد الشام .
(14)-فتح مكة المكرمة
8 / هـ 630 / م
أ - فتح مكة :
نقضت قريش صلح الحديبية لأنها ساعدت قبيلة بكر المتحالفة معها ضد قبيلة خزاعة المتحالفة مع المسلمين , ولذلك صمم الرسول صلى الله عليه وسلم على تنفيذ الاتفاق الذي عقده مع القبيلة المتحالفة معه ، وجهز الرسول جيشا مؤلفا من عشرة آلاف مقاتل وخرج قاصدا مكة وقد حاولت قريش تجديد الصلح مع المسلمين ولكن الرسول رفض ذلك . وقبل وصول المسلمين إلى مكة التقوا أبا سفيان فأسلم وعاد إلى مكة يدعو أهلها للدخول في الإسلام ويبلغهم قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن , ومن دخل بيته وأغلق بابه فهو آمن . وقسم الرسول صلى الله عليه وسلم جيش المسلمين إلى أربعة أقسام ليدخل كل قسم من جهة , ودخل المسلمون مكة دون مقاومة . وطاف الرسول صلى الله عليه وسلم مع المسلمين حول الكعبة وحطموا الأصنام . ولقد عفا الرسول صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة وقال لهم عبارته المشهورة: (اذهبوا فأنتم الطلقاء) .
ب نتائج فتح مكة :
1-تحطيم الأصنام وانتهاء عهد الوثنية في مكة .
2-إعلان قريش ومعظم القبائل دخولها الإسلام .
3-تمهيد الطريق لتوحيد شبه الجزيرة العربية تحت راية الإسلام .
(15) ـ غزوة حنين وحصار الطائف : 8 / هـ 630 / م
بعد فتح مكة ودخول قريش في الإسلام لم يبق على الوثنية في مكة والمناطق القريبة منها سوى قبيلتي هوازن وثقيف اللتين تحالفتا ضد المسلمين . وقد سار الرسول صلى الله عليه وسلم على رأس الجيش الذي فتح به مكة باتجاه وادي حنين المؤدي إلى الطائف . وكانت مفاجأة غير متوقعة للمسلمين أن مقاتلي هوازن وثقيف تمركزوا في شعاب وادي حنين , ثم هجموا فجأة على المسلمين , وأحدثوا ارتباكاً كبيراً في صفوفهم . ولكن المسلمين تمكنوا من استعادة قوتهم وهزموا المشركين , وحاصروا مدينة الطائف , ولكنهم لم يتمكنوا من فتحها وانسحبوا منها وبعد فترة قدم وفد من هوازن و ثقيف إلى المدينة المنورة وأعلنوا إسلامهم . وقد وردت في القرآن الكريم في سورة التوبة آيتان تتحدثان عن غزوة حنين (( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم )) ......
(16) - غزوة تبوك : 9/ هـ / 631 / م :
بعد استقرار الأمور في منطقة الحجاز قاد الرسول جيشا تعداده حوالي 30 ألف مقاتل لقتال الروم المحتشدين في تبوك . ولكن لم تحصل معركة أو مواجهة مباشرة بين المسلمين والروم , لأن هؤلاء انسحبوا من تبوك قبل وصول المسلمين إليها فدخلها الرسول صلى الله عليه وسلم وصالح أهلها ثم عاد إلى المدينة المنورة .
(17) - عام الوفود : 9 / هـ 631 / م :
بعد غزوة تبوك أخذت القبائل العربية من جميع أنحاء شبه جزيرة العرب تفد إلى المدينة المنورة لكي تعلن إسلامها . وكان ذلك في السنة التاسعة للهجرة ولذلك أطلق على ذاك العام اسم عام الوفود .


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)