أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 15

الموضوع: زغب_الفراش

  1. #1
    الصورة الرمزية سجاد الصالحي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jul 2016
    المشاركات : 101
    المواضيع : 11
    الردود : 101
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي زغب_الفراش

    #زغب_الفراش
    بدأت النجوم تفقد وميضها المتلألئ، واستترت خلف الوشاح الذهبي لقرص الشمس كأنها جواري توارين في ظل سيدتها، وبدأ الستار الأسود الممتلئ بالغموض والأسرار الجاثم على الأجساد الهامدة يسحب معهُ أحلام ربما ستتحقق.. كعادتي عند السفر أطيب أنفاسي بتلاوة من الكتاب العزيز، حتى وصلت مبكراً الى صاحبي الذي كان ينتظرني على قارعة الطريق وهو يرفس بقدمهِ اليسرى عقب سيجارته كأنها خُنفساء خنقته بدورانها، بدا كئيبا بنحو قليل، صبّحتُ عليه بابتسامة، رد هو بوجه ممتعض ممسكاً ذراعهُ اليمنى التي خُلعت بحركة عصبية؛ " الله ينتقم منه" هذه الكلمات التي كان يرددها لشخص كان رفيقه بالعمل لأنه لم يؤدي عملهُ كما اتفق عليهِ، انطلقنا معاً بعد ان قرأنا سورة الفاتحة تسهيلاً للأمور وللوصول سالمين الى العاصمة بغداد، استقرت بنا السيارة في زحام كثيف عند جسر الجادرية، تذكرت الطريق وكيف كنت اتمتع بمنظر الساحات الخضراء والثمار المغطاة ، والساحات المملوءة بالملح على شكل قطع ثلجية وحركة المزارعين بين الحقول كانت مناظرها جميلة، بددها بسرعة كحُلم الظهيرة زمجرة محركات السيارات والمزامير التي تطلقها في الزُحام، هنا قال السائق الحمد لله على سلامة الوصول، أيقظت صاحبي الذي غط في نوم عميق بعد أن أطلق السباب على من عاث بنظام البلد وسوء خدماتهُ، ترجلنا على مقربة من نهاية الجسر، رحت أمرغ بصري في البنايات الشاهقة والهزيلة؛ بدت تشبه امرأة امتدت بها السنين إلى أرذل العمر، والى نهر دجلة وكأنه كهل يتوكأ على عُكازه عند جريانهِ؛ لقد ذهبت أيام شبابه، كان شابا يسابق ريح الخريف التي تعصف بأوراق الأشجار لتركلها على مدارج البيوت والدكاكين وأبواب المدارس، وهي كطفل يتيم فُطم على ثدي عرابتهُ، دهشت لهذا المنظر الكئيب حتى الحمام الرابض على سطوح المآذن ذو اللون الرمادي وقزحيتهُ الحمراء التي يرمق بها الضيف على بعد فراسخ بدى كخشبة هشة تذروها ريشه الرياح .. وعندما دخلت أنا وصاحبي ذاك البرزخ الطويل ذو الوجهتين في منطقة الكرادة خُيل إلي وكأن المنطقة بلا تاريخ بلا زمن كل شيء فيها تحول الى الجمود أمسد ناظري جدرانها، أتفحص أركانها التي استحالت الى فتاة رُسمت جدائلها بدخان أبيض وملامح وجنتيها الورديتين بسخام الجمر المتناثر على أرصفة كالحة، بدت كأنها امرأة طاعنة في السن، تشخص للقادم إليها بعيون غائرة طوقت جفونها هالة من الجزع الرمادي عله ينقذها من جحيم ألمّ بها وأشعل سنينها رُكاما، وأذبل شفتيها المكتنزتين، كانت ترسم غنج الكلمات وتعزف نوت موسيقية، اهترأت وتشققت بأنياب حادة كأسنان الرمح، لم تعد ترتدي الطوق المزدان بالذهب الأبيض حول رقبتها النُحاسية، تهطل ثدييها المكعبين اللذان يدران العطف والحنان صارا كأنهن خُرج عجوز مجعد من مط الأيدي الخشنة. انهمرت دموعي بعد أن عُصرت في سحابة عيني، لوحتُ بيدي الى سرب فراش لم أعهده يتجول في المدينة، قبلت أضرحة لم تكن موجودة دل عليها رُكام البنايات المتفجرة والزغب المتناثر من أرواحهم المحلقة على أغصان شجيرات الزيتون الجرداء القابعة على قارعة الطريق .
    ايقظني من حُزني صوت الله أكبر من مأذنة شقق جسدها بشظايا الانفجار ظلت شامخة رغم جراحها النازفة بهذا الحي، تنذر المعتدين بقرب الحساب.

  2. #2
    مشرف قسم القصة
    مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 7,009
    المواضيع : 130
    الردود : 7009
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    الأستاذ سجاد الصالحي

    نص جميل و وصف متميز لجوانب المشهد ..

    كم هي كبيرة نعمة الأمن : أن يشعر المرء بالطمأنينة حين يمارس حياته الاعتيادية ..

    ونسأل الله أن يحل العدل والسلام بلداننا ..

    تحيتي .

    كأنها جوارٍ توارت في ظل سيدتها -
    ذا الوجهتين -
    وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن

  3. #3
    الصورة الرمزية عباس العكري مشرف قسم القصة
    أديب

    تاريخ التسجيل : Jul 2016
    الدولة : البحرين
    المشاركات : 588
    المواضيع : 34
    الردود : 588
    المعدل اليومي : 0.21

    افتراضي

    تتحفنا بالجميل ، دمت بخير موفقا، فقد أجدت وأمتعت

    اهتم القاص بوصف الخلفية للمشاهد، ولم يهتم كثيرا بتنامي الحدث، بل ركز على البيئة لا الحدث القصصي، وهو أسلوب يتميز به عادة كتاب الرواية، والقصص الطويلة.

    الجواري عادة يتقدمن سيدتهن لا خلفها، كما أن استتارهن لظل سيدتهن أي شدة جمالها الذي يجعل الآخرين يفتتنون بها دون الجواري، واستخدام هذا التشبيه لبيان شروق الشمس صباحا واختفاء ضياء النجوم من شدة ضياء الشمس في غير محله، حيث أنّ نور الشمس أقوى من النجوم لسكان الأرض نهارا، إلاً أن ظل سيدة الجواري قد غطى جمالهن، وهنا أصبح التشبيه معيبا لا مميزا لجمالها، فمن لها جمال لاتغشي العين، والضياء الساطع لاظل له.

    بعض الجمل فيها تكلف في الوصف مبالغ فيه، مع تركيب بحاجة لإعادة صياغة أفضل (هذه الكلمات التي كان يرددها لشخص كان رفيقه بالعمل لأنه لم يؤدي عملهُ كما اتفق عليهِ)

    تميزت الجمل بالطول مع كثرة التشبيه والوصف المتتالي، من خلال استخدام (كأن) ست مرات، و حرف (الكاف) مرتين، وسبع مرات (كان) بتصريفاتها.
    ... والساحات المملوءة بالملح على شكل قطع ثلجية..... وحركة المزارعين... بين الحقول (كانت) مناظرها جميلة ... كانت: تعود على حركة المزارعين لا على الساحات وعليه سيكون التعبير: كانت حركة المزارعين جميلة المنظر.

    استخدام الأسلوب الأجنبي في الكتابة وهي ميزة للكاتب " الله ينتقم منه" هذه الكلمات التي كان يرددها، وكذلك ( رد هو بوجه) وكذلك (هنا قال السائق)

    (كأنها خُنفساء خنقته بدورانها) التشبيه في غير محله، فدوران الخنفساء لا يخنق أحدا، كما أن وصف العقب بالدوران من شدة الرفسة، مبالغ فيه حيث أن الرفسة القوية ستدحرج عقب السيجارة لأبعد مسافة.
    السهو:
    في إسناد الضمائر، وجزم العلة، وتحقيق همزات الحروف والأفعال المضارعة، وتذكير المؤنث أو تأنيث المذكر، مع بعض الكلمات الأجنبية التي لزم وضعها بين قوسين أو استخدام اللفظة العربية، مع غفلة وضع علامات الترقيم في جمل كثيرا.
    بددها = بددتها
    جواري= جوار
    سيدتها = سيدتهن
    أحلام = أحلاما
    لم يؤدي = لم يؤدِّ
    اتفق = اتفقا
    ان = أن
    اتمتع = أتمتع
    الى = إلى
    تذروها = تذرو
    نوت = نغمات
    اللذان = اللذين
    مأذنة = مئذنة
    الجاثم = الجاثمة

    القاص لديه قدرة وموهبة وتميز لا ينكرها مبصر، لكن الكتابة بالحاسوب هي السبب في السهو ولا شك في ذلك..

    لك خالص التحيات
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ع ع ع عباس علي العكري
    التعديل الأخير تم بواسطة عباس العكري ; 09-09-2016 الساعة 01:49 AM

  4. #4

  5. #5
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,163
    المواضيع : 318
    الردود : 21163
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    ببراعة في التعبير رسمت لوحة طبيعية غدقة متكاملة الجمال
    حتى نصل إلى بغداد فنرى صورة شائهة لمدينة خربة .. أبنيتها
    مساجدها، شوارعها، روحها، بهجتها، ألقها..
    بغداد خرجت من بوابات الحروب والدمار لتصبح غير بغداد التي كانت.
    ورغم الجراح النازفة سيظل صوت الآذان( الله أكبر) ينذر المعتدين بقرب الحساب.
    ورغم الغصة في القلب يبقى النص جميل لونته إنسانية حس وسموق طرح
    وجمال حرف فتألق بروعة القول.
    فرج الله كربة العراق وكل البلاد العربية
    وسلم حرف يدل على إبداع صاحبه.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
  7. #7
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Dec 2011
    الدولة : سلطنة عُمان
    المشاركات : 206
    المواضيع : 32
    الردود : 206
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عباس العكري مشاهدة المشاركة
    زغب الفراش
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    لديك أخ عباس اهتمام واضح ورائع في ابراز نصوص الأخوة فلك من الشكر أوفره وفي ميزان حسناتك

  8. #8
    الصورة الرمزية سجاد الصالحي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jul 2016
    المشاركات : 101
    المواضيع : 11
    الردود : 101
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام دغمش مشاهدة المشاركة
    الأستاذ سجاد الصالحي

    نص جميل و وصف متميز لجوانب المشهد ..

    كم هي كبيرة نعمة الأمن : أن يشعر المرء بالطمأنينة حين يمارس حياته الاعتيادية ..

    ونسأل الله أن يحل العدل والسلام بلداننا ..

    تحيتي .

    كأنها جوارٍ توارت في ظل سيدتها -
    ذا الوجهتين -
    شكراً جزيلاً لهذا الغوص الماهر بين السطور واستخراج مكنونات النص
    دمت رائعاً استاذي العزيز نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    الصورة الرمزية سجاد الصالحي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jul 2016
    المشاركات : 101
    المواضيع : 11
    الردود : 101
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عباس العكري مشاهدة المشاركة
    تتحفنا بالجميل ، دمت بخير موفقا، فقد أجدت وأمتعت

    اهتم القاص بوصف الخلفية للمشاهد، ولم يهتم كثيرا بتنامي الحدث، بل ركز على البيئة لا الحدث القصصي، وهو أسلوب يتميز به عادة كتاب الرواية، والقصص الطويلة.

    الجواري عادة يتقدمن سيدتهن لا خلفها، كما أن استتارهن لظل سيدتهن أي شدة جمالها الذي يجعل الآخرين يفتتنون بها دون الجواري، واستخدام هذا التشبيه لبيان شروق الشمس صباحا واختفاء ضياء النجوم من شدة ضياء الشمس في غير محله، حيث أنّ نور الشمس أقوى من النجوم لسكان الأرض نهارا، إلاً أن ظل سيدة الجواري قد غطى جمالهن، وهنا أصبح التشبيه معيبا لا مميزا لجمالها، فمن لها جمال لاتغشي العين، والضياء الساطع لاظل له.

    بعض الجمل فيها تكلف في الوصف مبالغ فيه، مع تركيب بحاجة لإعادة صياغة أفضل (هذه الكلمات التي كان يرددها لشخص كان رفيقه بالعمل لأنه لم يؤدي عملهُ كما اتفق عليهِ)

    تميزت الجمل بالطول مع كثرة التشبيه والوصف المتتالي، من خلال استخدام (كأن) ست مرات، و حرف (الكاف) مرتين، وسبع مرات (كان) بتصريفاتها.
    ... والساحات المملوءة بالملح على شكل قطع ثلجية..... وحركة المزارعين... بين الحقول (كانت) مناظرها جميلة ... كانت: تعود على حركة المزارعين لا على الساحات وعليه سيكون التعبير: كانت حركة المزارعين جميلة المنظر.
    شكراً لهذا الجمال الروحي الاخلاقي وهذ النقد الأدبي الرائع والالتفاتة الجميلة ..
    دمت رائعاً مُعلمي وأستاذي العزيز عباس العكرينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    استخدام الأسلوب الأجنبي في الكتابة وهي ميزة للكاتب " الله ينتقم منه" هذه الكلمات التي كان يرددها، وكذلك ( رد هو بوجه) وكذلك (هنا قال السائق)

    (كأنها خُنفساء خنقته بدورانها) التشبيه في غير محله، فدوران الخنفساء لا يخنق أحدا، كما أن وصف العقب بالدوران من شدة الرفسة، مبالغ فيه حيث أن الرفسة القوية ستدحرج عقب السيجارة لأبعد مسافة.
    السهو:
    في إسناد الضمائر، وجزم العلة، وتحقيق همزات الحروف والأفعال المضارعة، وتذكير المؤنث أو تأنيث المذكر، مع بعض الكلمات الأجنبية التي لزم وضعها بين قوسين أو استخدام اللفظة العربية، مع غفلة وضع علامات الترقيم في جمل كثيرا.
    بددها = بددتها
    جواري= جوار
    سيدتها = سيدتهن
    أحلام = أحلاما
    لم يؤدي = لم يؤدِّ
    اتفق = اتفقا
    ان = أن
    اتمتع = أتمتع
    الى = إلى
    تذروها = تذرو
    نوت = نغمات
    اللذان = اللذين
    مأذنة = مئذنة
    الجاثم = الجاثمة

    القاص لديه قدرة وموهبة وتميز لا ينكرها مبصر، لكن الكتابة بالحاسوب هي السبب في السهو ولا شك في ذلك..

    لك خالص التحيات

  10. #10
    الصورة الرمزية سجاد الصالحي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jul 2016
    المشاركات : 101
    المواضيع : 11
    الردود : 101
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    ببراعة في التعبير رسمت لوحة طبيعية غدقة متكاملة الجمال
    حتى نصل إلى بغداد فنرى صورة شائهة لمدينة خربة .. أبنيتها
    مساجدها، شوارعها، روحها، بهجتها، ألقها..
    بغداد خرجت من بوابات الحروب والدمار لتصبح غير بغداد التي كانت.
    ورغم الجراح النازفة سيظل صوت الآذان( الله أكبر) ينذر المعتدين بقرب الحساب.
    ورغم الغصة في القلب يبقى النص جميل لونته إنسانية حس وسموق طرح
    وجمال حرف فتألق بروعة القول.
    فرج الله كربة العراق وكل البلاد العربية
    وسلم حرف يدل على إبداع صاحبه.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    شكرا لكِ أستاذتي الغالية و لاطراءك الجميل..
    اللهم أمين ويعم الأمن والأمان على وطننا العربي الجميل نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة