ومن معتقدات جاهلية:
1-الكهانة والعرافة:
ويقصدون بالكهانة ادعاء علم الغيب كالإخبار بما سيقع، وقال الأصفهاني في كتاب الذريعة: الكهانة مختصة بالأمور المستقبلة والعرافة بالأمور الماضية. وذلك بالاستدلال ببعض الحوادث الحالية على الحوادث الآتية بالمناسبة، أو بما يكون بينها من ارتباط أو مشابهة خفية، أو غير ذلك، واشتهر بالكهانة: عزى سلمة، وشق أنمار، وسطيح بن مازن، وخنافر بن التوءم الحميري، وسواد بن غارب الدوسي، وطريفة الكاهنة، وزبراء، وسلمى الهمدانية، وعفيراء الحميرية، وفاطمة بنت مر الخثعمية، ومن العرافين رباح بن عجلة عراف اليمامة، والأبلق الأسدي عراف نجد.
2- زجر الطير وضرب الحصى وخط الرمل:
ذلك أنهم كانوا إذا أرادوا فعل أمر أو تركه زجروا الطير حتى يطير، فإن طار يمينًا كان له حكم، وإن طار شمالًا كان له حكم، وإن طار من فوق رأسه كان له حكم، ومن ثم سميت الطيرة، أخذًا من الطير، فما تيامن منها وأخذ ذات اليمين سموه سانحًا، وما تياسر منها سموه بارحًا، وما استقبلهم منها فهو الناطح، وما جاء من خلفهم فهو القعيد. ومن العرب من يتشاءم بالبارح لأنه لا يمكن رميه إلا بأن ينحرف إليه، ويتبرك بالسانح. ومن تبرك بشيء مدحه، ومن تشاءم بشيء ذمه . وأكثر ما عولوا عليه من ذلك الغراب، ثم تعدوه إلى غير الطير من الحيوان، ثم جاوزوا ذلك إلى ما يحدث في الجمادات من كسر أو صدع، وما يقع من ظواهر الطبيعة المختلفة كالريح والسحاب والرعد والبرق والمطر، وغير ذلك. كما شاع فيهم طرق الحصى بعضها ببعض عند السؤال. فيدعي الطارق بذلك معرفة الجواب، وكذلك خط الرمل. وكثيرًا ما كان يتخصص في زجر الطير وطرق الحصى وخط الرمل أفراد معينون فاشتهروا بذلك. وقد قيل في الزجر والطرق شعر كثير، من ذلك قول حسل بن عامر الهمداني:
تخبرني بالنجاة القطاة ... وقول الغراب بها شاهد
يقول: ألا قد دنا نازح ... فداء له الطرف والتالد
ولكن كثيرًا من الشعراء أنكروا الزجر وعارضوا فكرته، من ذلك قول ضابئ بن الحارث البرجمي:
وما أنا ممن يزجر الطير همه ... أصاح غراب أم تعرض ثعلب
ولا السائحات البارحات عشية ... أمرَّ سليم القرن أم مرَّ أعضب
وقال لبيد:
لعمرك ما تدرى الطوارق بالحصى ... ولا زاجرات الطير ما الله صانع
3- الاستقسام بالأزلام :
وهي نوع من الطيرة، كانوا إذا أرادوا فعل أمر ولا يدرون ما الشأن فيه أخذوا قداحًا مكتوبًا على بعضها "افعل" وعلى بعضها "لا تفعل" وعلى بعضها، "نعم" وعلى بعضها "لا" إلى غير ذلك، فإذا أراد أحدهم سفرًا مثلًا أتى سادن الأوثان، فيضرب له بتلك القداح، ويقول: "اللهم إن كان خيرًا له فأخرجه". فما خرج له عمل به. وإذا شكوا في نسب رجل أجالوا القداح، وفي بعضها مكتوب "صريح" وفي بعضها "ملحق" فإن خرج الصريح أثبتوا له نسبه وإن خرج الملحق نفوه، حكى أبو الفرج الأصبهاني، أنهم كانوا يستقسمون عند ذي الخلصة وهو صنم مشهور، وأن امرأ القيس لما قتل أبوه وخرج امرؤ القيس يطلب بثأره استقسم عنده بقداحه وهي ثلاثة: الآمر والناهي والمتربص، فأجالها، فخرج الناهي، ثم أجالها فخرج الناهي، ثم أجالها فخرج الناهي فجمعها وكسرها، وضرب بها وجه الصنم، وسبه ثم قال.
لو كنت يا ذا الخلص الموتورا ... مثلي، وكان شيخك المقبورا
لم تنه عن قتل العداة زورا
4- الميسر:
وهو ضرب من القمار، كانوا يقتسمون لحم الجزور التي يذبحونها بحسب قداح يضربونها، لكل قدح منها نصيب معلوم، والميسر: مصدر ميمي من يسر ييسر، واشتقاقه إما من اليسر أي أخذ مال الرجل بيسر وسهولة من غير كد ولا تعب، أو من اليسار لأنه سلب يساره. وكان الميسر من مفاخر العرب لأنهم كانوا يفعلونه في أيام الشدة والقحط والجوع. وكل قصيدة يفخر فيها الشاعر كان الميسر يحتل جزءًا بارزًا فيها. وقيل: كانت صفة الميسر أن يجتمع الفتيان وذوو اليسار منهم ويشتروا جزورًا وينحرها الجزار ويقسمها عشرة أجزاء، ثم يحضر الأيسار وهم القوم المجتمعون في الميسر، ويؤتى بالقداح، وهي عيدان متساوية الطول، وهى عشرة: القذ والتوءم والرقيب والحلس والنافس والمسبل والمعلى. وهذه لها أنصباء، للأول سهم، وللثاني اثنان، والثالث ثلاثة، وهكذا إلى المعلى له سبعة أسهم، والثلاثة الباقية لا نصيب لها وهي المتيح والسفيح والوغد، فهذه أغفال ليس فيها جزوز ولا علامات لها، وهي للتكثير، ولنفي التهمة وإبعاد المحاباة. فإذا حضرت القداح وحضر الأيسار أخذ كل منهم من القداح على قدره وطاقته ورياسته، ثم يدفعون القداح إلى رجل كانوا يسمونه "الحرضة" وهو الذي يضرب للأيسار بالقداح -وأكثر ما كانوا يجتمعون للميسر بالليل ويوقدون نارًا لذلك- ثم يؤخذ ثوب شديد البياض فيلف على يد الحرضة ليغشى بصره، فلا يعرف قدح فلان من قدح فلان منعًا للمحاباة، فإذا أخذ القداح لم ينظر إليها، ويجلس خلفه شخص آخر كان يطلق عليه اسم الرقيب، ليعرف ما يخرج من القداح فيخبرهم به ويعتمدون على قوله فيه، ثم يجلس الأيسار حوله دائرين به، ثم يفيض بالقداح، فإذا نشز أي ارتفع منها قدح استسله الحرضة من غير أن ينظر إليه ثم ناوله الرقيب، فينظر الرقيب لمن هو فيدفعه إلى صاحبه، فيأخذ من الجزور على قدر نصيب القدح منها وذلك هو الفوز. وعند انتهاء توزيع أقسام الجزور على أصحاب القداح الفائزة، يعرفون القداح التي لم تفز، ويغرم أصحابها، كل بقدر نصيب قدحه
5-عبادة الأصنام والأوثان :
والمخلوقات التي لا تملك لنفسها نفعًا ولا ضرًّا من حجارة أو غيرها من الخشب أو ما هو مجود في بيئة العرب الجاهليين .
6- البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي:
وهي أمور خاصة بالحيوانات، وخصوصًا الإبل إذا تم لها أمر معين مثل ولادة بطون معينة أو بلوغ سن مخصوصة: فكانت الناقة: إذا نتجت خمسة أبطن آخرها ذكر، بحروا أذنها أي شقوها وخلو سبيلها، فلا تركب ولا تحلب. وكان الرجل منهم إذا مرض يقول: إذا شفيت، فناقتى سائبة، وبجعلها كالبحيرة في تحريم الانتفاع بها. وقيل هي التي تسيب للأصنام فتعطى للسدنة ولا يطعم من لبنها إلا أبناء السبيل ونحوهم. وقيل غير ذلك. وإذا ولدت الشاة أنثى فهي لهم. وإن ولدت ذكرًا فهو لآلهتهم. وإن ولدتهما معًا قالوا: وصلت الأنثى أخاها. وقيل هي الشاة تنتج سبعة أبطن فإن كان السابع أنثى لم ينتفع النساء منها بشيء إلا أن تموت فيأكلها الرجال دون النساء. فإذا ماتت اشتركوا فيها. وإذا نتج من صلب الفحل عشرة أبطن حرموا ظهره، ولم يمنعوه ماء ولا مرعى وقالوا: لقد حمى ظهره، وكانت بينهم عادة حمل التمائم والتعاويذ للمداواة أو خوفًا من الموت أو البلاء. كما كان من عاداتهم ضرب الثور إذا عافت البقر ورود الماء، فهو يضرب ليقتحم الماء، فتقتحم البقر بعده، قال نهشل بن جري:
كذاك الثور يضرب بالهراوى ... إذا ما عافت البقر الظماء
ومثل ذلك ما يفعلونه في العرِّ ( قرح يأخذ الإبل في مشافرها وأطرافها يسيل منه ماء أصفر) . عندما يصيب الإبل، فيكوى الصحيح ليبرأ السقيم. قال النابغة الذبياني:
وكلفتني ذنب امرئ وتركته ... كذي العر يكوى غيره وهو راتع
وتعليق الحلي والجلاجل على اللديغ ليشفى، ويعللون ذلك بأن اللديغ إن نام سرى السم فيه فيهلك فشغلوه بالحلي والجلاجل وأصواتها عن النوم. وقيل لبعض الأعراب: أتريدون سهره؟ فقال: إن الحلي لا تسهر، ولكنها سنة ورثناها، وإلى ذلك يشير النابغة الذبياني بقوله:
فبت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرّقش في أنيابها السم ناقع
يسهد من ليل التمام سليمُها ... لحلي النساء في يديه قعاقع
وكانوا يقولون عن اللديغ: السليم: تفاؤلًا بسلامته وشفائه. كما سموا البادية وهي المهلكة بالمفازة تفاؤلًا بالفوز والنجاة.



المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)