رآه يقبلها في زاوية مظلمة، خطط لقتله. ليلا حفر قبرا كبيرا.
لما رجع إلى منزله. رأت زوجته ترابا طريا على حذائه .
سألته : كم قبرا حفرت؟ رد بعنف : واحدا .. ابتسمتْ.
النهر ... وديدان الطين» بقلم محمد نديم » آخر مشاركة: محمد نديم »»»»» نظرات في لغز اختفاء النياندرتال» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» تمرح ....» بقلم سعد الحامد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نكوص» بقلم الفرحان بوعزة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» إلى إبنتي.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» شهوة الجوع» بقلم الدكتور ماجد قاروط » آخر مشاركة: الدكتور ماجد قاروط »»»»» الشكر فى القرآن» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» أنا المحب رسول الله» بقلم لؤي عبد الله الكاظم » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» نقد المجلس الثاني من الفوائد المدنية من حديث علي بن هبة الله الشا» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» احمد المنسي» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»»
رآه يقبلها في زاوية مظلمة، خطط لقتله. ليلا حفر قبرا كبيرا.
لما رجع إلى منزله. رأت زوجته ترابا طريا على حذائه .
سألته : كم قبرا حفرت؟ رد بعنف : واحدا .. ابتسمتْ.
ع ع ع عباس علي العكري
إنّه الزوج الذي يغار كثيرا، سلوك نفسي يؤدي بالأزواج عامة إلى الندم، وحيث أن غيرته على زوجته قد طغت به- وهو الخبير بأخلاقها العليا - على منطقه المفقود، إذ لم يعرف حبه حدودا ليميز به المنطق في حكمه على تلك القبلة البريئة. ولمّا كان المشهد الغامض الذي لم تتضح له الرؤية السليمة للبت السليم في الحكم على ما رآه، فابتدأ بظنه الذي طالما ساوره.. ومن هنا كانت الزاوية المظلمة ككل الزاويا التي ينظر منها وبالرغم من انه زوج عاقل فقد خبر زوجته الشريفة. ومن هنا فللقاريء أن يحكم أنها قبلة البراءة مع من لهم الحق في التقبيل الحلال، لكنّ الزوج الغيور لم تستسغ غيرته منطقا فغدت به نفسه تسول وتمكر لما يشفي الغليل من ذلك القريب. ولكن الحكمة الكامنة في زوجته من خلال استكشافها لملامحه وآثار التراب الطري الذي قد دلّ على ما يخطط له زوجها فقد خبرت فيه الغيرة المجنونة، فسألته أفيها يشك؟ فإن كان ذلك فليحفر لها قبرا أيضا.. فأجابها الواله وإن فعلت من خطيب الفعال الجسام فإني لن أحفر إلا لنفسي من شدة العشق لها.. حتى وإن سوّلت له نفسه الشّك فيها فإنّ نفسه ستندم ندما لايبرؤها إلا موته. ومن يهنا يتضح لنا اجتماع النقيضين أي الشك والثقة في الحب. فثقته بها لم يمنعه من الشك في من حولها ومن باب أن زوجته ذات حسن ودلال مما يجعل العامة والخاصة من الناس تطمع فيها، ومهما يكن زوجها بالغا من الحكمة شأنه فإن الغيرة لا محالة قاتلته. إذن هو يثق بها فهي مثال العفة والشرف ويبدو أن غيرته في محلها! فاجتمع شك الغيرة وثقة الحب في العشرة الزوجية التي أخذت من الزوج ما أخذت من المحبة المميتة والقاتلة. فالغيرة تحفر القبور...
شكرا لك أخي عباس على هذه الإضاءة النقدية والفنية التي جمعت بين ما هو تحليلي وتشكيلي ..
فعلا أخي ، الغيرة قاتلة والشك يخرب العقول والبيوت ..ويدفع إلى التسرع والتهور في بعض الأحيان ..
فبدون حوار وتواصل لا تنكشف الحقيقة .. فالإنسان المتهور لا يعرف إلا الانتقام .. من يدري قد يحفر قبرا لنفسه لا لغيره..
شكرا على تحليلك القيم الذي أنار النص وقراءتك القيمة المبنية على آليات فنية وثقافية ومعرفية ..
وبذلك يكون النص قد حقق أدبيته . فبدون قراءة لا يمكن أن يحيا النص ولا يكسب حياته المتجددة ..
شكرا لك أخي على كرمك وتشجيعك .. اهتمام أعتز به ..
محبتي وتقديري .. ..
لم استطع أن أرى ما رآه الأخ عباس..
فهو رآه بعينه وهو يقبلها ـ وكلمة ( زاوية مظلمة) تدل على عدم البراءة
فلو كانت علاقة بريئة لما تستروا بالظلام.
وما استغربته هو إنه خطط لقتله .. وليس لقتلهما !!! فهى إذا خارج نطاق الغضب.
رأت التراب الطري على حذائه .. فسألت: كم قبرا حفرت؟ ـ يبدو إنها متعودة منه كلما
ظبطها مع آخر يقتله .. فلما علمت منه( واحدا ) .. ابتسمت .. ما هذا البرود والجبروت؟
يبدو إنها ليست غلطة واحدة، ولكنها غلطات.
هذه هى رؤيتي لقصتك القصيرة جدا
تحياتي وتقديري.
خيانة وقتل... وتصوير ملفت للحال الموصوفة
ناقدة ولاذعة
بوركت
تقديري وتحيّتي
فضحت الابتسامة على شفتيها وهنه وضعفه
فالقبر وحفره كانا ليقبر فيهما حنقه ويأسه وغيرته
لكونه عاجز عن الإقدام على خطوة أخرى تكسر حواجز رعبه
هي تعي أنّ تلك الحفرة ستبقى خاوية وإلّا لما بقيت ابتسامتها ترفرف مرّة تلو الأخرى
دائما ما تغري نصوصك قارؤها بالمضيّ والتّحليق لرسم النّهايات
دام إبداعك أستاذي