تتلقانى امرأة , تحنو علىً , تفتح لى قلبها , أسواق بيتها , أحترف البيع.
لم أعد أحسب مامر, فى تلك الدنيا التى أعيشها لا تاريخ لها, لا عنوان لأيامها.
كل يوم ، ألقى فى أحضان أحدهم ، يستحل كل قطرة من جسدى ، يغرقنى برائحة عرقه , أتقيأ روحى ، أصبح كالقبر , يدفن فىَ جيفة شهوته.
كنت طفلة يتيمة الأم , أعيش مع أب قاس, تخيَل أنًنى العائق الوحيد لسعادته, يأتى كل يوم بإمرأة, يأمرنى أن أغلق علىً باب غرفتى , تصمت الدنيا لتستمع معى , إلى صوت الضحكات الخليعة , الكلمات العارية.
مرت السنوات ، على أيامى الحزينة , المزينة بقسوة أبى , صرت شابة , أرى عيون أبى تفترسنى , تخرج من محجرها تتلمس جسدى.
يوماً , استيقظت على يديه تسيران حثيثاً, تتلصص على دروب أعضائى , انتفضت فى فراشى , هرول خذياناً منى!!
أجمع ملابسى , يسبقنى خوفى, أخرج للشارع , لعله يكون أكثر ستراً علىَ من أبى.
ألقيت نظرة وداع , على جارنا الذى يقطن بالبيت المقابل, دائماً يقف فى نافذته , مبتسم الملامح, صامتاًَ كأنه تمثال , كنت أقرأ صفحات عينيه التى يقلبها بطرف أجفانه , ودعته , أرحل من دنياى الصغيرة ،لأدفن بدنيا واسعة.
ـ يا بنات، اليوم يزورنا فوج من رجال الأعمال, سيجزلون لكُن العطاء.
نسرف فى زينتنا, تطرق جيوبهم الأبواب , تُسرع هى لترحب بهم.
نخرج , نتزاحم من خلف أبواب العُهر, لنرى صيادى الليلة , تفر عينى عليهم تقرأ ملامحهم , تقف نظراتى على وجه إلتصقت به , هو نفس الشخص الباسم الصامت دوماً, ترتطم نظراتى بالباب لأفيق.
:ـ هيا يا بنات اظهرن الآن, ليختر كل باشا منكن من يريدها.
يفتح الباب, كل فتاة تدفن بصدر واحد منهم , كأنه حفرة من حفر النار.
أما أنا , أفتح باباً أخر, أجرى, أجرى.
لم يتبق منى سوى منديلى, الذى يلوح لى من فوق كوبرى قصر النيل.