خالد قاسم
--------------
مـددتُ عـلى غصنِ شوقي يديّا ... لأقــطــف زهـــرَ الـلـقـاءِ الـنـديّـا
فـأحرقَ شـوقُ الـتمنّي ربـيعي ... ومــا رجـعـتْ كــفُّ فـجـري إلـيّـا
كــــأنَّ خــريـفَ الـلـقـاءِ أتــانـي ... وأضـحى كـما الـهجر غضًّا طريّا!
صـعدتُ إلـى كوكبِ الحلم يأسًا ... ومــا كــان حـلمي وصـولَ الـثريّا
فـتـهتُ هـنـاكَ وقـد ظـلَّ دربـي ... غــيـومًـا تُــعـاقِـرُ وجــهًــا بـهـيّـا
هــنـاكَ أُضــفِّـرُ شــعـرَ الـلـيالي ... أدورُ عـلـيـهـنَّ طــيـشًـا وغــيّــا
دنــوتُ إلــى كــلِّ شــئٍ غَـنَـاءً ... وأبــعــدُ عــنّــي لأبــقـى دنــيّـا
أُحــدّثُ حـلْـمًا , تـفـوحُ الأمـاني ... فـيـسـري بـقـلبي حـديـثًا زكـيًـا
وأجـــهــلُ زيـــفًــا بــألــقـابِ وُدٍّ ... لأبـقـى مـع الـحبِّ حـرفًا سـميّا
ومــا لــيْ دمــوعٌ إذا مـا حـزنتُ ... وأُضــحِــكُ دمــعًــا رأى مـقـلـتيّا
هـو الـحبُّ يـنمو كـطفلٍ بـعيني ... وأبــقــى عــلـيـهِ وفــيًــا وصــيّـا
أُقــــدّمُ زهــــرَ حــيـاتـي وفـــاءً ... إذا صــارَ غــدْرُ الـدُنى سَـوْسَنيّا
وسـلّمتُ كـلَّ الأمـاني لـيأسي ... عـلـينا هــو الـيـأس دومًــا فـتـيّا
ففي مسجد القلب دومًا أصلي ... وأفــــرشُ قـلـبـيَ نـــورًا وضِــيّـا
ولــسـتُ ذلــيـلًا لـغـيـرِ إلاهــي ... وقــد عـشتُ عـمرًا لـغيري أبـيّا
أقـابلُ ذاتـي عـلى طَـوْدِ يأسي ... فـيـهـربُ سَـهْـوًا هـنـا مــا لـديّـا
ولـــيْ حــاءُ حــبٍّ وبــاءُ ابـتـعادٍ ... فـيـكـوي فــؤاديَ حـرفـايَ كـيّـا
أصــابــعُ يــومـي بــأوتـارِ ذكـــرا ... يَ تـعـزفُ لـحـنًا يـؤوسًـا شـجيّا
يُــجَــرُّ صــبــاحُ الــنـقـاءِ بــزيــفٍ ... ويُـسْـجَنُ فـي جُـبِّ لـيلٍ قـصِيّا
إذا جـاعَ صـمتيَ , جـدّةُ شعري ... تُــعِـدُّ الــحـروفَ طـعـامًـا شـهـيّا
وأمُّ الأمـانـيَ فــي الـليلِ تـأني ... تــقــدّمُ خــمــرَ الـقـصـيدةِ رِيّـــا
بـإبـريقِ شـعري حـنانُ الـسماءِ ... لأرويَ مـــنــهُ فـــــؤادًا صَـــدِيّــا
أقـــدّمُ نــبـضَ الـقـصـائد بَــوْحًـا ... لـقـلبكِ يــا مَــنْ تـعـيشينَ فـيّـا
وشـيطانُ شـعري بعينيكِ يهوِي ... ومــن طُـهْرِ عـينكِ أضـحى ولـيّا
تــــدورُ الــوجــوهُ إلــيـنـا حــيـاءً ... إذا دارَ وجــهــكِ نــحْـوي حـيـيّـا
فمن بحر عينيكِ أسقي حروفي ... وتـسـقينَ بـيـتَ الـقـصيد الـرويّا
أنــا مُـبْـهَمٌ فــي حـنـانِ الـعيونِ ... وفـــي مـقـلـتيكِ حـنـاني جـلـيّا
أحــبُّـكِ يــامـن بـعـيـني سـرابًـا ... كــأنّــي بــزيـفـكِ أغــــدو نـقـيّـا
أنـــا مـــا رأيــتـكِ بـالـعـمر يـومًـا ... ونـسكنُ فـي قلبِ نبضي سويّا
وأحــضـن فــيـكِ عُــلا كـبـريائي ... وألــمـسُ نـجـمـكِ أبـقـى عـلـيّا
ولــسـتُ غـنـيًّا وإنْ صـافـحتْني ... يـــداكِ أكـــنْ كـــلَّ يــومٍ غـنـيّا
بـعـينيكِ نــامَ الـجمالُ , وغـطّي ... عـلـى كـلِّ شـئٍ جـمالُكِ شـيّا
إذا اشـتـدَّ لـيـلُ الـمـحال ظـلامًا ... سـتـأتينَ فـجـرًا طـلـيقَ الـمـحيّا