مقولة قالها مفتون ... فصدّقها مفتون مثله..!

قال المفتون الأول: [**، وأكثر ما يَعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها على الرغم من مظاهر العبقرية التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية التي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة الرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ]. (مجلة الموقف الأدبي، العدد 373 ، أيار 2002)
"والمفتون مثله" الذي افـتُـتِنَ بهذه العبارة فصدّقها.. أنتم تعرفوه..؟ فهو دائم التكرار لهذه المقولة في كل ناد وصفحة ومـحْفَل ... لا يملّ من تكرارها..!

وصاحب عَروض قضاعة يقول لكم: ما هذه العبارة إلّاكلمة قالها مفتون فصدّقها مفتون مثله..! فأنهى خرافتها رجل هو أولى بالخليل من هذين الاثنين.

ويقول لكم: ليس هناك شيءٌ اسمه "العَروض الرّقمَي".... بل هناك "الطريقة الرقمية في العَروض". فالقدرة على التعبير عن شيء ما رياضياً، لا يعني انه ذو أساس رياضي في نشأته، أو أن الرياضيات يمكن أن تفسره؛ أو أن الذي قاله ذو عقلية رياضية بالضرورة.

فماذا لو قام احد بتمثيل "عروض قضاعة" رقمياً، فهل سيصبح عندنا "العروض الرقمي" أيضاً؛ أم سنضطر إلى التفريق فنقول: " عَروض قضاعة الرقمي"، و"عَروض الخليل الرقمي"..!
وهل لـمّا قام نيوتن بصياغة مفهوم السرعة وعلاقته بالزمن والمسافة رقمياً ، صارت السرعة والزمن والمسافة مفاهيم رياضية رقمية..؟

ويقول لكم: إن مبعث ظهور الطُرق العروضية الرقمية جميعها وهدفها الأوحد، هو تجاوز الصعوبة المزمنة التي لازمت نظرية الخليل العروضية منذ ظهورها ولحد الآن (منذ 160 هـ)، في كيفية الاستدلال على البحر أو على أيـّـاً من قوالبه، لا أكثر ولا اقل.

بل ويقول لكم:إن جميع الطُرق الرقمية، وفي سبيل تجاوز تلك الصعوبة، فقد خرجت على منهج الخليل. فلا يغرنكم تشدّق البعض بأن طريقته الرقمية هي تجسيد لفكر الخليل الشمولي، وأنها قبس من نور الخليل [وهذا هو الخداع بعينه]. فلا تخدعنكم عبارات ذاك المفتون التي تقول "وَهْم التفاعيل"، أو "إزالة الحدود بين التفاعيل إبرازاً لمنهج الخليل الرياضي الشمولي بزعمه".
فنظرية الخليل قامت على فكرة الجزء وانتهت به، والدائرة هي روح نظرية الخليل العروضية وليست هي فكره الشمولي على ما يتوهّم ذاك المفتون. فأي مساس بفكرة الجزء هو خروج عن نظرية الخليل؛ وعن فكرة الشمولي كلياً. هذا عدا عن .. وعن ... وعن.... في طريقة هذا المفتون الرقمية.

راجع مقالتنا التي قضت على الأوهام الرقمية لذلك المفتون: "عقلية الخليل الرياضية المفترضة والسر الدفين"-