وهذه هي الخاطرة الثانية التي وصلتني من الكاتبة " هيا " أنشرها أيضا دون تعليق.
.................................................. ...
"لنتجشأ العزلة "
حينما ننتبه ان هناك امورا تفوق احساسنا بالوحدة..
نتجشأ العزلة والرتابة..
و لاشيء يعزي ارواحنا سوى إلتماعات الأمل بالخروج..
والولادات الجديدة..
اتكوم على نفسي كل ليلة..
اتصالح معها وادفعها لتنقلب لحال افضل..
قد باتت قضية التخلص من الروتين والبيروقراطية..
روتينا حقيقيا..!!..
حينما يصرخ في وجهي احد اصدقائي..
" انتِ حقيقية جدا...
ولا ترتدين اقنعة الى حد اختراق وتجاوز الحقيقة..!!..
نعم.. لا تكذبين..ولا تزيفين..
صادقة جدا..
بينما انت تستغفلين الأرضية والسقف..
ولا تفرق معك الامور ابدا.."....!!!!!..
افكر فقط كيف هو شكل الصدق هذا...؟؟..
هكذا في كل مرة ..
يجلسني امامه ويثرثر بكل ما في خياله من غباءات..
لا اكترث بما يهذي.. لا شيء لديه يهمني..
كل تلك الاشياء التي يثرثر بها..
وينفضها مع كل سيجارة ..
وكل تلك الاسماء التي يرددها امامي..
ويبرج بعضها بعبارات بألوان القزح..
لا تهمني..
بطريقته الوقحة ..
قد تؤلمني.. ولكنها .. لا تهمني..
يصر على استعراضاته الرديئة ..
لأشياء لا جدوى من ذكرها معي..
انا صبية تبدأ من النهاية ..
ولا يهمها ما كان قبل ذلك..
ادرك جيدا اني قادرة على صنع ماض جميل ..
وتخليف ذكريات اشبه بالأحلام في خيالاته التعيسة ..
احمق..!!!..
نعم .. نعم..
سأشرب كثيرا..
وإن لم يمتلئ القدح بمفرده ..
سأكسره بين قدمي..
سآتي بقدح نظيف ..
وأبدأ من جديد السُكر..
سأتظاهر بأني واعية تماما..
والقدح يتأرجح بين يدي..
وينقط على الطاولة..
و أوحي له ان كل الدوار الذي اشعر به ..
ليس سوى قرفا من التخريف الذي يمارسه بحمق امامي..
" ياااااااااااااه يالي من بلهاء جميله..!!!"..
افرحه بهذه العباره ..
اقنصه وانا ثملة وهو ينتشي ..
ليس لأني "جميلة"..
وليس لأني " بلهاء"..
بل لأني اشتمني بوجه بريء وصادق كما يقول..
واجعله يظن.. أن قدحا نظيفا واحدا ..
كان كفيلا بأن انزل من على الصرح العاجي الذي امكث عليه..
واعترف بذكائه الفذ....!!..
انه احمق.. هل قلت ذلك من قبل..؟؟..
حسنا..
هو يشبه الناس..
والغربان..
والضباع القذرة...!!!..
وكل ذلك لا يمنع أن اراه كثيرا...
و أظل اخبر نفسي ان علي التخلص منه..!!..
روتين..!!..
هيا
2005