الحياة الدينية
عند العرب الجاهليين
كان في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام أديان ومعتقدات مختلفة، تبعًا لقدرتهم على التفكير الديني، أو تأثرهم بالأديان السابقة، أو اختلاطهم بأهل الأديان التي لها أصل سماوي. فكان فيهم الموحدون، والوثنيون، واليهود، والنصارى، والمجوس، والزنادقة، والصابئة .
1-أما الموحدون من العرب قبل الإسلام: فكانوا قليلين، عبدوا الله وحده ولم يشركوا معه في عبادته شيئًا آخر، ويقولون إنه كان منهم: ( ورقة بن نوفل، وخالد بن سنان العيسي، وحنظلة بن صفوان، وزيد بن عمرو بن نفيل، وقس بن ساعدة الإيادي، وعامر بن الظرب العدواني، وزهير بن أبي سلمى، وعبيد بن الأبرص، وأمية بن أبي الصلت، ومنهم كذلك النابغة الجعدي) الذي يقال عنه إنه أنكر في الجاهلية الخمر، وهجر الأوثان، والأزلام، وقال في الجاهلية:
الحمد لله لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما
2-وأما الصابئة : فهم الذين كانوا يعبدون الكواكب، وهم يعتقدون في الأنواء ويقولون إن أول من دان بذلك من العرب قبائل سبأ الحميرية، إذ كانوا يعبدون الشمس، وقد ورد ذكر ذلك في القرآن الكريم ورد ذلك في سورة النمل، { وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ } [ ] . كما يقولون إن كنانة كانت تعبد القمر، وكان بنو جرهم ولخم يسجدون للمشترى، وقريش عبدوا الشعرى العبور، وهي الشعرى اليمانية. ويقال إن من آثار عبادة الكواكب ما جاء من أسمائهم مثل عبد شمس. كما يقولون إن من بقايا آثار عبادة الشمس ما يفعله الغلام إذا سقطت سنه.
3-وأما المجوسية : فهي عبادة النار، وكانت المجوسية في العرب في تميم. ومن آثار هذه الديانة نار الحلف، وحلفهم بالرماد والنار، ومن مذاهبهم زواج البنات.
4-والزندقة : يقول عنها صاحب القاموس: "الزنديق: من الثنوية أو القائل بالنور والظلمة، أو من لا يؤمن بالآخرة وبالربوبية، أو من يبطن الكفر ويظهر الإسلام". وفي اللسان: الزنديق: القائل ببقاء الدهر، فارسي معرب، وهو بالفارسية "زندكراي" يقول بدوام الدهر، وقال ابن قتيبة في كتاب المعارف عند الكلام على أديان العرب في الجاهلية: كانت الزندقة في قريش، أخذوها عن الحيرة. وقال البلخي في كتاب البدء والتاريخ: كانت الزندقة والتعطيل في قريش . والثنوية يعتقدون أن الصانع اثنان ففاعل الخير نور وفاعل الشر ظلمة. وهما قديمان، لم يزالا ولن يزالا قويين حساسين.. وهما مختلفان في النفس والصورة متضادان في العقل والتدبير، فالنور فاضل حسن تقي طيب الريح حسن المنظر ونفسه خيرة كريمة حكيمة نافعة، منها الخيرات والمسرات والصلاح، وليس فيها شيء من الضرر والظلمة ضد ذلك.
6-أما اليهودية : فهي دين موسى عليه السلام، نسبة إلى يهوذا أحد أسباط إسرائيل الذي تناسل منه أكثر الملوك والذى أدخل اليهودية إلى اليمن تبع الأصغر، ومن اليهود الذين نزلوا المدينة بنو قريظة وبنو النضير، وأشهر من دان باليهودية من قبائل العرب: بنو نمير كنانة، وبنو الحارث بن كعب، ولعلها سرت إليها من مجاورة اليهود لهم في تيماء ويثرب وخيبر.
7-وأما النصرانية : فهي دين المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، نسبة إلى الناصرة أول قرية بث عيسى فيها دعوته، فقال العرب: "ناصري ونصراني". ودخلت النصرانية بلاد العرب زمن الحواريين ، فنقل أن القديس لوقا أول من دعا إليها في بلاد اليمن أثناء مسيره إلى الهند، وبولس دعا إليها في الشام . وفي تاريخ العصور الوسطى أن عرب غسان تنصروا في أيام القيصر، وقال ابن خلدون: كان أهل نجران "وهم بنو الحارث بن كعب بن مذحج" من بين العرب يدينون بالنصرانية. وأشهر من تدين بالنصرانية من العرب، قضاعة كأنهم تلقوها عن الروم، فقد كانوا يكثرون من التردد إلى بلادهم للتجارة؛ والغساسنة بالشام لمجاورتهم نصارى الروم، وكثير من تنوخ وتغلب وطيئ وحمير، وشاعت النصرانية في قبائل شتى بالحيرة، يقال لهم العباد ومنهم عدي بن زيد العبادي ؛
8-وأما الوثنيون : فكانوا أكثرية العرب الجاهليين، وهم عبدة الأصنام والأوثان، والصنم يكون غالبًا تمثالًا، أما الوثن فيكون غالبًا حجرًا، وقد يسمى الصنم بالوثن. يقول ابن الكلبي: المعمول من خشب أو ذهب أو فضة صورة إنسان فهو صنم، وإذا كان من حجارة فهو وثن. وقال السهيلي: يقال لكل ما كان من حجر أو غيره صنم، ولا يقال وثن إلا لما كان من غير الصخر كالنحاس وغيره. وكانوا في عبادتهم للأوثان يؤمنون بالله، زاعمين أنها تشفع لهم عند الله يقولون : { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى } [ ] . و { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ } [ ] . ويروي ابن الكلبي في كتاب الأصنام: "أن إسماعيل بن إبراهيم صلى الله تعالى عليهما وسلم لما سكن مكة وولد له بها أولاد كثيرة حتى ملئوا مكة ونفوا من كان فيها من العماليق فضاقت عليهم مكة، وقعت بينهم الحروب والعداوات وأخرج بعضهم بعضًا، فتفسحوا في البلاد والتماس المعاش، وكان الذي سلخ بهم إلى عبادة الأوثان والحجارة أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن إلا احتمل معه حجرًا من حجارة الحرم تعظيمًا للحرم، فحيثما حلوا وضعوه وطافوا به كطوافهم بالكعبة صبابة بها وحبًّا، وهم على إرث أبيهم إسماعيل من تعظيم الكعبة والحج والاعتمار، ثم سلخ ذلك بهم إلى أن عبدوا ما استحبوا، ونسوا ما كانوا عليه، واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره، فعبدوا الأوثان، وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم من قبلهم كقوم نوح، وفيهم بقايا على دين أبيهم إسماعيل، مع إدخالهم فيه ما ليس منه. وكان لكل قبيلة صنم أو أكثر وكان منها عند الكعبة كثير، حتى قال الزمخشري إنه كان حولها ثلثمائة وستون صنمًا. ومن هذه الأصنام: إساف ونائلة: وهما صنمان عبدتهما العرب وكانوا ينحرون ويذبحون عندهما، ويقال إنهما كانا في الأصل رجلًا وامرأة فجرا في الحرم فمُسِخا "فوجدوهما مسيخين فوضعوهما بوضعهما فعبدتهما خزاعة وقريش، ومن حج البيت من العرب" وقيل: هما حجران نحتا ومثلا على هيئة إساف ونائلة وسميا باسميهما. ومنها ذو الخلصة لخثعم، والشارق؛ وهبل "كان أعظم الأصنام عند قريش، وكان من عقيق أحمر على صورة إنسان" وود "عبدته كلب بدومة الجندل"؛ ونسر "لحمير وهمدان منصوب بصنعاء". وسواع "لكنانة". والعزى لغطفان، واللات لثقيف وكان بالطائف، ومناة للأوس والخزرج، ويغوث لمذحج . إن عبادة الأصنام عند العرب الجاهليين، وممارسة بعض الطقوس الدينية. واعتناق بعض الأفكار، نمت فيهم وشاعت تقليدًا للآباء، سيرًا على ما ورثوه عن أجدادهم السابقين وامتثالًا للعرف والعادة، فقد ورد في القرآن الكريم أنهم كانوا دائمًا يقولون: إننا نتبع ما كان عليه آباؤنا الأقدمون. فعاب عليهم القرآن هذا التقليد الأعمى، وطالبهم باستعمال العقل والتفكير في العقيدة وصفة الإله الذي يستحق العبادة والتقديس، واستهزأ بسلوكهم هذا في قوله تعالى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ } [ ] ، وقيل إن فكرة الأصنام وتقديسها انتقلت إليهم من خارج بلادهم، فقد ورد أن قريشًا في الأصل كانت على دين إبراهيم يحجون البيت ويقيمون المناسك خرج عمر بن لحي إلى أرض الشام فوجدهم يعبدون الأصنام ويتقربون إليها . فأحب أن يفعل قومه مثل ذلك، فجاءهم بصنم، ودانت العرب للأصنام ثم وضعوا إسافًا ونائلة، كل واحد منهما على ركن من أركان البيت وكانت العرب إذا حجت ورأت الأصنام سألت قريشًا وخزاعة، فيقولون إنما نعبدها لتقربنا إلى الله زلفى، لما رأت العرب ذلك اتخذت أصنامًا كثيرة فجعلت كل قبيلة لها صنمًا. ويقال إن عمرو بن لحي هذا -وكان رئيسًا- هو الذي أمرهم بعبادة الصخرة التي يلت عليها السويق للحجاج، فاستجابوا لأمره، وبنوا عليها بيتًا هو "اللات" فالوثني في الجاهلية لم يكن يتمسك في دينه بعقيدة قائمة على عقل سديد، أو تفكير سليم، إنما هي عادات تأصلت في نفوسهم تقليدًا لغيرهم أو تمسكًا بسلوك آبائهم وأجدادهم السابقين ومما قيل أصنام الجاهلية أن اللات "كان بالطائف وقيل بنخلة، وكانت قريش تعبده وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: اللات: رجل يلت السويق للحاج ، فلما مات عكفوا على قبره يعبدونه". والعزى: قيل هي شجرة لغطفان كانوا يعبدونها.. وقيل هي صنم لغطفان، وضعها سعد بن سالم الغطفاني، وقيل إنه قدم مكة فرأى الصفا والمروة ورأى أهل مكة يطوفون بينهما، فرجع إلي بطن نخلة، فقال لقومه: إن لأهل مكة الصفا والمروة وليستا لكم، ولهم إله يعبدونه وليس لكم، قالوا. فما تأمرنا؟. قال: أنا أصنع لكم ذلك، فأخذ حجرًا من الصفا وحجرًا من المروة، ونقلهما إلي نخلة، فوضع الذي أخذ من الصفا وقال: هذا الصفا، ثم وضع الذى أخذه من المروة، وقال. هذه المروة، ثم أخذ ثلاثة أحجار وأسندها إلى شجرة، وقال: هذا ربكم، فجعلوا يطوفون بين الحجرين. ويعبدون الثلاثة، حتى فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، وأمر برفع الحجارة، وأمر خالد بن الوليد بالعزى فقطعها. وقيل: هي بيت بالطائف كانت تعبده ثقيف. ومناة قيل. هي لخزاعة، كانت بقديد، وقالت عائشة رضي الله عنها في الأنصار. كانوا يهللون لمناة، وكانت حذو قديد. وقيل: هي بيت بالمشلل وكانت تعبده بنو كعب. وقيل: مناة صنم لهذيل وخزاعة، وكانت تعبدها أهل مكة. وقيل: اللات والعزى ومناة: أصنام من الحجارة كانت في جوف الكعبة يعبدونها. وفكرة الأصنام كانت قديمة، ففي تفسير قوله تعالى. حكاية عن قوم نوح: { وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا } [سورة نوح آية23] . إن هذه أسماء آلهتهم، قال محمد بن كعب: هذه أسماء قوم صالحين كانوا بين آدم ونوح، فلما ماتوا كان لهم أتباع يقتدون بهم ويأخذون مأخذهم في العبادة. فجاءهم إبليس، وقال: لو صورتهم صورهم كان أنشط لكم وأشتق إلى العباد، ففعلوا ثم نشأ قوم بعدهم فقال لهم إبليس: إن الذين من قبلكم كانوا يعبدونهم. فعبدوهم، فابتداء عبادة الأوثان كان من ذلك وسميت تلك الصور بهذه الأسماء لأنهم صوروها على صور أولئك القوم الصالحين من المسلمين. وقيل كان ود على صورة رجل. وسواع على صورة امرأة، ويغوث على صورة أسد، ويعوق على صورة فرس، ونسر على صورة نسر. "( تفسير البغوي والخازن والكشاف للزمخشري") ولقد قام الدين بدور هام في حياة البشر منذ أقدم العصور فقد عبد الناس مظاهر الطبيعة وقدسوها كالشمس والسماء والقمر وبعض الحيوانات المفيدة والمؤذية ثم اتجهوا إلى عبادة البشر الأجداد أو الملوك وذلك بسبب الجهل بقوانين الطبيعة وعدم القدرة على تفسيرها والتحكم بها كصوت الرعد وفيضان الماء وحركة الشمس والقمر والخوف منها والعمل على استرضائها واتقاء شرها وقد أضفى العرب القدماء على الآلهة التي كانوا يعبدونها طبائع البشر ( زواج ـ محبة ـ حزن ـ صراع ) والشمس عندهم ربة الدفء ورمز للعدل معتقدين بالبعث والحساب وجزاء العمل الصالح والعمل السيئ وبفكرة الخلود . وقد احتضنت بلاد العرب بدايات مظاهر التوحيد وعبادة الإله الواحد ( اليهودية ـ المسيحية ـ الإسلامية ) وانتقلت مظاهر عبادة الطبيعة إلى شبه الجزيرة العربية بتأثير من بلاد الشام وما بين النهرين فقد كان عمرو بن لحي الخزاعي سيد مكة أول من نقل عبادة الأصنام إلى مكة المكرمة كهبل المصنوع من العقيق على صورة إنسان و ( ود ) إله القمر و ( مناة ) إلهة الموت و(العزى ) المسماة عشتار ( واللات ) ورغم وثنيتهم فإن معظمهم كان يؤمن بوجود الله ولكنهم يشركون الأصنام بعبادته بدليل قوله تعالى : ( وما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) . وكانت مكة المركز الديني للعرب ، حيث وضعوا الأصنام حول الكعبة ليزورها في الأشهر الحرم ( ذو القعدة – ذو الحجة – المحرّم – رجب ) ، وقد تسربت إلى بعض أنحاء شبه الجزيرة العربية لا سيما اليمن الديانتان السماويتان : اليهودية كما في خيبر ويثرب ، ثم المسيحية كما في قبيلة غسان التي عاشت في منطقة حوران . وقد اتجه بعض عقلاء العرب إلى اعتناق المبادئ الدينية التي نادى بها النبي إبراهيم الخليل عليه السلام والتي تسمى (الحنيفية) وهي تدعو لعبادة إله واحد . وأخيراً جاء الرسول العربي محمد صلى الله عليه وسلم بدين الإسلام الذي أنهى عبادة الأصنام ، وأحل الرابطة الإسلامية بدلاً من العصبية القبلية بعد أن وكانت ديانات العرب الحجازيين متعددة: فمنهم من عبد الأوثان وصورها بشتى الأشكال، يصنعونها بأيديهم من ذهب أو حجر أو خشب ثم يقفون أمامها خاشعين، ويقدمون لها القرابين، ويستنصرون بها على الأعداء، ويستشيرونها في المهام، فإن أمرت بشيء فعلوه وإلا كفوا عنه وتركوه، حتى تأذن لهم فيه، ومما يدعو إلى الضحك والرثاء، ما حكي من أن بني حنيفة اتخذت لها صنما من حيس، عبدته مدة طويلة، ثم أصابتهم مجاعة فأكلوه، فقال الشاعر يعيرهم:
أكلت حنيفة ربها ... زمن التقحم والمجاعة
لم يحذروا من ربهم ... سوء العواقب والتباعة
وكان منهم فريق عبدوا الشعرى، وردّ الله تعالى عليهم بقوله: { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى } [ ] ، وحكى القرآن عبادة فريق للجن والملائكة، فقال: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ} [الآية ] . وكانت الزندقة في قريش أخذوها من الحيرة، ومن صورها قول شاعر قرشي:
يحدثنا الرسول بأن سنحيا ... وكيف حياة أصداء وهام؟
وفريق منهم اعتنق اليهودية, وهؤلاء كانوا بالمدينة وخيبر وفدك, كما كانوا باليمن كذلك. أما النصرانية فقد كانت قليلة في الحجاز، وكان أغلب أتباعها في الشام وفي الحيرة ونجران، وكان من أتباعها أمية بن أبي الصلت وقس بن ساعدة وسواهما. أما أصحاب الحنيفية: والذين نبذوا هذه الأديان، واعتنقوا التوحيد هم من عرب الحجاز, وقد اهتدوا إلى ذلك بفطرتهم السليمة، وكانوا يسمون "الحنفاء", ومنهم: "ورقة بن نوفل، وزيد بن عمرو بن نفيل, الذي يقول:
أربا واحدا أم ألف رب ... أدين إذا تقسمت الأمور
تركت اللات والعزى جميعا ... كذلك يفعل الرجل الخبير
وكان هؤلاء يعظمون الكعبة التي كان أول من بناها أبو الحنيفية البيضاء إبراهيم عليه السلام، ولم يجعل لها سقفا. ثم تجدد بناؤها في عهد العمالقة، وجرهم. ثم جددها أيضا قصي بن كلاب وسقّفها بخشب الدوم وجريد النخل. ثم بنتها قريش والرسول صلى الله عليه وسلم ابن خمس وثلاثين سنة، ورفعوا بابها حتى لا تدخل إلا بسلم؛ وذلك لتستطيع قريش منع من تشاء من دخولها، وقد حرصت قريش على ألا يدخل في بنائها من كسبهم إلا ما كان طيبا ليس فيه شيء من ربا، أو مهر بغي، أو مظلمة لأحد، واختلفت القبائل فيمن يضع الحجر الأسود موضعه، واحتكموا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقضى بينهم بالحكمة.. ومما ورثه العرب من شريعة إبراهيم: الحج بما فيه من تلبية وطواف، وسعي ووقوف بعرفة، والطهارة بنوعيها، والصلاة مولين وجوههم شطر الكعبة، والزكاة، والصدقة, وصلة الأرحام، والصوم. ومجموع هذه الشريعة يسمى "التحنف", ومعتنقوها "حنفاء". وقد كانت هذه النزعة الإصلاحية التي سيطرت على عقول بعض الحكماء والمفكرين العرب تنبيها للأذهان، وإرهاصا لظهور النبي الجديد، وتهيئة للعقول لتستعد لقبول التعاليم الجديدة التي سيدعو إليها النبي الكريم. وكذلك كان ظهور اليهودية في يثرب في زمن متقدم بعامل الاضطهاد, أو تحت تأثير المنافع المادية، فحينما كثر عدد اليهود بالقدس، وتطلعت نفوسهم إلى الاستئثار بأمور التجارة والمنفعة، تسربت طوائفهم منها إلى العقبة، ثم ظهروا في يثرب مهاجرين واستوطنوا الجهات الأكثر صلاحية لهم ولمعايشهم، كأرض خيبر الواقعة شمال يثرب، ووادي القرى المشهور بأرضه الخصبة وحدائقه الزاهرة، وأرض تيماء أيضا، وكل هذه الجهات واقعة شمال الحجاز، ولها أهمية اقتصادية عظيمة، فبعضها يشرف على الطرق التجارية، والبعض ينعم بخيرات الجزيرة. وقد استطاع اليهود أن يعيشوا في بلاد العرب بوسائلهم التقليدية من المكر والخداع والكيد، ونجحوا إلى حد كبير في الاستئثار بخيرات البلاد، ولكن دينهم نفسه لم يجد له طريقا إلى قلوب العرب, ولعل السبب في ذلك أن كثيرا من أحكام اليهودية لا تتناسب مع أخلاق العرب؛ فاليهودية مثلا لا تبيح الانتفاع بغنائم الأعداء بل تقول بحرقها، والعربي إنما يقاتل للنهب والسلب غالبا، والعربي إلى جانب ذلك يميل إلى الحرية وعدم التقيد "بالسبت" أو بشيء آخر مما ورد في التوراة ، وأما المسيحية فلم تكن مجهولة في قلب الجزيرة، ولا سيما مدن الحجاز التجارية؛ فقد كان الحجازيون على اتصال دائم بأهل الشمال. وليس من شك في أن الرهبان الذين كانت صوامعهم تنتثر من فلسطين وشبه جزيرة سيناء حتى قلب الصحراء، كان لهم أثر كبير في تعريف العرب بالنصرانية، على أن الصحراء كانت ملجأ تلوذ به بعض الفرق المضطهدة من الكنيسة الرسمية. وقد عرفت النصرانية في بني أسد ابن عبد العزى من قريش، ومنهم عثمان بن الحويرث، وورقة بن نوفل على رأي، وكان ورقة قد استحكم في النصرانية حتى علم من أهل الكتاب كثيرا. وفي يثرب كان من المناوئين للنبي -صلى الله عليه وسلم- عند شخوصه إليها, شريف مطاع اسمه أبو عامر عبد عمرو بن صيفي، كان قد ترهب ولبس المسوح وسمي "الراهب", وكان بمكة نصراني اسمه موهب ضرب عليه النبي صلى الله عليه وسلم دينارا كل سنة. وكان بأيلة نصارى، ضرب عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثمائة دينار كل سنة, وأن يضيفوا من مر بهم من المسلمين ثلاثا ولا يغشّوا مسلما ؛ وكانت عبادة الأصنام أقواها نفوذا وأوسعها انتشارا، وليس ذلك بعجيب؛ فإن ضعفاء النفوس في كل زمان ومكان يأبون إلا الارتماء في أحضانها والتشبث بأهدابها {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ} الآية. وكأن هذه العقول يشق عليها أن تفهم معنى الألوهية على حقيقته فتريد إلها مجسما, تناجيه عن كثب وتتقدم إليه بحاجاتها كما تتقدم إلى الحكام في شئونها الدنيوية. ويرجع سبب انتشارها في جزيرة العرب إلى الأزمان السحيقة, حين كان يهاجر المكيون من مكة -لما ضاقت بهم- منتشرين في أنحاء الجزيرة، فكان كل فريق منهم يحمل معه حجرا من أحجار البيت، يطوف به حيث يقيم، كما كان يطوف بالكعبة، فلما تقادم العهد، انحرفوا عن الحجارة وزين لهم الشيطان عبادتها، فعبدوها من دون الله. ويقال: إن الذي نشر عبادتها في الحجاز عمرو بن لحي الخزاعي، جلبها معه من الشام، وقد ذهب إليها يستشفي، فرآها عندهم، فسألهم عنها، فقالوا له: إننا نستنصر بها على الأعداء، ونستسقي بها المطر، فطلب أن يصنع له منها عدد, فصنع وحمله معه، ونصبه حول الكعبة فعبدها العرب، وتعلقوا بها، وكثر اتخاذهم لها، حتى قيل: إنه وجد منها حول الكعبة -يوم الفتح- ستون وثلاثمائة صنم، وكان بالكعبة تمثالا السيد المسيح والعذراء مريم -عليهما السلام- فأخذ الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- يطعنها في وجوهها وأعينها بسية قوسه، ويقول: "جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا" ولم يكتف أهل مكة بهذه الأصنام، بل اتخذ أهل كل بيت صنما لهم في بيتهم، فإذا أراد أحدهم سفرا, كان آخر ما يصنع في منزله أن يتمسح به، فإذا قدم من سفره كان أول ما يصنع أن يتمسح به. وكان لغير قريش طواغيت، أي: بيوت كالكعبة، يصنعون فيها الأصنام، ويطوفون بها، ويهدون إليها الهدايا، ويذبحون عندها الذبائح، ويستقسمون عندها بالقداح، ولها سدنة وحجاب. والقول بأن الوثنية أول من جلبها إلى بلاد العرب عمرو بن لحي من غير أن يكون لها سابق وجود بشبه الجزيرة، مشهور، وقد يكون بعيدا عن الصواب؛ لأن العرب كان لهم اتصال منذ قديم الزمان بالأمم التي تجاورهم بواسطة التجارة والترحال، وكانت هذه الأمم، وعلى الأخص الفينيقيون، والكلدانيون، والآشوريون، والمصريون، يدينون بالوثنية، وطبعي أن يتأثر العرب بهذه الوثنيات شيئا فشيئا، ثم تسري عدواها إلى القبائل واحدة بعد واحدة حتى تعم القبائل برمتها، وهذا ظاهر من أن كل قبيلة كان لها صنم خاص بها تنصبه في أرضها لتعبده. وتشير رواية الكلبي إلى أن عبادة الأصنام بجزيرة العرب ترجع إلى عهد أسبق من عمرو بن لحي، ذلك أن إسماعيل بن إبراهيم -عليهما السلام- لما سكن مكة وولد له أولاد كثيرون, حتى ملئوا مكة المكرمة ونفوا من كان بها من العماليق ضاقت عليهم مكة، ووقعت بينهم الحروب والعداوات، وأخرج بعضهم بعضا فتفسحوا في البلاد. وكان الذي جَرَّهم إلى عبادة الأصنام أنه كان كما ذكرنا لا يظعن ظاعن من مكة إلا احتمل معه من حجارة الحرم؛ تعظيما للحرم وصبابة بمكة، فحيثما حلوا وضعوه وطافوا به كطوافهم بالكعبة تيمنا منهم بها، وصبابة بالحرم، وحبا له، وهم بعد يعظمون الكعبة ومكة, ويحجون ويعتمرون على دين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. ثم جرهم ذلك إلى أن عبدو ما استحبّوا، ونسوا ما كانوا عليه، واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره؛ فعبدوا الأوثان، وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم من قوم نوح وغيره. وإذًا, فعمرو بن لحي ليس هو أول من جلب هذه العبادة إلى جزيرة العرب، وينبغي أن يكون مفهوما أن عبادة الأصنام التي شاعت بين العرب كانت تختلف في معناها عن الوثنيات الأخرى، فبينما كانت الأصنام في الجهات الأخرى تعبد بصفتها آلهة بذاتها، كانت تعبد في جزيرة العرب بصفتها شفعاء عند الله، فالعرب -بذلك- قد أشركوا الأصنام مع الله سبحانه وتعالى! أي: إن إيمانهم كان شركا. قال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} . أشهر أصنامهم، ما ورد بذكره القرآن، وهو: ود .قال الواقدي: كان ود على صورة رجل، وسواع على صورة امرأة، ويغوث على صورة أسد، ويعوق على صورة فرس، ونسر على صورة نسر، وسواع ويغوث ويعوق ونسر واللات والعزى ومناة. وسمت العرب: عبد ود، وعبد يغوث، وتيم اللات، وكانت قريش وأهل مكة لا يعظمون شيئا من لأصنام مثل ما يعظمون اللات والعزى ومناة وهبل كبير آلهتهم؛ ولذا كانت قريش تقول في طوافها: واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، تلك الغرانيق العلا، وإن شفاعتهن لترتجى، وكانت هذيل تعبد سواعا, قال الشاعر:
تراهم حول قبلتهم عكوفا ... كما عكفت هذيل على سواع
وروي في التاج: حول قيلهم "بالياء بعد القاف المفتوحة". وكانت العرب على دينين: حلة، وحمس. فالحمس قريش وكل من ولدت من العرب، وكنانة، وخزاعة, والأوس والخزرج, وجشم, وبنو ربيعة بن عامر بن صعصعة، وأزد شنوءة، وجذم، وزبيد، وبنو ذكران من بني سليم، وعمرو اللات، وثقيف، وغطفان، والغوث، وعدوان، وعلاف، وقضاعة. وكانت قريش إذا أنكحوا عربيا امرأة منهم اشترطوا عليه أن كل من ولدت له فهو أحمسي على دينهم، وزوج الأدرم تيم بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ابنه مجدا, ابنة تيم ربيعة بن عامر بن صعصعة على أن ولده منها أحمسي على سنة قريش, وفيهم يقول لبيد بن ربيعة بن جعفر الكلابي:
سقى قومي بني مجد وأسقى ... نميرا والقبائل من هلال
واختلف المستشرقون في معنى كلمة حمس وأصلها؛ فذهب "فلهوزن" إلى أن المقابلة بين كلمة حمس وكلمة حلة تفيد معنى المقدس، أما "نولدكه" فقد أظهر ميلا إلى الشك في حقيقة هذه المقابلة, وقال: إن الحمس كالأحامس قد تفيد معنى المتحمس من حيث صلتها بأصل الكلمة التي نحن بصددها. "وإنما سميت الحُمس حُمسا للتشدد في دينهم؛ فالأحمسي -في لغتهم- المتشدد في دينه". وكانت قريش لا تعظم شيئا من الحل كما تعظم الحرم؛ وذلك لئلا تستخف العرب بحرمهم، ولذا فقد تركوا الوقوف بعرفة والإفاضة منها وهم يعرفون ويقرون أنها من المشاعر والحج ودين إبراهيم، ويقرون لسائر العرب أن يقفوا عليها، وأن يفيضوا منها, إلا أنهم قالوا: نحن الحمس أهل الحرم, فليس ينبغي لنا أن نخرج من الحرم ولا نعظم غيره. ثم جعلوا لمن ولدوا من سائر العرب سكان الحل والحرم مثل الذي لهم بولادتهم، إياهم يحل لهم ما يحل لهم، ويحرم عليهم ما يحرم عليهم، ودخلت معهم خزاعة وكنانة ومن ذكرناهم من القبائل، وابتدعوا في ذلك أمورا: فلم يكونوا يأقطون الأقط ولا يسألون السمن وهم حرم ولا يدخلون بيتا من شعر ولا يستظلون إن استظلوا إلا في بيوت الأدم ما كانوا حرما، بل غالوا في تشددهم فقالوا: لا ينبغي لأهل الحل أن يأكلوا من طعام جاؤوا به معهم من الحل في الحرم إذا كانوا حجاجا أو عمارا, ولا يأكلون في الحرم إلا من طعام أهل الحرم إما قراء وإما شراء. وكان مما ابتدعوه أنه إذا حج الصرورة من غير الحمس, رجلا كان أو امرأة, لا يطوف بالبيت إلا عريانا, إلا أن يطوف في ثوب أحمسي, إما عارية وإما إجارة، يقف أحدهم بباب المسجد فيقول: من يعير ثوبا؟ فإن أعاره أحمسي ثوبا أو أكراه طاف به، وإن لم يعره ألقى ثيابه بباب المسجد من خارج, ثم دخل الطواف وهو عريان يبدأ بإساف فيستعلمه, ثم يستلم الركن الأسود, ويأخذ عن يمينه ويطوف ويجعل الكعبة عن يمينه, فإذا ختم طوافه سبعا استلم الركن ثم استلم نائلة فيختم بها طوافه, ثم يخرج فيجد ثيابه كما تركها لم تمس, فيأخذها فيلبسها ولا يعود إلى الطواف بعد ذلك عريانا. وقد جاءت امرأة يوما وكان لها جمال وهيئة, فطلبت ثيابا عارية فلم تجد من يعيرها, فلم تجد بدا من أن تطوف عريانة, فنزعت ثيابها بباب المسجد ثم دخلت المسجد عريانة, فوضعت يديها على فرجها وجعلت تقول:
اليوم يبدو بعضه أو كله ... وما بدا منه فلا أحله
وكان أحدهم إذا أراد شيئا من داره نقب نقبا في ظهر بيته, فمنه يدخل إلى حجرته ومنه يخرج, ولا يدخل من بابه ولا يجوز تحت أسكفة بابه ولا عارضته، فإن أرادوا بعض أطعمتهم ومتاعهم تسوّروا من ظهر بيوتهم وأدبارها حتى يظهروا على السطوح, ثم ينزلون في حجرتهم، ويحرمون أن يمروا تحت عتبة الباب. وكان يحضر المواسم بعكاظ، ومجنة، وذي المجاز التجار ممن كان يريد التجارة، ومن لم يكن له تجارة ولا بيع فإنه يخرج من أهله متى أراد, ومن كان من أهل مكة ممن لا يريد التجارة خرج من مكة يوم التروية فيتروى من الماء, فتنزل الحمس أطراف الحرم من نمرة يوم عرفة وتنزل الحلة عرفة، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- في سننه التي دعا فيها بمكة قبل الهجرة, لا يقف مع قريش والحمس في طرف الحرم, وكان يقف مع الناس بعرفة. وإذا أفاضوا أفاضت الحمس من أنصاب الحرم وأفاضت الحلة من عرفة حتى يلتقوا بمزدلفة جميعا، وكانوا يدفعون من عرفة إذا طفلت الشمس للغروب, وكانت على رؤوس الجبال كأنها عمائم الرجال في وجوههم، فإذا كان هذا الوقت دفعت الحلة من عرفة ودفعت معها الحمس من الضباب الحرم حتى باتوا جميعا بمزدلفة, فيبيتون بها حتى إذا كانوا في الغلس وقفت الحلة والحمس على قزح, فلا يزالون عليه حتى إذا طلعت الشمس وصارت على رؤوس الجبال كأنها عمائم الرجال في وجوههم دفعوا من مزدلفة وكانوا يقولون: أشرق ثبير كيما نغير. أي: بالشمس حتى ندفع من المزدلفة فأنزل الله في الحمس: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} يعني: من عرفة. فلما حج النبي -صلى الله عليه وسلم- خطب الناس بعرفة فقال: "إن أهل الشرك والأوثان كانوا يدفعون من عرفة إذا صارت الشمس على رؤوس الجبال كأنها عمائم الرجال في وجوههم، وإنا لا ندفع من عرفة حتى تغرب الشمس، ونحل فطر الصائم، وندفع من مزدلفة غدا -إن شاء الله- قبل طلوع الشمس، هدينا مخالف لهدي أهل الشرك والأوثان".


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)