نقد كتاب سنة التعميم في القرآن
المؤلف محمد مهدي الآصفى وهو يدور حول ما سماه بسنة التعميم والمراد بها أن الله يعاقب العامة وهم الجميع على ذنب الخاصة وأن الله ينسب للأبناء من الكفار ما فعله آباءهم ويركز الآصفى على اليهود بصفة خاصة وقد استهل الكتاب بذكر آية نسبة الفقر لله والغنى لهم فقال:
"المقدمة:
(لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وان الله ليس بظلام للعبيد الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتي يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين )
شأن نزول الآيات:
روي سعيد بن جبير في شأن نزول هذه الآية انه لما نزل قوله تعالي: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة ) قالت اليهود: يا محمد افتقر ربك فسأل عباده القرض فانزل الله: (لقد سمع الله قول الذين ) "
لا يوجد دليل على أن الحديث هو سبب النزول لأن الافتقار مذكور فيها بينما غنى القوم ليس مذكورا
وتحدث المؤلف عن دلالة الآيات علي سنة التعميم فقال :
"دلالة الآيات علي سنة التعميم
تدين هذه الآيات اليهود المعاصرين لرسول الله (ص) بأمرين قولهم: (إن الله فقير ونحن أغنياء) (وقتلهم الأنبياء بغير حق ) وقد سمع الله قولهم: (إن الله فقير و نحن أغنياء) واوعدهم ان يكتب عنهم ما قالوا من الإفك ويدينهم بما قالوا و بقتلهم الأنبياء بغير حق (سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ) ويذيقهم عذاب الحريق بما نطقوا من الإفك و بما صنعوا من قتل الأنبياء بغير حق (و نقول ذوقوا عذاب الحريق ) وتؤكد الآية الكريمة لليهود المعاصرين لرسول الله (ص) انهم إنما استحقوا عقوبة عذاب الحريق بما قدمت ايديهم من الإفك والإثم و ليس الله بظلام للعبيد (ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد) ثم تحكي عنهم الآية الكريمة انهم طلبوا من رسول الله (ص): ان يأتيهم بقربان تأكله النار حتي يؤمنوا برسالته وقال إن الله عهد إليهم بذلك (الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتي يأتينا بقربان تأكله النار) فتحاججهم الآية الكريمة بمن قد جاءهم من قبل من الرسل بالبينات وبالذي طلبوا من القربان الذي تأكله النار ومع ذلك فلم يؤمنوا واصروا علي اللجاج والعناد وقتلوهم بغير حق (قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات و بالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين ) وليس من شك أن المخاطبين في هذه الآيات من سورة آل عمران هم اليهود المعاصرون لرسول الله (ص)والضمائر كلها تعود إليهم فهم الذين قالوا: (إن الله فقير و نحن أغنياء) وهم الذين قالوا: (إن الله عهد الينا إلا نؤمن )
والخطاب موجه إليهم في هذا السياق وليس في ذلك شك وقراءة سريعة للآيات الكريمة من آل عمران تكفي لتأكيد هذه الحقيقة ومع ذلك فإن الله تعالي يدينهم ويوعدهم بعذاب الحريق بجرائم آبائهم في قتل الأنبياء من بني إسرائيل بغير حق ولم يكن لهم اي دور في ذلك بالنظرة السطحية التي ينظر الناس من خلالها التاريخ والمجتمع والآيات الكريمة صريحة في الإدانة وفي العقوبة معا(سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ) فيدينهم الله تعالي ويعاقبهم بـ (ما فعلوا) وما (لم يفعلوا) ثم تحاججهم الآية الكريمة بما يلزم آباءهم من قتل الأنبياء بغير حق وهذه حجة تلزم آباءهم الذين قتلوا الأنبياء أما الابناء الذين طلبوا من رسول الله (ص) أن يأتيهم بقربان تأكله النار فلم يقتلوا نبيا ولم يعاصروهم فكيف تحجهم الآية الكريمة بما لم يفعلوا ولم يكن لهم فيه دور وشان؟ وجواب هذه الاسئلة جميعا في (سنة التعميم) فقد عمم الله تعالي مسؤولية الآباء في قتل الأنبياء علي الابناء كما عمم الله تعالي عقوبة الآباء في هذه الجريمة علي الابناء ثم عمم الله الحجة التي تلزم الآباء علي الابناء "
والآصفى فيما يبدو من خلال تفسيره هذا يحاول أن يثبت مصيبة من المصائب الكبرى وهى تحمل الأبناء ذنوب الآباء وهو نص فى العهد القديم يخالف وحى الله لكى يبيح ما يسمى بالشعائر الحسينية من اللطم والبكاء وجرح النفس...كتكفير عن ذنوب الآباء مع أنه هو وغيره لا يملكون دليلا على أن أباءهم كاوا موجودين فى ذلك الزمن المزعوم
الآيات تبدو منتزعة من مكان آخر فما قبلها يتحدث عن القتال فى أحد وما بعدها يتحدث عن الموت وغيره
الآيات لم تكن فى زمن النبى(ص) لحدوث آية وهى معجزة القربان فيها وهو ما ينافى منع الله الآيات وهى المعجزات فى عهده بقوله تعالى :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
الآيات حدثت فى زمن سابق فى زمن رسول لا تعرف اسمه قد يكون عيسى(ص) أو غيره
وتحدث عن الرضا والسخط فقال :
"عامل التعميمالرضاء والسخط
والرضا والسخط من الحب والبغض فإذا رضي الإنسان بعمل قوم اشرك في عملهم من خير أو شر عوقب عليه إن كان شرا وأثيب عليه إن كان خيرا وإذا سخط الإنسان علي قوم تبرأ منهم فالحب والرضا يلحقان الإنسان بالآخرين الذين يحبهم ويرضي عنهم والبغض والسخط يفصلان الإنسان عن الآخرين الذين يبغضهم ويسخط عليهم فهو عامل للوصل والفصل وحيث كان اليهود المعاصرون لرسول الله (ص) راضين بفعل آبائهم في قتل الأنبياء فإن الله تعالي يحملهم مسؤولية جرائم آبائهم ويدينهم بها ويعاقبهم عليها ويلزمهم الحجة بذلك مع انهم لم يعاصروا اولئك الأنبياء و لم يدركوهم فضلا من ان يكون لهم دور في قتلهم روي عن أبي عبدالله الصادق «إن الله حكي عن قوم في كتابه (لن نؤمن لرسول حتي يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم: فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين) قال: بين القاتلين والقائلين خمسمائة عام فألزمهم الله القتل برضاهم ما فعلوا» ...فأي رسول قتل الذين كان محمد (ص) بين أظهرهم؟ ولم يكن بينه وبين عيسي رسول إنما رضوا قتل أولئك فسموا قاتلين "
بالقطع هذا الكلام مبنى على ما سبقه وهو باطل لأنه يخالف كتاب الله فى كون المسئولية فردية وهو قوله تعالى :
" ألا تزر وزارة وزر أخرى"
وفى نفس المعنى أتت آيات كثيرة مثل:
" كل نفس بما كسبت رهينة"
واستدل عن أن الرضا بفعل يعنى الشراكة فيها مستدلا أن ثمود عوقبت بسبب فعل رجل واحد هو قاتل الناقة فقال :
الاشراك ب (الرضا)
فالرضا يشرك الراضي في فعل من يرضي عنه من خير اوشر مارس الفعل ام لم يمارسه و في كل الآثار: في المثوبة والعقوبة والمسؤولية والإدانة عن امير المؤمنين برواية الشريف الرضي (في نهج البلاغة): «ايها الناس إنما يجمع الناس الرضا والسخط وإنما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم الله بالعذاب لما عموه بالرضا» قال سبحانه: (فعقروها فاصبحوا نادمين) فما كان إلا ان خارت ارضهم بالخسفة خوار السكة المحماة في الارض الخوارة "
وهو كلام يخالف كتاب الله ولا يمكن أن يقوله صحابى مؤمن فعقاب ثمود كان بسبب كفرها وهو ظلمها كما قال تعالى:
"ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"
وفى كفر كل الهالكين من ثمود بسبب كفرهم قال:
"وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا فى ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثمودا كفروا ربهم ألا بعدا لثمود"
وكما قلت الرجل يحاول من خلال هذا الكلام الباطل أن يثبت أن المعاصرين مشاركين فى جريمة خذلان الحسين المزعومة ومن ثم فعليهم أن يكفروا عنها ويعلنوا تبرأهم منها بالشعائر المحرمة وفى هذا قال :
"المشاركة في التاريخ بالرضا والسخط
ورد في بعض النصوص الجامعة في زيارة الائمة الشهادة بأنا قد شاركنا أولياءهم وأنصارهم والمقاتلين بين أيديهم في قتال الناكثين والقاسطين والمارقين و هي شهادة غريبة لا يفقهها إلا من يفقه سنة الله في التعميم واليك هذا النص من بعض النصوص الجامعة لزيارة ائمة اهل البيت فنحن نشهد إنا قد شاركنا أولياءكم وأنصاركم المتقدمين في إراقة دماء الناكثين والقاسطين والمارقين وقتلة ابي عبدالله سيد شباب اهل الجنة بالنيات والقلوب والتأسف علي فوت تلك المواقع فهذا باب واسع من الفقه في هذا الدين هو فقه «الرضا» و «السخط» وانطلاقا من هذا الفقه فنحن قد شاركنا إبراهيم رائد التوحيد في دعوة التوحيد وفي تحطيمهم الاصنام ومقاومة طاغية عصره نمرود وشاركنا موسي وعيسي بن مريم في دعوة التوحيد ورفض طغاة عصرهم وشاركنا رسول الله (ص) في حربه وغزواته ونشارك الصلحاء والأولياء وائمة التوحيد ..عبر التاريخ في الدعوة إلي الله والنصيحة لعباد الله والذكر والتسبيح والآلام والهموم وما ارقوا من دماء الظالمين وما اريق لهم من الدماء وما هدموا من أركان الظلم والشرك وما اشادوا ومن أركان التوحيد والعدل وهذا باب واسع من الفقه والمعرفة لا يسعه هذا المقال وقد روي بطرق كثيرة: «المرء مع من أحب » "
والأغاليط هنا كثيرة أولها غلط أن الرضا بعمل المسلمين والسخط على عمل الناس السيئات يثاب الناس عليه أو يجاوزن على رضاهم بعمل الكفار
وثانيها أن المرء مع من أحب ولو طبقنا مفهوم الحديث الكاذب لكان الرسول(ص) فى النار لأنه أحب بعض الكفار كما قال تعالى :
" إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء"
ويحاول الرجل إثبات مقولته مرة أخرى عن كون الأمة أمة واحدة عبر العصور فقال :
"كسب الأمة وكسب الفرد:
نلتقي في القرآن ربما لأول مرة في تاريخ الثقافة بفهم جديد للأمة وانطلاقا من هذا الفهم الجديد للأمة ليست الأمة بمعني تجمع كمي من الناس وانما هي حالة بشرية كيفية فلا تساوي الأمة مجموعة الأفراد ولا يساوي فعل الأمة وأثرها وقوتها مجموع افعال الأفراد وآثارهم وقوتهم وليست الأمة من حيث الاساس من مقولة الكم وإنما هي من مقولة الكيف فلا تكون قوة الجماعة مجموعة قوة الأفراد بل «يد الله علي الجماعة» و«مع الجماعة» و«يد الله» أمر آخر غير المجموعة الكمية لقوة الأفراد ولا يختلف في ذلك الأمة المؤمنة عن غيرها فإن للأمة في القرآن أحكاما وآثارا غير ما لمجموع الأفراد من الاحكام والآثار والأمة الواحدة لا يحصرها الزمان والمكان ولا يضر بوحدتها تعدد المكان والزمان والقرآن يعبر عن هذه الأمة المباركة بانها ملة إبراهيم ومن احسن دينا و ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا) وعن إبراهيم بان الأب الأول لهذه الأمة (ملة ابيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين) وعن هذه الوحدة التي تطوي الزمان والمكان يقول تعالي: (وان هذه أمتكم أمة واحدة وانا ربكم فاتقون) ويقول تعالي: (إن هذه أمتكم أمة واحدة وانا ربكم فاعبدون) وانطلاقا من هذا كله فإن القرآن يقرر أن للأمة فعل و «كسب» غير فعل الفرد وكسبه ونتائج كسب الأمة تعم الأمة كلها في لا خير والشر حتي من لم يشارك ولم يكن له دور في هذا الكسب إذا كان يشاركهم في الرضا والسخط "
وهذا الكلام عن عمومية فعل الأمة الميتة على الأفراد الأحياء منها هو من ضمن الخبل والدليل أن الله اعتبر عمل الأمة السابقة كإبراهيم(ًص) وولديه وأولادهم من بعدهم الأحياء غير مسئولين عنه فقال :
"تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون"
فلا يوجد عمومية فعل للأمة لأن الأمة هى مجموع الأفراد وكل واحد مسئول عن عمله فقط وليس عن عمل غيره
وحاول الرجل أن يبرر ما قاله بذكر العمل والمسئولية الفردية التى تعارض كل ما ذكره من سنة التعميم فقال :
"والطائفة الثانية من الكسب وما يخص الأفراد ولا يكون له مردود علي الهيئة الاجتماعية بشكل واضح في الدنيا والآخرة وعن هذه الطائفة يقول تعالي: (ولا تزر وازرة وزر اخري) ويقول تعالي: (وإن ليس للإنسان إلا ما سعي وإن سعيه سوف يري ثم يجزاه الجزاء الأوفي) وعن «كسب الأمة » الذي يعم الأمة كلها يقول تعالي: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسالون عما كانوا يفعلون) لكل أمة ما كسبت من خير اوشر ولا تسال أمة عما كسبت أمة اخري ولا يخص كسب الأمة الذين شاركوا في هذا الكسب وإنما يعمهم جميعا إذا عموه بالرضا إن الخير والشر الذي تكسبه الأمة يعم الأمة جميعا العاملين و غير العاملين إذا عموه بالرضا وهذه السنة سنة عامة في الدنيا والآخرة "
وعاد للحديث عما سبق فقال :
"موارد التعميم
سنة التعميم سنة عامة شاملة تشمل الدنيا والآخرة و تعم الخير والشر و مواردها و مصاديقها وانحاؤها في حياة الناس كثيرة و نحن نذكر إن شاء الله فيما يلي بعض انحاء و مواد هذه السنة الإلهية في حياة الناس في ضوء النصوص الإسلامية من الكتاب والسنة:
التعميم في الادانة والمسؤولية والعقوبة
إذا ارتكب قوم جريمة وعمهم الآخرون بالرضا عمتهم المسؤولية والإدانة وقد سبق ان اشرنا إلي ذلك ...ولا تغير في السنة الإلهية في تعميم الإدانة والمسؤولية والعقوبة كثرة الراضين بها فإن الإدانة والمسؤولية واستحقاق العقوبة يشملهم جميعا مهما كثروا إذا كانوا راضين بالجريمة عن أبي سعيد الخدري: «وجد قتيل علي عهد محمد رسول الله (ص) فخرج (ص) مغضبا فحمد الله وأثني عليه ثم قال يقتل رجل من المسلمين لا يدري من قتله والذي نفسي بيده لو أن أهل السموات والأرض اجتمعوا علي قتل مؤمن أو رضوا به لأدخلهم الله النار» وعن سليمان بن خالد عن ابي عبدالله «لو أن أهل السموات والارض لم يحبوا ان يكونوا شهدوا مع رسول الله (ص) لكانوا من أهل النار» ولا يغير هذه السنة الإلهية تباعد المكان فلو أن رجلا قتل آخر ظلما بالمشرق فرضي به آخر في المغرب لاستحق بذلك النار روي ان رسول الله (ص): «لوان رجلا قتل بالمشرق وآخر رضي به في المغرب كان كمن قتله وشرك في دمه» و دائرة الرضا دائرة واسعة تطوي الزمان والمكان و تعم الناس في اوسع مساحة يتصورها الإنسان وقد روي: «إن الراضين بقتل الحسين شركاء قتله ألا وأن قتلته وأعوانهم واشياعهم والمقتدين بهم براء من دين الله» وروي: «إن القائم يقتل ذراري قتلة الحسين لرضاهم بذلك» "
قطعا هذه الرواية بعضها صحيح المعنى وهى الثلاث الأولى وأما بقيتها فلا يصح منها شىء وحكاية الرضا والسخط هنا مبنية على تاريخ باطل غير معروف فى كتاب الله وكل يرضى أو يسخط حسب ما يحكى له واما قتل الأحفاد بجريمة ارتكبها الآباء من قرون عديدة فهو يتعارض مع قوله تعالى" ولا تزر وزارة وزر أخرى"
لأنه بناء على هذا فحسب التاريخ المكذوب للنصارى يجب قتل كل اليهود لأنهم أبناء القتلة حسب العهد الجديد والغريب هو أن النصارى أنفسهم ويسوع كانوا يهودا فكيف سنفرق بين الفريقين وقد كانوا فريقا واحدا ومثلا طبقا لهذا الخبل يحق للمسلمين قتل كل اليهود بالجريمة المزعومة عن تسميم يهودية للنبى محمد (ص) ومثلا طبقا لهذا الخبل يحق حسب التاريخ قتل أهل السنة للفرس ومنهم الشيعة لقتلهم حسب التاريخ عمر بن الخطاب ويحق لبنى أمية قتل الشيعة لأنهم هم وغيرهم شجعوا على قتل عثمان وبذلك يكون هناك ثأر لا ينتهى بين الناس وعقاب لغير القتلة بزعم الرضا وهو رضا ناتج عن الايمان بتاريخ يكذبه كله كتاب الله فكل تلك الخلافات والمعارك والقتلى لم يفتلوا لأن الدولة المسلمة لا تتحول فى عهد الذين آمنوا بالرسول(ص) وهو حى إلى دولة كافرة
القوم لا يعوون قوله تعالى " رضى الله عنهم ورضوا عنه" فهذا القول وغيره ينفى تماما قتالات الصحابة ومن آمنوا بعدهم لأن الله لا يرضى عن الكفار والكفر كما قال :
" ولا يرضى لعباده الكفر"
وعاد الآصفى لتقرير نفس الأمر بذكر ما ظن أنه حدث فى عهد النبى(ص) وقد حذفناه للتكرار ومنه :
"التعميم في الحجة
قرانا بداية هذا البحث ان الله تعالي الزم اليهود المعاصرين لرسول الله (ص) بفعل آبائهم واتخذه حجة عليهم عندما طالبوا رسول الله (ص) بان يأتيهم بقربان تأكله النار ليؤمنوا به .."
ثم تحدث عن التعميم فى الثواب فذكر روايات لا أصل لها فقال :
"التعميم في الثواب
وكما تعم المسؤولية والعقاب يعم الثواب وحسن الجزاء العاملين والراضين و هو من ابواب رحمة الله تعالي علي عباده .. وهو من يقينيات الثقافة الإسلامية روي المحدث القمي في كتابه القيم (نفس المهموم) بسند صحيح عن الريان بن شبيب؛ حال المعتصم قال: دخلت علي ابي الحسن الرضا في أول يوم من محرم ..فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له كما استجاب لزكريا ثم قال: ...فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها (ص) لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله فلا غفر الله لهم ذلك ابدا يا ابن شبيب إن كنت باكيا لشي ء فابك للحسين بن علي بن ابي طالب فإنه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من اهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم شبيهون في الارض يا ابن شبيب إن سرك ان تلقي الله عز وجل ولا ذنب عليك فزر الحسين يا ابن شبيب إن سرك ان تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي (ص) فالعن قتلة الحسين يا ابن شبيب إن سرك ان يكون لك من الثواب مثل لمن استشهد مع الحسين فقل متي ما ذكرته: يا ليتني كنتم معهم فافوز فوزا عظيما يا ابن شبيب إن سرك ان تكون معنا في الدرجات العلي في الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا فلو أن رجلا تولي حجرا لحشره الله تعالي يوم القيامة » "
الحديث به خبل كثير منها أن الحسين من ذرية محمد(ص) وذرية الرجل هم أولاده المباشرين أو أولاد أبنائه الذكور والرجل لم يكن له ذرية سوى البنات كما قال تعالى :
" ما كان محمد أبا أحد من رجالكم"
والحسين حسب التاريخ ذرية على
والثانى أن الدرجات العلا تكون بسبب الحزن والفرح مع أل على وهو ما يخالف أنها للمجاهدين كما قال تعالى :
"فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
ثم ذكر رواية أخرى فقال :
" وروي في «بشارة المصطفي» عن عطية العوفي: قال: خرجت مع جابر بن عبدالله الانصاري؛ زائرين إلي قبر الحسين بن علي ..ثم قال: يا حسين ثلاثا ثم قال حبيب لا يجيب حبيبه ثم قال: واني لك بالجواب وقد شحطت اوداجك علي اثباجك وفرق بين بدنك وراسك فاشهد انك ابن النبيين وابن سيد المؤمنين وابن حليف التقوي و سليل الهدي و خامس أصحاب الكساء وابن سيد النقباء وابن فاطمة الزهراء سيد النساء ومالك لا تكون هكذا وقد غذتك كف سيد المرسلين وربيت في حجر المتقين ...ثم جال ببصره حول القبر وقال: السلام عليكم ايها الارواح التي حلت بفناء الحسين واناخت برحله اشهد انكم اقمتم الصلاة واتيتم الزكاة وامرتم بالمعروف ونهيتهم عن ..احب محب آل محمد ما احبهم وبغض مبغض آل محمد ما ابغضهم وإن كان صواما قواما وارفق بمحب محمد وال محمد فإنه إن تزل لهم قدم بكثرة ذنوبهم تثبت لهم اخري بمحبتهم فإن محبهم يعود إلي الجنة و مبغضهم يعود إلي النار»
الأخطاء عدة أهمها وأولها حكاية السيادة التى تتنافى مع قوله تعالى " إنما المؤمنون أخوة" فلا سيادة بين المؤمنين ولا بين المؤمنات وثانيها دخول الجنة بحب آل محمد وليس بسبب الإيمان والعمل الصال وهو يتناقض مع كون دخول الجنة مرتبط بالإيمان والعمل الصالح كما قال تعالى:
والذين أمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا
وعاد الرجل لحكاية نسبة جرائم الأبناء للأبناء فى نفس الآيات السابقة فقال :
التعميم في نسبته في العمل
"والله تعالي ينسب جرائم الآباء في قتلهم للأنبياء إلي الابناء في اليهود المعاصرين لرسول الله (ص) وليس فقط يحمل الابناء مسؤولية جرائم الآباء ويدينهم بها ويعاقبهم عليها وإنما ينسب فعل الآباء إلي الابناء مباشرة وبالصراحة قال: (فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين ) ..."
وعاد للاستدلال على مقولته الباطلة بتحمل المعاصرين الذنوب إذا رضوا بحكايات التاريخ عن قتل أل على فقال :
التعميم في الشهود والحضور
وتتجاوز هذه السنة الإلهية في التعميم حدود المسؤولية والإدانة والثواب والنسبة وتشمل الشهود والحضور فتنسب إلي الغائبين الحضور والشهود للموقع الذي غابوا عنه وتفصله عنهم مئات السنين والمسافات الممتدة الطويلة والشهود والحضور اعمق مراتب التعميم يقول الشريف الرضي في (نهج البلاغة): لما اظفر الله تعالي امير المؤمنين باصحاب الجمل قال له بعض اصحابه: وددت ان اخي فلانا كان شاهدا ليري ما نصرك الله به علي اعدائك فقال اهوي اخيك معنا؟ قال: نعم فقال: فقد شهدنا ولقد شهدنا في عسكرنا هذا قوم في اصلاب الرجال وارحام النساء سيرعف الزمان بهم ويقوي بهم الإيمان» وفي النهروان بعد ان استتبت المعركة وانتهت فتنة الخوارج تمني احد اصحابه ان يكون قد حضر اخ له المعركة فقال لقد شهد في هذا الموقف اناس لم يخلق الله آباءهم ..."
وهو تكرار لنفس الباطل السابق فلا ثواب إلا لمن عمل العمل ولا عقاب إلا له كما قال تعالى :
" إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها"
وتحدث عن التعميم فى النتائج فقال :
"التعميم في النتائج والسنن الالهية في المجتمع والتاريخ
للطاعة والعصيان آثار ونتائج في حياة الناس الاجتماعية يقول تعالي: (ولوان أهل القري آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) ويقول: (كداب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب - ذلك بان الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها علي قوم حتي يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم ) ويقول تعالي: (قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ) و هذه النتائج والآثار تجري في حياة الناس بموجب سنن الله تعالي وهي سنن حتمية تجري بأمر لله إلا ان هذه السنن لا تخص العاملين والحاضرين فقط وانما تشمل الحاضرين والغائبين إذا كان يجمعهم الرضا والسخط تاملوا في الآيات المباركات من سورة البقرة (61) وال عمران (112) حيث يذكر الله تعالي العقوبات التي عاقب بها اليهود علي جرائمهم الكثيرة وقتلهم للنبيين و هذه العقوبة هي الذل والمسكنة والبدء بغضب الله و هذه الذلة والمسكنة تجري في حياتهم السياسية والاقتصادية والإجتماعية بموجب سنن الله تعالي في إذلال العصاة والمتمردين ولكن الله تعالي عاقب اجيال الابناء من اليهود بهذه السنة بجرائم الآباء فعمتهم العقوبة الإلهية في الدنيا
تاملوا في هاتين الآيتين من «سورة البقره» و «آل عمران»: (وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بانهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون ) "
وكرر نفس المعنى فقال :
" التعميم في النتائج والسنن الالهية في نفس الانسان
تتحقق السنن الإلهية في حياة الناس في مساحتين: مساحة المجتمع والتاريخ وفي مساحة النفس وقد تحدثنا عن سنة التعميم في السنن الإلهية في مساحة المجتمع والتاريخ ونقول الآن ان سنة التعميم تشمل السنن الإلهية في مساحة النفس البشرية كذلك ففي سورة البقرة يحدثنا القرآن عن مسلسل طويل من تعنت بني إسرائيل و كفرهم بأنعم الله وعنادهم ولجاجتهم وتشكيكهم في آيات الله وقتلهم للنبيين وعصيانهم و تمردهم ثم يقول القرآن الكريم بعد ذلك في بيان سنة الله تعالي في عقوبة بني إسرائيل بعد كل هذا الجحود والكفران والعصيان: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أواشد قسوة ) .."
وهذا الكلام ليس صادقا فليست نتيجة الإسلام دوما هى أن يعيش المجتمع المسلم فى بحبوحة وترف لأن الرسول(ص) ومن معه عاشوا فى فترة ما فى بداية الهجرة فى فقر وجوع كما قال تعالى :
"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"
وتحدث عن تعميم اللعن والبراءة فذكر نصوصا ليست وحيا ولكن المعنى صحيح وهو ينطبق على كل من قتل وكل من رضى بقتل أحد ظلما وليس فى على وأولاده حسب التاريخ فقال :
"تعميم اللعن والبراءة
من مصاديق التعميم تعميم اللعن والبراءة للقتلة والمجرمين والراضين بجرائمهم وفي النصوص الماثورة عن اهل البيت في زيارة الحسين نتلقي هذا التعميم بوضوح وصراحة ففي النص المعروف بزيارة وارث نقرا: «لعن الله أمة قتلتك ولعن الله أمة ظلمتك ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به» وهو نص عجيب يستوقف الإنسان للتامل والتفكر فهذه طوائف ثلاثة تعمهم اللعن والبراءة من القتلة والذين ايدوا القتلة بالدعم والإسنادة والذين رضوا عنهم
اللعن والبراءة
...ومن يدخل في مساحة الولاء من المؤمنين يستحق من اعضاء هذه الاسرة الكبيرة النصر والسلام والعصمة واقصد بالعصمة ان يحفظوا دمه وعرضه «كرامته» و ماله وقد اعلن رسول الله (ص) حق المسلم علي المسلمين في «العصمة» في خطاب عام القاه علي المسلمين في مسجد الخيف بمني في آخر حجة حجها رسول الله (ص) بالمسلمين فقال: «يا ايها الناس اسمعوا ما اقول لكم واعقلوه فاني لا ادري لعلي لا القالكم بعد عامنا هذا» ثم قال: اي يوم اعظم حرمة؟ قالوا: هذا اليوم قال: فاي شهر اعظم حرمة؟ قالوا: هذا الشهر قال: فاي بلد اعظم حرمة؟ قالوا: هذا البلد قال: فان دماءكم واموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلي يوم تلقونه فنسالكم اعمالكم الا هل بلغت قالوا: نعم قال: اللهم اشهد الا من كانت عنده امانة فليؤدها فإنه لا يحل دم امري مسلم ولا ماله إلا بطيبة نفسه ولا ترجعوا بعدي كفار» ويحق عليه تجاه المسلمين العزة والسلام والعصمة و نقصد بالسلام ان يسلم المسلمون من يده و لسانه فقد روي عن رسول الله (ص) في ذلك: «المسلم من سلم المسلمون من يده و لسانه» و لا نعرف فيما نعرف من العلاقات الحضارية علاقة اقوي وامتن و في نفس الوقت ارق من علاقة الولاء
ويدخل في دائرة الولاء هذه كل من يشهد ان لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله فإذا اشهدها دخل في عصمة الولاء وعصم من المسلمين دمه و ماله وعرضه واذا انقطع ما بينهما من العصمة كان كل فريق منهما أمة ورحم الله زهير بن القين كان واعيا لهذه الحقيقة لما خاطب جيش بني امية يوم عاشوراء فقال لهم: «يا اهل الكوفة نذار لكم من عذاب الله نذار ان حقا علي المسلم لنصيحة اخيه المسلم وحن حتي الآن اخوة علي دين واحد مالم يقع بيننا و بينكم السيف فاذا وقع السيف انقطعت العصمة وكنا أمة وانتم أمة » وهذا وعي دقيق لحقيقة كبري من حقائق هذا الدين فإن العصمة إذا ارتفعت بين فريقين من المسلمين و وقع بينهما القتل و بغي احدهما علي الآخر كان كل فريق منهما أمة فإذا كانت إحداهما مرحومة كانت الاخري ملعونة لا محالة» "
وهذا الكلام عن ثبات اسم الأمة على الفرقتين المرحومة والملعونة هو باطل فالأمة المسلمة كلها مرحومة والملعونة لابد أن تكون خرجت منها وأصبحت كافرة
واستدل بنصوص ليست من وحى من زيارة وارث وهو كلام ألفه البعض من القوم وسموه زيارة وارث فحتى الأئمة لم يقولوه ولم يطلبوه عند القوم ولا يصح الاستدلال به لأم كلام أنصار القوم ليس حجة فالحجة كلام الله وحده وفى هذا قال :
"الطوائف الملعونة في زيارة (وارث)
نعود إلي الطوائف الثلاثة التي ورد اللعن عليهم في زيارة وارث وهم: القتلة والمؤيدين لهم والراضين من فعلهم والنص كما يلي: «لعن الله أمة قتلتكم ولعن الله أمة ظلمتكم ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به» ..."
وتحدث عن قتل الحسين فقال :
عاشوراء في خارطة الولاء والبراءة
الحياة ساحة صراع والصراع هو العمود الفقري للتاريخ و لا نستطيع ان نعرف التاريخ بأفضل من هذا التعريف ...و «عاشوراء» عامل دقيق للفرز بين الحق والباطل في هذه الساحة التي طالما اختلط فيها الحق والباطل ..."
وكل هذا الكلام لا قيمة له فذرية على وصراعهم مع بنى أمية والأحداث المحكية فى التاريخ لم تحدث طبقا للقرآن لأن الله كما قال " رضى الله عنهم ورضوا عنه" والأحداث المحكية تدل على كفر أكثر الصحابة وهو ما يتناقض مع رضا الله عنهم
وتحدث عن حكاية الولاء والبراء وكأنها الولاء والبراء من ذرية على مع أن الولاء والبراء فى كتاب الله هو من المؤمنين جميعا والكفار جميعا وليس لمجرد أسرة فقال :
"الولاء والبراءة بالموقف والعمل و ليس بالنية
و «الولاء» و «البراءة» ليس بمعني ان يضمر الإنسان الحب والبغض والإقبال والإدبار وانما هما موقفان بكل ما في الموقف من معني و لربما يكون اصدق كلمة في التعبير عن هذين الموقفين هذه الجملة القوية والمؤثرة في زيارة عاشوراء: «إني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم و ولي لم والاكم وعدو لمن عاداكم» ومساحة هذا «السلم» و «الحرب» من اولياء الحسين واعداء الحسين ليست عاشوراء او كربلاء فقط وإنما مساحة التاريخ والمجتمع ..."
وما زال الرجل يحدثنا عن كون الدين أسرة مع أن الدين هو للناس جميعا ولا علاقة له بأسرة محدده فقال :
"الرضا الضحل والرضا العميق
هذا كل إذا كان «الرضا» صادقا فان الامنية الكاذبة والرغبة الكاذبة والحب الضحل لا يدخل الإنسان في دائرة الولاء ولا يخرجه عن دائرة البراءة ولا يكون الرضا السخط صادقين إلا إذا اقترنا بالعزم والعمل اما عند ما يكون «الرضا» و «السخط» مجردين عن الموقف والعزم والعمل فلا قيمة لمثل هذا الرضا والسخط و كان الشاعر الفرزدق؛ دقيقا في وعي هذه الحقيقة عندما سأله الحسين عما و راءه في العراق بعد ان غادر الحسين الحجاز إلي العراق في ذي الحجة سنة ستين هجرية فاجابه علي الخير وقعت «قلوبهم معك وسيوفهم عليك» فان القلوب إذا افترقت عن السيوف فكانت القلوب في جانب الحسين والسيوف في جانب بني امية وخاضعة لإرادتهم و سلطانهم فسوف لن يكون بوسع هذه القلوب ان تخرج اصحابها من دائرة «اعداء الله» و تدخلهم في دائرة «اولياء الله» وقد وجدنا ان هذا الحب الضحل والضعيف الذي كان يضمره الناس في العراق يومئذ للحسين لم يخرجهم من جبهة بني امية ولم يدخلهم يومئذ في جبهة الحسين وليس بوسعنا نحن ان نضع (ولاءنا) في التاريخ والمجتمع في مثل هذا الموضع الضحل من الرضا والسخط والحب والبغض وانما نوالي الذين صدقوا في رضاهم وحبهم لأولياء الله و صدقوا في سخطهم و بغضهم لأعداء الله "
الكتاب كما قلت فى البداية مبنى على الباطل والتركيز على أفراد أنهم الدين هو كلام باطل فالدين هو دين الله وهو للناس جميعا ونحن نوالى كل المؤمنين ونتبرأ من كل الكافرين دون اسم لأننا لا نعلم التاريخ ولا نقدر على الحكم على ما لم نراه فالحكم وهو شهادة تكون مبنية على العلم وليس على روايات كما فى القول المحكى فى القرآن :
"ما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين"
فالكاتب يطالب المعاصرين أن يحكموا على شىء لم يروه ولم يعلموه بوجوده فى وحى الله