أحدث المشاركات
صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 36

الموضوع: صحوة موت.

  1. #1
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,181
    المواضيع : 318
    الردود : 21181
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي صحوة موت.

    صحوة موت
    صعد إلى الحافلة وترك الجريدة على مقعد الانتظار مفتوحة على خبر وفاة زميل دراسته – ولكن ظل الخبر يتردد في جنبات عقلة (مات ) انتهت حياة رجل كان كتلة من النشاط و الحيوية .

    انتابه فجأة خوف ورهبة من ذلك المجهول – وأخذت تتصارع في دواخله نوازع مشوشة – تعجب من نفسه لم كل هذا القلق و الهلع الذي أصابه!
    – تراءت أمامه صورة والدته التي ظلت سنتين مسجاة على السرير فاقدة النطق و الحركة إثر مشاجرة مع والده ترك بعدها البيت و تزوج بأخرى راميًا عشر سنوات طويلة وراء ظهره ..تساقطت دموعه كحجارة تهوى من قمة جبل وهو يتذكر كم تعذبت وكم عانى هو من ألم وهو يشاهدها تتصارع مع المرض وعندما رحمها الله بالموت كان لاشعوريا قد قرر أن يبعد نفسه عن كل الانفعالات التي قد تهلكه – تعايش محيطا نفسه بصندوق ثلجي مجمد المشاعر فلا صديق ولا قريب أو حبيب .. لم يهتم لهمسات زملائه في العمل عن غرابة تصرفاته .المهم أن يبتعد عن كل انفعال قد يضره .
    اليوم فقط ... اكتشف أن الموت قادم

    كان ينظر من نافذة المركبة التي تقله وقد أخذت المناظر تتوالى عليه فكأنه يراها لأول مرة –
    نفس الدروب التي يسلكها كل يوم – لكنها اليوم لها شكل آخر في عينيه - الناس و المحلات .. الأرض و السماء و الشجر – بدأ البريق يتلألأ على كل المشاهد التي تمر أمامه ويلونها بألوان الطيف – كان يرى الدنيا التي لم يعشها يوما .

    بكل المشاعر المتباينة ظلّ طوال الليل يسترجع شريط حياته – ينابيع حزن جثمت على قلبه وهو يكتشف كم هي حياه بائسة ، فارغة ، فقيرة – ثم أشرق فجأة نور أضاء ظلمات روحة المنهكة .
    في اليوم التالي يجلس عبد الرحيم على مكتبه وقد أصبح إنسانا آخر .. ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة وسلم على زملائه وحيّاهم فاستغربوا ماشاهدوا وبدأت همهماتهم بالتساؤل .

    شجعت ابتسامته سلمى زميلته في المكتب على أن تسأله في أمر متعلق بالعمل رفع عينيه فأحس عندما رآها إنه يراها لأول مرة مع إنهما يعملان معا منذ سنوات وسرح في عينيها العسليتين ووجنتيها الموردتين وامتلأ الجو بأصوات العصافير و البلابل .
    قالت تنبهه وقد تسمرت عيناه عليها : أستاذ عبد الرحيم .....................

    انتفض قلبه لسماع اسمه بهذا الصوت الحنون – فتطايرت الأتربة المتراكمة فوق القلب منذ سنوات أهاجت جهازه التنفسي فدفعت الهواء المغبر بقوة فعطس .................... وتناثر الرذاذ من فمه ليصيب وجه زميلته – رغما ضحكت ضحكة رنانة صاعدة من قلب جزل أطارت بما تبقّى من صوابه .

    متلعثما ناولها منديلا وهو يعتذر بكلمات أثارت ضحكاتها أكثر ليذوب ما تبقّى من جليد في عبد الرحيم ولتتركه قواما هلاميا ليس له ملامح .
    التفّ باقي الزملاء حول عبد الرحيم متسائلين في تعجب : أأنت بخير أستاذ عبد الرحيم ؟
    التهب وجهه احمرارا وانفعالا وقد سكر قلبه برحيق نشوة ساحرة : وقال نعم نعم ........وإذا به يقف فجأة ويذهب مهرولا .

    - إلى أين أستاذ عبد الرحيم ؟
    -ّسآتي حالا.... فطوركم اليوم هدية مني .
    أسرع عبد الرحيم طائرا سعيدا وقد ارتفعت في أعماقه يد الغبطة تدق قلبه – يرى بعين الحلم نفسه عريسا وسلمى معلقة في يديه بالفستان الأبيض و الدفوف حولهما تزفهما
    .بووووم ... سمع كل من في المبنى الإداري صوت ارتطام فظيع ،وشقت صرخة مدوية الفضاء فهرعوا جميعا إلى الشرفات ليروا عبد الرحيم مسجى على الأرض وقد ارتطمت به سيارة مسرعة فدهسته وأحلامه الوليدة .
    الخميس 9/10/1014


  2. #2
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Sep 2014
    الدولة : وطني
    المشاركات : 34
    المواضيع : 4
    الردود : 34
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    أستاذة نادية، لم أتوقع أن تتحقق أحلامه..
    وجاءت النهاية دامية أكثر بقليل مما أتصور!
    فالأمال العريضة تحتاج لمشوار طويل من الكفاح والعمل وليس التمني والحلم فحسب
    والنفوس الضعيفة توجعها الضربات مرتين لتقاعصها وتوانيها ثم لصروف الدهر
    تقديري لك.

  3. #3
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اختي الفاضلة الأديبة الكبيرة / نادية محمد الجابي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قرات قصتك هنا وعشت معها تفاصيلها

    وتأرجحت مع مشاعر عبد الرحيم بين الموت والحياة
    واليأس والرجاء..
    اجدت في عرض فكرتك سرديا وخاصة في التنقل ما بين الماضي والحاضر
    وكذلك في عرض هذه المشاعر المتضاربة في لحظة ما هي اهم لحظات القصة
    وهي من الواقع حقا فكثير ما يعيش بيننا من هم مثل بطلك هنا..
    وفي الحقيقة أيضا يحدث ان يقرر احدنا فعلا أن يعيش حياته في لحظة ما ولكن يكون ذلك بعد فوات الأوان .

    لي فقط امنيتان تمنيت لو انهما تحققتا في نصك الجميل :
    اولهما ألا يكون العنوان " صحوة الموت " فقد جاء كاشفا للنص قبل قراءته وجلعنا نتوقع نهايته ..

    اما الأخرى فهي ان تنهي قصتك عند:
    فهرعوا جميعا إلى الشرفات ليروا عبد الرحيم مسجى على الأرض وقد ارتطمت به سيارة مسرعة . .

    وهذه مجرد وجهة نظر من محب للقصة أرجو ان يتسع صدركم لها

    مع تقديري واحترامي
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  4. #4
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,181
    المواضيع : 318
    الردود : 21181
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة أحمد مشاهدة المشاركة
    أستاذة نادية، لم أتوقع أن تتحقق أحلامه..
    وجاءت النهاية دامية أكثر بقليل مما أتصور!
    فالأمال العريضة تحتاج لمشوار طويل من الكفاح والعمل وليس التمني والحلم فحسب
    والنفوس الضعيفة توجعها الضربات مرتين لتقاعصها وتوانيها ثم لصروف الدهر
    تقديري لك.
    أشكر لك رقة حضورك وجمال ردك
    رأي معتبر وقراءة تأويلية من زاوية عميقة
    لك مني تحية مليئة بعطر الورد . نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,181
    المواضيع : 318
    الردود : 21181
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام القاضي مشاهدة المشاركة
    اختي الفاضلة الأديبة الكبيرة / نادية محمد الجابي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قرات قصتك هنا وعشت معها تفاصيلها

    وتأرجحت مع مشاعر عبد الرحيم بين الموت والحياة
    واليأس والرجاء..
    اجدت في عرض فكرتك سرديا وخاصة في التنقل ما بين الماضي والحاضر
    وكذلك في عرض هذه المشاعر المتضاربة في لحظة ما هي اهم لحظات القصة
    وهي من الواقع حقا فكثير ما يعيش بيننا من هم مثل بطلك هنا..
    وفي الحقيقة أيضا يحدث ان يقرر احدنا فعلا أن يعيش حياته في لحظة ما ولكن يكون ذلك بعد فوات الأوان .

    لي فقط امنيتان تمنيت لو انهما تحققتا في نصك الجميل :
    اولهما ألا يكون العنوان " صحوة الموت " فقد جاء كاشفا للنص قبل قراءته وجلعنا نتوقع نهايته ..

    اما الأخرى فهي ان تنهي قصتك عند:
    فهرعوا جميعا إلى الشرفات ليروا عبد الرحيم مسجى على الأرض وقد ارتطمت به سيارة مسرعة . .

    وهذه مجرد وجهة نظر من محب للقصة أرجو ان يتسع صدركم لها

    مع تقديري واحترامي
    سعدت بمعانقة قلمكم الكبير لحروفي المتواضعة
    ما نسيت أن أحكيه هو أني كتبت هذه القصة بعد قراءتي لقصة (خبر) للأستاذ حارس كامل
    وبطلها شخصية سلبية تعيش منعزلة خارج الزمان والمكان ، يتأثر بخبر موت صديق له
    ثم يعود لحياته من جديد ... ومن تأمل لهذه الشخصية كانت قصتي.
    شكرا لك على ملاحظات قيمة اقتنعت بها ، صدري فضاء رحب لكل تحفظ وكل نقد أو ملاحظة
    كم أحب هذا النقد الذي ينير الدرب ويهدي لللأحلي والأحسن.
    زيارتكم شرف لي وتكريم لحرفي .. دمت بكل خير . نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  6. #6
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 1.99

    افتراضي

    تلاعب القدر به فتلاعبت بمشاعرنا بمهارة
    ربما كانت النهاية مؤلمة ولكن يكفي أنه مات سعيدا
    سرد ماتع و قصة جميلة وحرف دائم التألق
    كل التقدير و مودتي
    حماك الله و رعاك

  7. #7
    الصورة الرمزية حارس كامل أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    الدولة : مصر
    المشاركات : 571
    المواضيع : 66
    الردود : 571
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    من حيث النهاية بدأت فكانت قصتك
    حاول أن يكسر السكون في حياته فكانت النهاية
    وددت بالفعل لوغيرت العنوان واقترح على سبيل المثال" ضحكة على نغمة الموت"
    ولي ايضا اقتراحا بخصوص النهايةأن تكون " وفي الصباح التالي زيل خبره في صفحة الوفيات"
    هذه مجرد ملاحظات من وجهة نظري ليس إلا
    ﻻتقلل من جمال النص وسلاسة السرد
    تحيتي لابداعك الراقي
    لاتأسفن علي غدر الزمان لطالما
    رقصت علي جثث الأسد كلاب

  8. #8
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,181
    المواضيع : 318
    الردود : 21181
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلود محمد جمعة مشاهدة المشاركة
    تلاعب القدر به فتلاعبت بمشاعرنا بمهارة
    ربما كانت النهاية مؤلمة ولكن يكفي أنه مات سعيدا
    سرد ماتع و قصة جميلة وحرف دائم التألق
    كل التقدير و مودتي
    حماك الله و رعاك
    مررت بنصي فأورق جمالا وروعة
    هطول تتمناه حروفي دوما فكوني في الجوار .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  9. #9
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,181
    المواضيع : 318
    الردود : 21181
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حارس كامل مشاهدة المشاركة
    من حيث النهاية بدأت فكانت قصتك
    حاول أن يكسر السكون في حياته فكانت النهاية
    وددت بالفعل لوغيرت العنوان واقترح على سبيل المثال" ضحكة على نغمة الموت"
    ولي ايضا اقتراحا بخصوص النهايةأن تكون " وفي الصباح التالي زيل خبره في صفحة الوفيات"
    هذه مجرد ملاحظات من وجهة نظري ليس إلا
    ﻻتقلل من جمال النص وسلاسة السرد
    تحيتي لابداعك الراقي
    رد كريم من أديب سامق وأخ نقي وناقد
    بوركت ـ وبورك حسك النبيل ودام دفعك
    ولك تحياتي وودي. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    الصورة الرمزية محمد عبد القادر شاعر عامية
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : مصر - الأسكندرية
    المشاركات : 1,036
    المواضيع : 32
    الردود : 1036
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    الأديبة الفاضلة
    نص قصصى جميل فى فكرته و تناولها بشكل أدبى
    كذا لغته الرشيقة و المفردات المناسبة لحالة القصة
    و أقف عند ما وقف عنده ممن سبقونى من الأدباء
    أمتعتنى قراءة قصتك
    كل التحية
    و
    إلى لقاء
    وَ مَا فِى الدَّهْرِ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ = يَكونُ قِوَامُهَا رَوْحَ الشَّبَابِ

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. موت على موت /يحيى سليمان
    بواسطة يحيى سليمان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 26-07-2010, 09:42 PM
  2. صحوةٌ ما بعد موت/فادي غنام
    بواسطة فاطمة جرارعة في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 27-06-2008, 12:14 AM
  3. @ موت بلا .. موت @
    بواسطة منى محمود حسان في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 12-12-2006, 03:39 PM
  4. فلسفة الموت مع صحوة الذات
    بواسطة الجوهرة القويضي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 13-10-2005, 01:56 PM
  5. صحوة الأحـلام
    بواسطة دموووع في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 31-05-2004, 04:53 AM