الموت وحيدا!!!
وحين أقبل الموت، أدركت أني وحيد!
لم أكن في صحراء قاحلة.. كنت وسط ناس.. لكنهم لا يشعرون أنني أموت..
تفرست قائمة الاصدقاء في هاتفي المحمول..كنت بالكاد أفتح عيني لأتبين الأسماء.. فلم أجد من يصلح للاتصال به في وقت متأخر من الليل ، لأخبره أني أموت توا..
ليس في هذه الاسماء من يهمه موتي.. منهم من يهتم لكنه سيهتم أكثر باختياري الوقت الذي اموت فيه على ان يكون مناسبا له لتقديم مواساة ما..
لم أحاول الاعتماد على الذاكرة في مراجعة من يعرفني..
فالذين تحفظهم الذاكرة رحلوا جميعا.. رحلوا خارج الحياة أو داخلها.. لكنهم رحلوا..
في لحظة الموت الآتي أدركت سخافة كل الصخب الذي حاولت اثارته سلفا.. خواءه.. هراءه.. تفرغه من كل قيمة أو معنى..
خواء لأنه لم يأتني بحبيب واحد يشهد معي لحظة الرحيل..
وأدركت كم كنت فقاعة هواء لا غير..