سار النّحيب بجنْده المتأوّدؚ *** وأزاح بالأحزان قلْعة سؤْددي
أشْدو وفي الأشْعار أطْلق صرْختي ***منْ نكْبةٍ تدْمي , بها علقتْ يدي
أبْكي وفي بعْض الدّموع مراهمٌ *** تشفي جراحاتٍ بنفْس مسهّدٍ
جاءتْ على قدرٍ هناك ولم تضقْ ***ذرْعًا بنا دفع المنون الأتْلد
كمْ منْ رؤوس القوْم أحْصى قطْفها ***ظلما وعنْ خلق السماحة تبْعد
ياأمّة الملْيار حين أعدّها *** ألْقي الهوان اليوْم عنْك ونددي
فاللّيْل مهْما اسْودّ طيْف ظلامه *** لابدّ للْإصْباح منْ فلق الغد
ياأمّةً تهْوى الشّقاق ولم تزلْ ***في ركْبه ترْجو الخلاص وتنْشد
ياأمّةً رمتﹺ الهدى واسْتعْذبتْ ***سبل الهوى تبْغي شفاعة أحْمد
فيك العزاءُ يحطّ ممْلكة البكا ***وتطيل مهجتنا الحداد وتعْقد
قد كنت بالأمس القريب منارةً *** واليوم سهمًا في كنانة ملْحد
زرعوا على مرّ اللّيالي غيْلةً ***قد أثمرت شـُبهاً لدينك تحْصد
ومضتْ بنا الأحْداث نلْعن بعْضنا *** بعْضًا على سُنن المروؤة نعتدي
أفْكارنا حبْلى بآلام الحرو *** ب وفتْنةٍ أسْيافها لم تغْمد
وتصدّر الفتْيا عبيدُ منابرٍ *** في زائفﹺ الأولى تروح وتغْتدي
إنْ زاحمَ الأخيارَ واتـﹺرُ دينه ***كبّـر على شعبٍ يعيش بلا غد
في لذّة السّلطان يطلب حتْفه *** طوْعًا إلى سجن الزمان الأنْكد
يتبع......