|
أحـزانُكم! أرَقي! والحرف يختنـقُ |
وجمعكم من لفيفٍ طبعـه لبـقُ |
من لي بعين ترى الأحباب قد طفقوا |
يبنـون ملحمة الأشعـار تأتلـقُ؟ |
إني أرى دوحة الأفكار مـورقـةً |
تُظلكمْ، فــاح من أزهارها العبقُ |
وعـمَّكم مـددُ الأنوار يصهركم |
في أحـرف فاض من أوزانها الطبقُ |
هلا نسيتم خلاف الأمس في سببٍ |
للودّ أبقى إذِ الأحبابُ قد صـدقوا |
(يابنت فاس!) هذي الأقلام شاديةٌ |
منك المدادُ ومنّي الأذْنُ والـورقُ |
(والشمس) باليَمَنِ المحبوب باسمـةٌ |
وفي دمشق لنا (شمسٌ) بها أثــقُ |
شتاتكم إخوتي قد بات يحشرنـي |
بمقفرٍ تحت جونٍ دونـه الغسـقُ |
هيوا بنا معشر (العشاق) واجتمعوا |
على مصالحة (ابن الشام) نتفـقُ |
جوبوا مدى شبكات في الأثير غدتْ |
شاشاتها صفحاتٌ مدّها الأُفُــقُ |
الحرفُ، شـدْنا به صرحـا فألبسنا |
عـزّا وذُلَّ بـه خبٌّ ومُرتـزقُ |
نبض القرائـح يدعـونا لمأذبــةٍ |
بشرفةٍ لـذَّ فيها النظم والنسـقُ |
فلتنقشـوا صور الحس النبيل على |
أكفِّ دهرٍ سـرى في عقله الخَرَقُ |
(يابنت فاس!) بـحور الشعرزاخرةٌ |
تندى خزائنهــا تبراً لِمن عشقوا |
كفى دموعا سيمسي الروض منتزها |
فـالبوح منسجم واللـحن متّسقُ |
كفاك (ياعادل) الغِرِّيـدُ حرقتنا |
وعُدْ ! سلمتَ لنا، واصدح بمااخترقوا |
إن كان في الخَلَد المجروح موجدةٌ |
فدتْك حرقتنـاوالسهــد والأرقُ |
جاد (العصاميُّ) لحنا حين أطربنـا |
فاحتلّ طيبَ شذاه الوردُ و الحبـقُ |
لاتحسبوا قلـمي يهذي بشرفتكم |
فالعـود محتـرقٌ والـطيب يُنْتَشَقُ |
إنا كمن عشقوا الإبـحار في فلكٍ |
فإن تخلــف ربانٌ بهمْ غرقــوا |