حَـيَّـرتْني أحْـوَالُـهُ
******
لَـوْ يَعُـودُ الزَّمـانُ عَــادَ حَنَـانـي
مِثْلَمـا كـانَ فــي قـديـمِ الـزَّمـانِ
غيـرَ أنَّ الزَّمـانَ أفْــرَغَ كـأسـي
وسَقانـي مـن مُـرِّهِ مـا سَقَـانـي
و بَلاني بِحُبِّ مَن ليـسَ يَجْـزِي
عن غَرامي وصَبْوتي وافْـتِتَاني
مَنْ يَراني أذوبُ في نارِ وَجْدِي
ثُــــمَّ يَــبْــدو كــأنَّــهُ لا يَــرانــي
وسَـبـانـي فـلَـســتُ أمْــلِــكُ إِلاَّ
أنْ أُقـاســي قُـيــودَهُ و أُعـانــي
كلَّـمـا قُـلْـتُ يــا حَبـيـبُ أَغِثْـنـي
سَـــدَّ أُذْنَـيْــهِ لاهِــيَــاً بـالـبَـنَـانِ
لا يُبـالـي بِـمـا أُلاقــي ويَـطْـغَـى
مُسْتَبِـدَّاً يَـصُـولُ فــي عُنْـفُـوانِ
غَــرَّهُ حُسْـنُـهُ الـبَـديـعُ وحُـبِّــي
فَهْـوَ مـاضٍ يَتيـهُ طَلْـقَ العِـنـانِ
يـا فـؤَادي وكنـتَ قَـبْـلُ عَـزيـزاً
كـيـفَ تَـرضَـى بِـذِلَّــةٍ وهَـــوانِ
قِفْ تأَمَّل حَصـادَ شَوقِـكَ واثْـأرْ
للأحاسيـسِ أُزْهِـقَـتْ والأمَـانـي
لا تَقُـلْ لـي أنـا الضَّعيـفُ فـإنِّـي
ضِقْـتُ ذَرْعـاً بِقَلْـبِ كُــلِّ جَـبَـانِ
ما على المَرءِ لو يَعيـشُ بِقَلـبٍ
هَـامِـدِ النَّـبْـضِ خـامِـدِ النِّـيـرانِ
يَسْتـوي عنـدَهُ الوِصَـالُ وصَــدٌّ
مــن حَبـيـبٍ مُـدَلَّـلٍ ذي حِـــرَانِ
إنْ أَراني بَوَارِقَ الوَصْـلِ يومـاً
فَـهْـيَ حَتْـمـاً بَــوادِرُ الهِـجـرانِ
أو حَـبَـانـي بِعَـطْـفِـهِ ذاتَ يَـــومٍ
صَــدَّ شَـهْـراً ومَــالَ للـحِـرْمـانِ
أو بَـــدا راضِـيــاً أراهُ سَـريـعــاً
تَـعْـتَـريـهِ مَــلامِــحُ الـغَـضْـبــانِ
حَيَّرتـنـي أَحْـوالُـهُ لَـسـتُ أدري
كيـفَ أبـقَـى بِقُـرْبِـهِ فــي أَمــانِ
بينما نحنُ في السَّماوات نَسْمو
فَجْأَةً نحنُ في الحَضيضِ نُعَاني
مَـــنْ يَـرانــا يَـظُــنُّ أنَّ هَـوَانــا
لا يُدَانـيـهِ فــي الـغَـرام مُـدَانــي
غَـيـرَ أَنَّــا نَــذوقُ فـيــهِ عَـذابَــاً
مـا لَـهُ فـي مَـرارَةِ الطَّعـمِ ثانـي
يــا حَبيـبـي إذا هَجَـرْتُـكَ عَـفْـوَاً
لا تلُمْنـي فَلَيٍـس فـي إمكانـي ..
أَنْ أُلاقـيـك زاهِــداً فــي لِـقـائـي
دُونَ ذْنـــــبٍ ودُونَ أَيِّ بَــيَـــانِ