نَـدَاوَةُ الـنَّبَـضَاتِ
***
أوَّاهُ مـــن شَــجَـنـي وأنــــتِ بَــعـيـدَةٌ
وإذا دَنـــوتِ فــــآهِ مــــن حَــسَـراتـي
لا فَــرْقَ فــي الـحـالينِ لـسـتُ بِـنـائِلٍ
إلاَّ أسَــــايَ يَــــذوبُ فــــي عَــبَـراتـي
وهَــواكِ نِــيــرانُ الـجـحـيمُ تَـوهَّـجَـتْ
بــيـن الــجَــوانـح كَــهْـلَـةَ الــجَـمَـراتِ
والـقـلـبُ يَـرتَـعُ فــي ريـاضِ سَـعـيرِها
مُـتَـدثِّــراً بِـــــنَــــداوَةِ الــنَّــبَــضَــاتِ
مـا زالَ يَهـزأُ بـالـخُـطوبِ ويَــــزدَري
نُـوَبَ الــزَّمـانِ وعـاصِــفَ الـنَّـكَـبَـاتِ
ويـقـولُ إنَّ الـحُـبَّ لا يَـخْـشى الــرَّدى
ويُــقــابِــلُ الأَهـــــــوالَ بــالـبَـسَـمـاتِ
ويَـظَــلُّ يَـخْـدَعُـنـي وأتــبَـعُ خَــطْــوَهُ
و حَــصـادُ هــــذا كـــلّــهِ زَفَـــرَاتــي
يــا قــلـبُ لا أقْـــوى تَـعِـبـتُ وهَـدَّنـي
هـــذا الـمَـسيرُ يَـطـولُ فــي الـفَـلَواتِ
حتَّى متى يا قلبُ في لُجَجِ الهـوى
تَــمـضـي تُــكـابِـدُ دائِـــم الــعَـبَـرَاتِ
لا تَـسْـتـفـيـقُ ولا تَـتـوبُ ولاتَــعِــي
أبَــدَاً كــأَنَّـكَ فــي عَـمـيـقِ سُــبـاتِ
لــولا سِــنـيـنُ الـعُـمـرِ فـيـما بَـيـنَـنا
مـا كـنـتَ يـا قـلـبي رَفِـيـقَ حَـيـاتي
ولـو اسْـتـطعتُ قَـطـعتُ كـلَّ عَـلاقَـةٍ
بِــكَ واحـتَـفَـيْـتُ مُـغَــرِّداً بِـنَجـاتـي
لـكـنَّـني هَـيـهَـات أنجـو مِــنـكَ يـــا
قَــدَرأً يُـلازِمُـني لِـيـومِ مَـمَـاتـي .