هَذَاَ السّحَابُ دموعٌ كُلَّما ذَرفُوا
كَانت تُؤرَّقُ مِنْ أَحْمالِها الكَتِفُ
.
أرَى الفُراتَ السَّماويَّ انْسِكَابَ هَوَىً
فِيْ القَلْبِ يمْكُثُ جَذلانًا لكَيْ يَقِفُوا
.
أرَى الرّبيعَ طُفُوليًّا بِبَسْمَةِ مَنْ
قَدْ عَلَّموهُ أُصُولَ الحُبِّ واحترفُوا
.
أرَى الغِناءَ بِلا نايٍ يُروقُ لهُ
فكَيفَ نَطرَبُ والنّاياتُ تنقصِفُ
.
لولاهُمُ " سُنّةُ الوُجدانِ " ما انْسَكَبَتْ
مِثلَ العُطورِ وفِي أَزهَارِها لهَفُ
.
كأنَّ صَوتَ زهورٍ فِيكَ مِنكَ فَلَا
تَصْمِتْ وَقُلْ جِئْتُ يَا إحْساسُ أعترفُ
.
مَرُّوا على الغَيمِ هُمْ للغَيمِ عَائلةٌ
تَقمّصُوهُ عُطاشَىْ؛ عندما عزَفُوا
.
لترقُصَ الآنَ في استقبالِهِمْ لغةُ الحُبِّ المُنزَّهِ
نِعْمَ الدّورُ والهدفُ
.
مِن صفحةِ اللهِ كَانوا نُقطةً سُطِرَتْ
نُونٌ على الدّفترِ الكَونيِّ؛ تَختلِفُ
.
لِسانُهُم يَعسِلُ الأسماءَ يُكسِبُها
حَلاوةً أَشتهيها قَبلَ أن يصِفُوا
.
هل أستطِيبُ حياةً دونَهم؟ أبدًا !!
وتُعلِنُ الرّفضَ؛ لامٌ بعدَها ألِفُ
.
هُم أنبياءُ الهَوَى الدَّمعيِّ وا أسَفَى
وجهَ القصيدةِ كانُوا كُلَّما نزَفوا