الرسول صلى الله عليه وسلم
والشعر
قرر القرآن الكريم حقيقة ثابتة ، هي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن شاعراً البتة . قال تعالى : في سورة يس : { وما علّمناه الشّعر وما ينبغي لهُ إن هو إلا ذكر وقرآن مبين } [ ] . وكان من ألوان الأذى الذي لحقه صلى الله عليه وسلم اتهام المشركين له بالشاعرية ، مع علمهم أنه ليس بشاعر ، وإنما قالوا ذلك تعنتاً منهم . فحين هجا عمرو بن العاص النبي صلى الله عليه وسلم قبل دخول الإسلام ، قال عليه الصلاة والسلام : " اللهم إن عمرو بن العاص قد هجاني وهو يعلم أني لست بشاعر ... " ونفي صفة الشعر عن القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم ليس قدحاً بالشعر ؛ وإنما هو من باب دفع الشبهة عن الدين والرد على الكافرين ، وإلا - لو كان الأمر قدحاً بالشعر - لكانت أمّيةُ النبي صلى الله عليه وسلم قدحاً بالكتابة ، لكن الأمية أيضا كانت لحكمة بينها تعالى بقوله {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [ سورة العنكبوت ] و نفى الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم العلم بالشعر وأصنافه وأعاريضه وقوافيه والاتصاف بقوله ، فلم يقل شعراً ولا رواه قط ، وقد كانت الحكمة من ذلك ( عللي ) رد الحرب النفسية والإعلامية التي ابتدأها المشركون عليهم . ولئلا يختلط كلام الله عز وجل بالشعر وكان النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً يرتجز بأبيات من الشعر مراعياً قول الله تعالى { وَمَا يَنبَغِي لَهُ } [ ] ، فكان يقول البيت من الشعر وقد أنقصه حرفاً أو كلمة أو قلب شطريه والأمثلة كثيرة :
1- فلما قدم كعب بن زهير إلى المسجد وأعلن إسلامه قال له صلى الله عليه وسلم : " من أنت ؟ " قال : كعب بن زهير . فقال : " الذي يقول ما يقول " ثم أقبل على أبي بكر يستنشده الشعر ، فأنشد أبو بكر : سقاك بها المأمور كأساً روية فقصد بالمأمور الكاهن الذي تأمره الجن فيتكلم بلسانها . فقال كعب : لم أقل هكذا ، إنما قلت :
شربتَ مع المأمون كأساً رويةً قأنكلكَ المأمونُ منها وعلَّكا
والرسول صلى الله عليه وسلم لم ينشد شعر كعب وإنما أشار إلى أبي بكر رضي الله عنه ليفعل ذلك .
2- وقد سئلت السيدة عائشة هل كان رسول الله يقول الشعر ؟ فقالت : كان يرتجز ببيت أخي بني قيس طرفة بن العبد فيجعل آخره أوله وأوله آخره فيقول : " ويأتيك من لم يزودك بالأخبار " . فهو لم يقم الوزن في الإنشاد ، وحقيقة البيت :
ستُبدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلاً ويأتيكَ بالأخبارِ مَن لم يزوِّدِ
3- وكان إذا رغب في سماع بيت من الشعر من قائله سأله : أأنت القائل ويلفظ كلمة من مطلع البيت . فقد قال لكعب بن مالك : " أنت الذي تقول " همت " قال : نعم يا رسول الله أنا الذي أقول :
همّت سُخينَةُ أن تعالب ربّها وليُغلبُنَّ مغالبَ الغُلاّبِ
فقال صلى الله عليه وسلم " إن الله لم ينس ذلك لك "
- تنبيه : كان صلى الله عليه وسلم أحيانا يقول كلاماً مثل الشعر إلا أنه ليس بشعر . كقوله مخاطباً إصبعه عندما أصيبت قدمه :" هل أنت إلا إصبع دميت ، وفي سبيل الله ما لقيت ؟ "
- تعليل ذلك : ما قاله الجاحظ في البيان والتبيين : " اعلم أنك لو اعترضت أحاديث الناس وخطبهم ورسائلهم لوجدت فيها مثل : مستفعلن مستفعلن ، ومستفعلن فاعلن ، وليس أحد على الأرض يجعل ذلك المقدار شعراً ولو أن رجلاً من الباعة صاح : من يشتري باذجان ؟ لقد كان تَكَلُّمٌ فيه وزن مستفعلن مفعولات ، فكيف يكون هذا شعراً وصاحبه لم يقصد الشعر " . ويضيف : ومثل هذا كثير ، فقول النبي صلى الله عليه وسلم لإصبعه لم يرد منه شعراً ولا قوله يوم حنين : " أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب "
- والدليل الأقوى على أن مثل هذه الأقوال من كلام النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن شعراً وجوده كثيراً في القرآن الكريم مثل :{ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا } [ ] ، { لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } [ ] ، { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } [ ] .
المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا-
hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)