لحظة ذهول
التقيت بها......
شدني إليها أمر ما وكأني أعرفها منذ زمن
تأملت عينيها الذاهلتين حتى قرأت فيها حديث الذكريات الشجي
إنني أعرفها ولكن متى كان اللقاء وفي أي مكان ؟!
لقد تلاشت معالمه لم يبق منه سوى ذكرى حكتها عيون تلك البحيرة الساكنة
ولكن سرعان ما انجلت الحقيقة وذلك مع إحدى الحصوات التي تدحرجت من الأعلى نحو البحيرة مثيرة حولها دوائر متتالية محت بها تلك الصورة التي صقلتها مياه البحيرة الصافية وجمعت خيوط الانتباه الشاردة خلف الظهور
أين أنا ومن أكون
سؤال يتردد صداه في النفس عندما تتجرد من معالم الزمان والمكان
أعني ملامح الشخصية
ولكن هل يمكن هذا
نعم
إنها لحظة ذهول استغرقت كل شيء.......
ومع ذلك ظل الشعور بالحاجة إلى الجلاء يلح في معرفة المزيد
بالرغم من أن تلك الحصاة كانت كافية في كشف ذلك القناع الذي حال ولو لبرهة دون وضوح الحقيقة
ربما لأن لحظة الذهول عادت لتحتوي مزيدا من اللحظات
فالبحيرة تسكن غابة نائية تحضنها طبيعة صنوبرية خلابة
تأسر متأملها في لحظات ذهول غريبة
وعاودني الإلحاح على التعرف فتتالت نظراتي المتأملةتستنطق تلك التي عرفتها لأعرفها
فالخفاء نصف الألم
ولأنها لحظات لابد أن يحين انقشاعها
تحركت شفتيها لترفع الخفاء بهمسة ندية حاكت تغريد ذلك البلبل فوق أحد الأغصان السامقة في سماء تلك الغابة البديعة
نعم لقد شدت بالتسبيح ممجدة معظمة
مقرة مؤمنة
تشهد وتشهد بأنها خلق من خلقه مسخرة بأمره
أرادها لتكون أمة له
شاكرة حامدة
ساجدة راكعة
تعرف نفسها بذكره فإذا غابت عنه غابت عن نفسها فلم تعرفها