ليس هناك أروع من تلك اللحظاتِ التي نسُلُّها من خاصرةِ الزمن لنحييها بذبيبِ الأمل ورعشةِ الفرح..
بنسيمِها ورحيقِ أديمها نستديمُها حين يسدل الليلُ أستارَه على ضجيجِ النهار، ليحد من ربكةِ الخطى والأفكارِ وتموجاتِ النفس الجهيدة والقلبِ المنهار..
أحيانا نحتاج إلى الهروبِ من الواقعِ المعاش والروتينِ الممل، نشتاق لأن نخلقَ لأنفسِنا لحظاتٍ تنسينا تشنجاتِ الحياةِ الدائمة وصريخِ الهمومِ الهاطل..
كل واحدٍ منا يحب أن يسعدَ في حياتِه بأي شكلٍ من الأشكال، بعضُنا يكون محظوظاً ويسْهُلُ عليه ذلك، والبعضُ الآخر قد يصعب أو ينعدمُ عنده الأملُ في تحقيقِ تلك اللحظاتِ السعيدة إما أن يكونَ المانعُ ماديا أو صحيا أو أموراً أخرى تمنعه كضغطِ العمل مثلا أو ارتباطاتٍ خاصة أو ظروفٍ قاهرة، لكن ما أتمناه هو أن لا نضيع أيةَ فرصةٍ تطرُقُ بابَنا، أو فرحةٍ ينساب عبيرَها ليضُمنا؛ أتمنى أن نعيشَ أفراحَنا بسلام، وأن نحاولَ نسيانَ الأحزان والآلام، ونجعلَ النفسَ تتفيأ أطيبَ الأنسام..
هي الدنيا تُقلبُنا على الجنبين، ونحن من يُحس بمكمنِ الراحة أو التعبِ المتربصِ في الإثنين، نحن من يبحثُ بين مكامنها عن متنفسٍ لاحتواء ما يسعدُنا فيها، نبتسم ونتفاءلُ حين نحس أن هناك شيءٌ مفرح سوف يتحقق في الغدِ أو ربما بعدَ غدٍ بمراسيها..
فكلمةُ ربما تجعلُنا نطربُ لشيءٍ عند رحيقِ الغيب، فتنساب معها أحلامُنا عبرَ الليالي، عبر عبير الاماني بلا حدود..
كلمة ربما حين ينفحُها الإيمان وتعطرُها الثقةُ المطلقةُ بالله، بعيدة عن الوجعِ والأشجان تجعل آلامَنا تتخذر، وهمومَنا تتبخر وأمنياتِنا تتندى وتتعطر، تجعل النفسَ تهدأ والقلب يسكن والروحَ تطمئن، وبهذا ترانا نتفاءلُ دائما ونحلمُ بجانب الصبرِ المشبعِ بالإيمانِ العميق، والدعاءِ المستمر والأملِ المتدفقِ عند منبعِ الأحلام..
قد يكون الآتي أفضل وأحلى، ربما.. ولمَ لا؟.. قد يكونُ كذلك وأكثر..
فلْنتأملْ خيراً حتى نستقي كل خيرِ وكل حب محمود، ولْنُكثر من الدعاءِ والإستغفارِ مهما صار، فما خاب مَنْ توكل على اللهِ وأخذَ بكل الأسبابِ والبراهين، وما خابت روحٌ نقيةٌ شذاها عطرٌ وطيبٌ ورياحين..
وبالتواصلِ معكم تتندى أوقاتُنا وتتعطرُ دنيانا يا ♧عطورَ الياسمين♧..
#صباح تفالي