|
أقلِّي عليَّ اللَّومَ يا ابنةَ نوفلِ |
فما أنا عن آلام قومي بغافِل |
تُخوِّفني زَوجي الحتوفَ كأنَّما |
سُكوتي يَقيني اليومَ لُقيا المَهاوِلِ |
وباكيةٌ تَخشى عليَّ مِن الأذى |
وقائلةٌ ودِّع بلادَ المهازل |
وهازئ مِن دَمعِ الرثاءِ لأمَّتي |
وقائلُ دَعْ عنكَ الهُمومَ وغازِلِ |
يقول: نريدُ الشِّعرَ ريانَ ناضِرًا |
فدَعْ عنكَ شِعرَ الراثياتِ الذَّوابلِ |
وما ليَ لا أرثي مَفاخرَ أمَّتي |
بدمعٍ جَرى دمًا، ومُقلةِ ذابلِ |
وما ليَ لا أَرثي، وكُنا بدورَها |
إذا ما دَجى الدنيا ظلام المجاهل |
ومِنا شُموسُ الصبحِ، والأرض تَستَضِي |
ومِنا بدورِ الحُسنِ مثلُ القَنادلِ |
فتحنا ربوع الأرض بالحق والهُدى |
فقامَ بنا العَرْشُ عَظيمَ الحَمائلِ |
وخاطَبَ مِنَّا المَلْكُ مُزنًا رواحلاً |
تَطيرُ إلى وادٍ بعيدِ المنازلِ: |
ألا أيها السُّحْبُ الرواحلُ أَمطِري |
بأيِّ بلادِ الله يَحصدْكِ ناجلي |
وقد كانت العلياءُ ملْءَ يَمينِنا |
نجود بفضْلٍ مِن عَظيمِ النَّوائلِ |
سبقنا الدنا مجدًا وعزًّا ورفعة |
ونِلْنا عُيونَ الحُسنِ بين الأَماثِلِ! |
فما لي لا أبكي بأطْلال أمَّتي |
وأُلقي المَراثي بالدموع الهَواطِلِ؟! |
وهبتُ يراعيَ للجِهاد، وليتَني |
أقوم بحقِّ اللهِ في كلِّ نازِلِ |
لأنصرَ مَظلومًا، وأقصِمَ ظالمًا |
وأُوقِظَ مَن قد نامَ نَوم الغَوافلِ |
ولا خيرَ في الأَشعارِ إنْ لم تأزَّنا |
إلى الحقِّ، أو تُزهِقْ ضلالةَ باطِلِ |