د-أقسام العرب بحسب سكناهم
يقسم العرب بحسب سكناهم إلى:
– العرب البائدة : ( عاد ، ثمود، طسم ، جديس ، كيسان ) .
– العرب الباقية : وهم ( القحطانيون والعدنانيون ). وقد وصفت العرب البائدة بالعرب الخلص ، بينما وصفت العرب الباقية بالمستعربة .
وتقسم العرب الباقية إلى قسمين :
1– عرب الشمال : وقد كانوا أصفى أنسابا، وأقل اختلاطا بالفرس والروم وحياتهم بدوية . وكان موطن عدنان مكة المكرمة وما جاورها من أرض الحجاز وتهامة ، وقد تشعبت بطون هذا الفرع من نزار بن معد بن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام، ثم هاجرت بعض هذه البطون إلى مواطن الخصب والكلأ.. فـنـزلـت ربـيـعة شرقاً وأقامت عبد القيس في البحرين ، وحذيفة في اليمامة ، وأقامت سائر بكر بن وائل ما بين البحرين واليمامة ، وعبرت تغلب الفرات فأقامت في أرض الجزيرة بين دجلة والفرات ، وسكنت تميم في بادية البصرة؛ وأما فرع مضر بن معد بن عدنان، فقد نزلت منه سُليم بالقرب من المدينة وأقـامـت ثـقـيـف فـي الطائف ، واستوطنت سائر هوازن شرقي مكة المكرمة ، وسكنت أسد شرقي تيماء إلى غربي الكوفة ، وسكنت ذبيان بالقرب من تيماء إلى حوران ، وبقيت معيشة هذه القبائل صحراوية بدوية ، ولم تهيّء لهم هذه الحياة الاستقرار إلا فـي بعض الواحات في الحجاز.. ويظهر أن عرب الشمال لم ينجحوا في وحدة سـيـاسـيـة قـبـل الميلاد ، فطبيعة بلادهم تدفعهم إلى التشتت والتفرق
2– عرب الجنوب : استوطن عرب الجنوب اليمن وما جاورها وقد أكثروا من الاختلاط بالفرس والروم وبالأفارقة والهنود ، وكانوا أبرع مــن عــرب الشمال فــي الصناعة والتجارة ، وقـد هاجرت قبائلهم بعد انهيار مأرب عام (120ق.م) فـسكنت الأزد المدينة ، وكان منها الأوس والخزرج ،ومنهم من نزل على ماء غسان في الشام وأسسوا إمارة الغساسنة الموالية للروم ، أما لخم فقد سكنت الحيرة ، واصطفتهم فارس إلى جوارها وبقي في اليمن كثير من قبائل حِمْيَر وكِنْدة وغيرهم. ويلاحظ أن قبائلهم المهاجرة اختارت غالباً جوار الأمم المتحضرة ويذكر المؤرخون أن عرب الجنوب كانت لهم قدم راسخة في عمارة القصور والهياكل وتشييد السدود وكانوا يؤلهون الكواكب والنجوم ، وهذه عادة جاهلية جاء الإسلام وحاربها ،
وأثبتت الرحلات التي استقصت الجزيرة العربية أن خلف صحارى بلاد العرب الجنوبية توجد أراض زراعية ، كانت في القديم وطناً لحضارة رفيعة ،أكدت أن جودة مناخ اليمن وخصوبة تربته وغناها أغرت الإسكندر الأكبر بفتحه ، غير أنه أرجأ هذا الفتح إلى ما بعد عودته من حملة الهند ، ولكن المنية عاجلته في بابل فلم يحقق عزمه ، ولو أن فريقاً آخر من العلماء المحدثين يرى أن ما نسب إلى اليمن من غنى وفير وخصب قوي مبالغ فيه ، وأن معظم الحاصلات التي كان يظن أن بلاد العرب مصدرها في العصور القديمة ، إنما كان يجلبها العرب والمصريون وكانوا يحتكرون التجارة في البحر الأحمر من الهند وسواحل أفريقية الشرقية ، وأنهم كانوا يخفون هذا عن جيرانهم حتى لا يزاحموهم في الحصول عليها من هذا الأنحاء ، واصْطُلِح على تسمية سكان هذه المنطقة باسم القحطانيين أو اليمنيين أو السبئيين أو الحميريين تغليبا أو عرب الجنوب ، ويعنى بهم الذين ينتمون أصلا إلى اليمن الواقع يمين مكة وهو الإقليم الذي وجدت فيه الآثار القديمة التي تشير إلى الدول الأربع وشعوبها وهم : المعنييون والقتبانيون والحضرميون والسبئيون . ولو أن الأماكن التي وجدت فيها الآثار العربية الجنوبية تمتد إلى ما وراء الحدود الجغرافية لبلاد اليمن ؛ فقد وجدت آثار جنوبية في أقصى الجهة الشمالية لبلاد العرب ، أي : في بلاد مدين القديمة ، وأنه في الألف الثاني قبل الميلاد مهّدت بلاد اليمن (بسبب كثرة الأمطار ، وخصب الأرض ، وصلاحيتها للزراعة ) السبيل لظهور مدنية خلفت وراءها آثاراً ذات مبان ضخمة ونقوش عديدة ، وأن قربها من البحر وموقعها الفذ جعل منها محطاً هاماً لتبادل سلع كثيرة ذات قيمة عالية ، ويبدو أن الدولة المعينية كانت تضم في فترة من تاريخها عدداً من الأقطار العربية الجنوبية ، ولو لفترة محدودة من الزمن ، كحضرموت ودادان ،لأن بعض ملوكها كانوا يحملون لقب ملوك معين وحضرموت ، وسنجد هذه الدولة مضافة أحياناً إلى ملك السبئيين أو القتبانيين ، وقتبان دولة جنوبية لاشك في قيامها لكنها أكثر دول الجنوب غموضاً ، لا يعرف أحد من ملوكها شيئا ولا متى قامت على التأكيد ، ومن المؤرخين من يعتقد أن تاريخها كان معاصراً لمعين أو سبأ أو لهما معاً . أما السبئيون فكانوا أول عرب تخطوا عتبة الحضارة ، فقد ورد لفظ سبأ في نقش معيني مراداً به قبيلة بدوية كانت تسطو على الطريق التجاري الممتد بين بلاد العرب الجنوبية ومعان الواقعة في الشمال ، وعلى القوافل المعينية المتجهة إلى مصر . ويمتد العصر السبئي من 950 إلى 115 ق. م وقد ورث السبئيون ممالك أقربائهم الأقدمين ، وأقاموا أنفسهم سادة على بلاد العرب الجنوبية ، واعتمادا على النقوش فإن تاريخ سبأ ينقسم إلى مرحلتين ، واحدة كان الحاكم فيها يجمع بين السلطتين الدينية والزمنية ويسمى ( مكرب ) ، والثانية اقتصر فيها على السلطة الزمنية وكان يحمل لقب ملك . ومن بين ملوك سبأ الذين تكشّفت عنهم الوثائق اثنان يستحقان مزيداً من الاهتمام ، وهما (سموهو عليا ينب وابنه يطعى أمر بين ) ، فهما اللذان بنيا سد مأرب بين أعوام 650 و 630 ق. م/ ، ويرجح أن الأخير هو الذي قضى على دولة المعنيين وهزم آخر ملوكها . والهمداني ومن بعده المسعودي وأبو الفرج الأصفهاني وياقوت يعتبرون أن باني السد هو لقمان بن عاد ، وهو شخصية نصف أسطورية ضائعة في ضباب التاريخ . وقد تهدم السد في 449 - 450 ق م ، ويفهم من النقوش أنه أصيب بتلف مرتين ـ وربما أكثر ـ من جراء الفيضان ، وكان يعاد ترميمه في كل مرة ، ولكن الانهيار النهائي حدث عام 120 أو 115 ق . م ، أي قبل الهجرة النبوية الشريفة بسبعة قرون ونصف تقريباً، وقد أشار الأعشى إلى سد مأرب في قوله :
وفي ذاك للمؤتسى أسوة ومأربُ عضَّ عليها العـرِمْ
رخام بنته لهــم حمير إذا جـاء موّاره لمَ يرـِمْ
فأروى الزروعَ وأعنابها على سـعة ماؤها إذ قِسمْ
فصاروا أيادي ما يقدرو .....ن منه على طعم طفل فُطمْ
ويعزو المؤرخون القدامى ، ويظاهرهم المحدثون ، تدهور الدولة السبئية ‘إلى انهيار السد ، والواقع أن انهياره كان نتيجة التدهور وقمته ولم يكن سببه ،وعلى أنقاض سبأ قامت دولة الحميريين ، وعادت لها السيادة على الطرق التجارية ، لازدياد النفوذ الروماني في مصر وضعف دولة البطالسة ، وعمَّرت هذه الدولة نحواً ًمن 640 عاماً ، يقسمها المؤرخون اعتماداً على ألقاب الملوك على قسمين : حمير الأولى ، وامتد حكمها من 115 ق. م إلى 300 م ، وحمير الثانية وحكمت من 300 م إلى 525 م . وكانت عاصمة كل من الدولتين مدينة ريدان ، وقد شُهرتْ فيما بعد باسم ظفار ، وتقع إلى الجنوب الغربي من صنعاء ، وعُرفتْ دولة حمير الثانية عند العرب باسم دولة التبابعة . في نهاية العصر الحميري الأول ابتدأت قوة عرب الجنوب تنزل من عليائها ، ولكنها لم تلبث أن استجمعت قواها من عام 300 م ، وضمّت إليها القبائل المجاورة من بدو وحضر ، فأخضعت حضرموت وكل بلاد اليمن ، وبها بدأ عهد الدولة الحميرية الثانية ، وأصبح لقب الملك الحميري " ملك سبأ وذو ريدان وحضر موت ويمنات وعربهم في الجبال وفي تهامة " ، وتعرف عند العرب باسم دولة التبابعة ويمتاز هذا العصر الحميري الثاني بدخول المسيحية واليهودية جنوب الجزيرة العربية ومحاولتها زحزحة الديانة الوثنية فيها والتي جاء الإسلام فاجتثّ وثنيتها . وفي منتصف القرن الرابع الميلادي غزا الأحباش بلاد اليمن ، بتشجيع من إمبراطور الروم قسطنديوس الثاني ، لكنهم لم يلبثوا فيها غير فترة قصيرة من 340 إلى 378 م ، ثم تمكنت حمير من طردهم واستردت لقبها الطويل واحتفظت به حتى عام 525 م ، حين عاد الأحباش إلى غزوها ثانية ،وكان قائد الانتصار في هذه المرة أبرهة" وأخيراً كان دور الفرس فغزوا اليمن ، وطردوا منها الحبش ، ووضعوا على عرشها عربياً له تاريخ هو سيف بن ذي يزن ، وقد قدمت عليه الوفود للتهنئة من شتى أنحاء الجزيرة ، ومن بينها وفد برياسة عبد المطلب (جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم) زعيم مكة المكرمة ، وقد أكرم سيف وفادته ، وخصه بعشرة أمثال ما أعطى الآخرين من هدايا . وأشرقت شمس الإسلام ، وكان باذان والي الفرس على اليمن ، فاعتنق الإسلام عام 628 م ، العام السادس للهجرة ، وظل والياً عليه حتى 632 م، حين أصبحت اليمن جزءاً من الدولة الإسلامية ، وانتهى حكم فارس ، وانتهت في الوقت نفسه أهمية اليمن في مجرى التاريخ العربي الوسيط ، إذ احتل الحجاز مكانه حين رفع راية الإسلام الحنيف ، واستحوذ وحده ولأمد طويل ، على انتباه الرأي الدولي العام . إن هجرة القبائل الجنوبية إلى الشمال من جراء جفاف الجوفين اليماني والحضرمي لا مجال للشك فيها ، وتدهور هذه البلاد بعد بلوغها في الحضارة شأواً ليس حادثاً شاذاً فقد كان عماد المنطقة الزراعة ، وعماد الزراعة الري والصرف ، فلما انهارت هذه تلاشت حضارتهم ، وكان لابد لهم من البحث عن مساكن جديدة ؛ ولا ينبغي أن نقف بالانهيار الحضاري عند المنطقة التي كانت تعتمد في إروائها على سد مأرب ، لأن منطقة حضرموت شاركتها المصير نفسه فيما يبدو، حيث نشاهد الآن بقايا منشآت الري القديمة ، تحمل طابع الإهمال ، ويبدو أنها تعرضت لما تعرّض له سد مآرب ، وبالتالي كان نصيب المنطقة الجفاف وهجرة السكان .


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)