ه-(اللغة ) اللغة العَربيّة بين الشمال والجنوب
1-اللغةالعربية ، والبعد السامي :
لم يستطع علماء اللغة أن يحسموا الخلاف بينهم حول كون اللغة عند الإنسان فطرية أو مكتسبة، كما أنهم لم يستطيعوا معرفة أن اللغات كانت لغة واحدة تفرعت عنها لهجات تجاوبت مع البيئة والإنسان أم أن الله تعالى قد خص كل شعب من الشعوب بلغة خاصة به؟ ، وعلى كل حال فإنه لا يعرف حتى يومنا هذا أصول هذه اللغات ، وفي حديثنا عن اللغة العربية فإن غالب القول أنها قد تفرعت عن اللغة السامية الأم التي لا نعرف أصلها ولا متى بدأ الإنسان التكلم بها فاللغات التي تكلم بها العرب كانت الأكادية والكنعانية والآرامية واليمنية القديمة والعربية الشمالية والحبشية السامية وهناك لغات أخرى ضاعت في مجاهل التاريخ ومن العسير الآن أن نتخيل ما كانت عليه اللغة السامية الأصلية ومقدار كلماتها ، وعلى المدى البعيد تطورت السامية لتصبح في الجنوب لغة تنطوي على لهجات عدّة ولتصبح في الشمال أخرى تتفرع عنها لهجات عديدة ، دون أن ينفصم ما بين اللغتين في الجنوب والشمال من عرى وعلاقة، ولو تصورنا الجزيرة العربية قبل الإسلام -وحتى الآن - لوجدناها تموج بوحدات مستقلة تتمثل في قبائلها العديدة ، غير أنه من جانب آخر، كانت هناك عوامل لقاء واحتكاك مصدرها التجارة والتجاور وتبادل المنافع والحج والأسواق والحروب والجدب ، إلى جانب نوع من اليقظة السياسية كان يعتمل لا شعوريا في نفوس سكان شبه الجزيرة ، فهيأ ذلك كله لواحدة من اللهجات تجمعت لها أسباب الغلبة لتتطور فتصبح لغة الحضارة لهؤلاء القوم ، وأن تذوب فيها اللهجات الأخرى وهي لهجة قريش التي أراد الله تعالى لها أن تكون لغة ٌقرآنه الكريم ، ومن الصعوبة بمكان أن نرسم حدوداً بين العربية الجنوبية والعربية الشمالية ، لأننا لسنا أمام لغتين من أصلين مختلفين جمعت بينهما مصادفات التاريخ ، بل إزاء لغات منبعثة من أصل واحد فرقت بينها ظروف اجتماعية معينة ، وقد عثر في الشمال على ثقافتين : سامية جنوبية وأخرى سامية شمالية ، فهناك جنوبيون هاجروا إلى الشمال كما قلنا ، واستقروا فيه تدريجياً ، وتمثلوا ثقافتها حتى غلبت عليهم أخيراً ، ويظهر ذلك واضحاً فيما خلفوه لنا من نقوش وآثار ،ويمكن القول إن نفوذ الشعراء الأدبي والسياسي الذي كان كبيراً وغير محدود هو الذي أعطى اللغة الأدبية ، أو الفصحى في تعبيرنا الحديث طابعها النهائي وجعل منها المثال المحتذى ، والقصائد من الشعر الجاهلي ذات لغة واحدة رغم أن أصحابها يمثلون قبائل مختلفة ونواحي متعددة من شبه الجزيرة ، والملامح القبلية في شعرهم نادرة مما يؤكد أن الشعراء كانوا يتحدثون لهجة مكتسبة تخالف لغة المحادثة العادية ، ولقد كانت لهجات الشمال في القرون القريبة من الإسلام ذات سلطان واسع ، فكانت تبتلع اللهجات الجنوبية ابتلاعاً ، الواحدة تلو الأخرى ، وكان أن شملت معظم شبه الجزيرة العربية ، في حين أخذت اللهجات في بلاد اليمن حريتها واستقلالها السياسي إذ كانت تئن تحت حكم الأحباش طوراً وتحت حكم الفرس طوراً آخر ، بينما كان هذا هو عصر النهضة الشمالية في الشمال . واللغات تتبع الحضارة صعوداً وانحطاطاً ،ولقد تقلص ظل اللهجات اليمنية وانفسح المجال أمام الشمالية ، كما تقلصت اللغات السامية الأخرى في سورية والعراق وأطراف الشام أمام اللغة العربية الشمالية التي كانت تفيض حيوية وقوة . ولقد تم ذلك على نحو أسرع وأشد بين القبائل الشمالية من الجنوب العربي ، على حين أنها في داخل اليمن وأقصاه الجنوبي كانت تسير بخطى متواضعة ، حتى جاء الإسلام بدعوته لوحدانية الله تعالى ونبذ عبادة غير الله وبأفكاره وثقافته وكتابه فأجهز على ما كان عالقاً بعد ببعض الألسنة من بقايا لغتهم الأولى ، ولم يفلت من هذا المصير إلا ثلاث لهجات ساعد انعزالها وانزواؤها على حمياتها من اللغة العــربية ، فاحتفظت بشكلها القديم حتى عصرنا الحاضر ، وهي : (المهرية وتتكلم الآن في منطقة مَهَرةَ ، الواقعة شرقي حضر موت ، ولهجة الشحر وتسمى حِكلى ، وتتكلم بها القرى الضاربة في بلد مرياط من ناحية ظفار الحبوظى ، واللهجة السقرطية وتتكلمها جزيرة سقطرة والجزر المجاورة لها )، وقد بعدت هذه اللهجات عن أصولها ، بل وعن اللغات السامية جميعها لتأثرها الشديد باللغات التي احتكت بها . واتخاذ أهل الجنوب لغة الشمال الأدبية الراقية والزاحفة ليس أمرا عسيراً ولا مستبعداً ولا وحيداً ، فقد كان في الجزيرة العربية يهوداً ، وكان هؤلاء اليهود وافدين ، جاؤوا إلى يثرب في القرن الأول أو الثاني للميلاد ، وتكلموا العربية ، وشعروا بها في قصائد لا يرقى إليها الشك ، ولا ينكرها منصف ، ويمكن القول إن لغة المحادثة الشمالية لم تكن عسيرة الفهم على غالب أهل اليمن في أواخر القرن السادس الميلادي ومطلع القرن السابع ، فلم يرد في أي من كتب التاريخ التي عرضت لمقابلة الرسول عليه السلام عام 631 / للوفود القادمة من الجنوب أن اليمنيين استعملوا في الحديث العربية الجنوبية ، وليس ثمة ما يشير إلى ذلك


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)