أيتــها البريئة
منذ ثلاث سنوات..
أتيتِ للحياة في لحظة كنتُ في أمس الحاجة لأمل يقويني على تحمل رؤية جسد الحبيبة أمي يتضاءل شيئا فشيئا من مرض عضال، لأرجو المولى رجاء المضطر كما أنشأ جسدك لحما طريا ومعافى بعروق من دم وخلايا صافية، أن يعافي جسد أمي ليعود موفور الصحة كما كان.. وقد استجاب رب العزة الدعاء، ليحتار الطبيب في جسد شارف على الانتهاء الكلي تعود خلاياه إلى الحياة من جديد إلى أجل هو عند الله معلوما..
طفلة صغيرة أنت وكبيرة في نفس الوقت، ومن دون أن تعرفي تمدينني بنورك كل حين، فيسري في دواخل نفسي مسرى طاقة روحية لتزرع فيها قوة أخرى لحب الحياة..
لا تطلبين غير ضحكة صافية، ولمسة حنان إنسانية ولا تهتمين لما تبقى.. نقية أنت وبريئة، وطاقة من الصدق أراها تشع من قلبك الصغير، لأطلب المولى أن تستطيعي الإبقاء على نقاءك وبراءتك دائما أبدا..
الحكم أو الرأي المسبق لا تعرفينهما، ولا الظلم أو البهتان قد جربت نارهما التي تفحم روح صاحبها أولا.. يكفيك أن تعيشي للحظتك، مبدأ حاولت تطبيقه ولم أستطع الاستمرار فيه، فطوبى للنفس القوية التي بين جنبيك..
لكم أحب بريق نظرتك الجميلة، والممزوجة بنور الحقيقة والصدق في محياك، وروعة كلماتك المتعثرة وأنت تحدثينني عما يكتشفه عقلك الصغير من أشياء تريدين لها أسماء تنعتينها بها..
أيا نهيلة الحبيبة.. ابق طفلة بريئة كما أنت دائما، واحتفظي بروح النقية لتنظري للعالم من حولك بأعين صافية غير موشومة بخيلاء ولا غطرسة، ولا أنانية، ولا أي صفة روحية سوداوية تعتم على عقلك الجميل نعمة التفكر في آلاء الله وأفضاله..
دعاء إلى الله أن يحفظك وأطفال المسلمين من كل سوء صغيرتي، وليبق على براءتكم ونقاء سرائركم في عالم لم يعد فيه طعم للإنسانية حتى..