إلى صديقي
بقلم : حسين العفنان
عزمتُ على إظهارها؛ لأُثبت فيها شيئًا من مكارم أصدقائي، ولكل صديق جانب قدوة، ولا كمال في هذه الحياة.
(1)
صديقي: بعد زَوْرَتك القصيرة، أجلس أيامًا منشرحًا، أيامًا أدعو لك!
(2)
صديقي: لم أعرِف فرحتي معرفة حقةً، حتى رأيتها مُشرقة على تعابير وجهك!
(3)
صديقي: أتمنى أن تعودَ غُربتنا بشدائدها، لأتنعَّم برؤيتك في كل حين!
(4)
صديقي: حين أراك، ونتقاسم حديثنا وطعامنا، تتصاغر همومي وأحتقرُها، فلا أبُثَّها لك!
(5)
كبير علي، يا صديقي حين يُخرِج الناس أسوأ ما فيك، ويجهلون طبعَك السهل ورَحابة صدرك!
(6)
صديقي: كلما هبَطت نفسي، رفَعتها بحلاوة حديثك وصِدق توكُّلك على ربك، تقدَّست أسماؤه وصفاته!
(7)
حين نزل بي ما يسوء، نجحتُ في ستره عن أعين الخلق، لكنك يا صديقي قرأتَه في عينيَّ،
فواسيتَ وحفظتَ، فجزاك الله نورًا!
(8)
صديقي: عجِبتُ كيف يهزُّك المعروف! وكيف يُفرحك حين تُقدمه لي أو لغيري!
كأننا وهبناك شيئًا ترجوه منذ سنين، وكأنك أنت الكاسب الأوحد!
(9)
صديقي: لم أُقَدِّرْ نقاوةَ قلبك إلا حين جربتُ نِقاءَ الآخرين.
(10)
أغضَب منك يا صديقي، فأُقرِّر في لحظةِ وأثرةِ قطيعتِك،
فتَصِلني رُوحك الباذلة الصابرة التي تريدني على عِلاَّتِي، فأخجَل وأَمُدُّ يدي!
(11)
صديقي: في زَوْرَتِكَ القصيرة ينسكب علينا الخير،
ويبقى وافرًا مباركًا بعد رحيلك!
(12)
صديقي: عجبتُ لثباتك، ووضوح أهدافك، وما تحب وما تكره كالشمس
يعرِفه حتى جليسك الأبعد!
(13)
صديقي: لفَت نظري حدسُك القوي، في نظرات سريعات تتخلص من الخائن الأحمق،
فلا تقع في شباك المحتالين!
(14)
صديقي: أَغبِطُك على ترك الناس والانشغال بخاصة نفسك،
فمجالسك مطهرةٌ من عيوبهم والاستخفاف بهم!
(15)
سألناك يومًا: لمَ طلَّقتَ زوجتك؟! وكنا ننتظر منك بلهفة يا صديقي كلامًا عريضًا في عيوبها،
لكن مُروءتك أخرَستنا حين قلت: كانت خيرًا علي وعشتُ معها أيامًا ضاحكة، وحسبي أنها أم أولادي!