هذه رواية كتبتها على شكل حلقات قصيرة - أول عمل روائي لي - 47 حلقة , وهذا العدد هو الرّقم الإداري لولاية غرداية الجزائرية , واحة جنوبية تراثية عريقة تتميّز بتنوع الثقافات والثراء الحضاري , أردت ابرازها وتعريف العالم بها أكثر , تقاليدها وعاداتها , عن طريق قصة حب بين شاب وفتاة , وتوجيه رسائل غير مباشرة في مختلف جوانب الحياة , وتهم كل الناس , تطرّقت أيضا للأحداث المؤسفة الأليمة الّتي تعرّضت لها المنطقة مؤخرا وكادت تعصف بالبلاد كلّها وتدخلها في دوّامة الرّبيع العربي , أنشرها بتتابع بشكلها النّهائي قبل أن أطبعها , لذلك أنا أهتم بكل ملاحظة أو تعليق , أيضا تصحيح لغوي أو أي نوع من الملاحظات , ويهمني نقدكم جدا أساتذتي فكونوا معي في أول رواية أريد طباعتها ونشرها , والقصّة ككل كنت أحلم بكتابتها منذ كنت طفلا صغيرا . شكرا جزيلا وبارك الله فيكم .
الحلقة الأولى " سحر "
أيّ حظ أسود هذا الذي ساقه إلى هذا الشارع الضيّق ؟ , وتقابل وجها لوجه مع أبيه وكان يتمشّى رفقة فتاة تكاد تلتصق به . الأب لا يردّ عادة في مثل هذه المواقف لكنه يستعمل أسلحة الدّمار الشّامل , استمع إليه من خلف الحائط يُكلّم أمّه : ابنك راَه يعشق , وأشعلت الأم مسلسل العجائز الجزء الأول , الحلقة الأولى عند فطور الصّباح ثم موعدنا في وجبة الغذاء والعشاء : آه النّسا واعرين يا بني , وبطريقة إخراج عبقريّة , تحوّلت الفتاة الصّغيرة السّاحرة إلى عجوز شمطاء ساحرة , وشتّان بين السّحرين .
الحلقة الثانية " نحبّك "
لمّة النّساء في البيت حكاية كبيرة كلّهن يتكلّمن وبصوت عالي , ويتساءل : تُرى من التّي تستمع ؟ , المهم خرج , حالة الفراغ التّي يعيشها طال أمدها حتى أنه لا يذكر متى دخلها وكيف وصل إليها ؟ لم يحصل على الباكالوريا , أخذ شهادة مهنيّة , إشتغل في ميادين متنوّعة ولا زال يُجرّب , دخل زقاق الخيّاطة - نسبة إلى أعمامي كانوا يخيطون فيه البرانيس - يلتقيان , هذا الزقاق لوحده أضاع أمّة , زحمة لكنّه يستطيع أن يسمعها . " نحبّك والله ربّي وحق العاهد قي نحبّك " .
الحلقة الثالثة " أقواس "
اسمك غريب وجميل , أقواس , تضحك : أبي فنان كبير ومغمور , شاعر ورسّام وموسيقي اجتمعت فيه كل الفنون ,وأمي تطاوعه وتساير فنه وجنونه دائما ,أحب هذه البلدة وأراد تسميتي داية ,ثم فكّر في اختراع اسم , فكان أقواس ,عربي , ونطقه يشبه الكلمات الأمازيغية , عبد الجليل : القوس شكل قريب من الإنسان , فيه إنحناءات ليس بخطوط مستقيمة ولا زوايا حادّة , أقواس تميّز بلدتنا وأنتي ستميّزين حياتي كلّها , سننجب داية وكل الأسماء الجميلة . تضحك .