أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: التدين السطحي والتدين العميق

  1. #1
    الصورة الرمزية جلال دشيشة مشرف أقسام الفكر
    مشرف النثر والقصة
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Oct 2012
    المشاركات : 284
    المواضيع : 50
    الردود : 284
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي التدين السطحي والتدين العميق


    يمثّل التدين السطحي والتدين العميق نهجين متناقضين، ولكل منهما آثاره الخاصة على الأفراد والمجتمعات.
    يتجلّى التدين السطحي في الارتباط بالعبادات والشعائر دون فهم عميق أو استيعاب للمعتقدات والغايات الأساسية. فتجد العديد من الأفراد يواظبون على العبادات بشكل آلي، دون النظر إلى المغزى أو المعنى الكامن وراءها، ظانين أنّ المواظبة هي الهدف الأول والأخير ، وبذلك يحصل لديهم شعور زائف بأنهم أفراد مقبولون أو لديهم امتياز خاص عند الله. وهو ربما ما يدفع ببعضهم إلى التكبر والغطرسة والتعالي على خلق الله.
    إحدى السمات الرئيسية للتدين السطحي هي عدم وجود تحوّل شخصي، فبعض الأفراد ينخرطون في الأنشطة الدينية بسبب العادة أو الضغط الاجتماعي أو القبول داخل مجتمعهم. ..هذا الشكل من التدين يجعل الأولوية للمظاهر الخارجية على التطور الداخلي وتهذيب النفس. وقد أشار الشيخ محمد الغزالي إلى هذه النقطة في كتابه " كيف نفهم الإسلام" وهو يتحدث عن الفجوة بين العبادات والأخلاق.
    وفي المقابل، يتميز التدين العميق بالارتباط الحقيقي بالمعتقدات والعبادات ، فهذا النوع تجد أفراده يختبرون ارتباطًا روحيًا عميقًا وإحساسًا بالهدف ، لأنهم يعون جيدا أن التدين لا يقتصر على الشعائر فقط، بل يتعلق أيضًا باستيعاب مجموعة من القيم والمبادئ التي تؤدي بالفرد إلى تجربة روحية تهذيبية للنفس ومعالِجة لأمراض الذات.
    إنّ التدين العميق هو الذي ينتج لدى صاحبه الشعور بالسلام والوفاء والنزاهة الأخلاقية، وينعكس على المجتمع بازدهار العلاقات ونضجها وسلامتها من الأحقاد والسوابق والخلفيات.
    إننا لم نجْن من التدين السطحي إلا النفاق الاجتماعي والكذب والغش في التجارة ومختلف المعاملات وقسوة القلوب وجفافها وقلة التراحم والاهتمامات السطحية..
    ما أحوجنا إلى حياة روحية ذات معنى وذات عمق من أجل مجتمع يتمتع بأخلاق عالية تحقيقا لمقصد البعثة النبوية الأساسي حيث قال ص " إنما بعثتُ لأتمّم مكارم الأخلاق".

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,137
    المواضيع : 318
    الردود : 21137
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    آفة الفهم الشكلي والسطحي للدين آفة حقيقية، لأنها تحول الدين إلى تدين ظاهري صوري سمته السطحية
    وغياب الوعي العميق بالأصول الكبرى والمرامي الجوهرية التي جاء من أجلها الدين ابتداء.
    حين ينفصل الشكل عن المضمون، يتحول إلى سطحية قاتلة، معنى، وحسا،معنى بسوء الفهم، وحسا بسوء التطبيق.
    المسألة إذن ليست مجرد نفاق أو جهل, وإنما هى وعى فاسد بالدين, يؤدى إلى نوع من التدين الظاهرى
    الذى يشكل بديلا عن الدين الحقيقى, وهذا التدين البديل مريح وخفيف, ولا يكلف جهدا ولا ثمنا,
    لأنه يحصر الدين فى الشعائر والمظاهر فقط, وهو يمنحك إحساسا كاذبا بالطمأنينة والرضا عن النفس.
    أن الإيمان هو ما خالط حشاشة القلب, أو هو ما وقر فى القلب وصدقه العمل, فالمؤمن الحق تظهر
    آثار إيمانه على جوارحه, وأهمها لسانه, ثم سلوكه مع الناس.
    وكان فيلسوف الإسلام العظيم الشيخ محمد الغزالى ـ رحمه الله ـ يرى أن التدين الشكلى لا يتفق وروح الإسلام العظيم,
    وجوهر الدين القويم, ويخالف الصراط المستقيم, وكان يردد دائما»
    أعطنى تدينا صحيحا أعطك مجتمعا صالحا».
    بارك الله فيك وسلمت ومواضيعك القيمة التي نحتاج التأمل فيها والتفكر.
    ولك تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي