أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: قصيدة الأمام الشافعي عند احتضاره

  1. #1
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Nov 2019
    المشاركات : 3,504
    المواضيع : 245
    الردود : 3504
    المعدل اليومي : 2.15

    افتراضي قصيدة الأمام الشافعي عند احتضاره

    ما قاله الأمام الشافعي عند احتضاره ( رحمة الله عليه.

    خف الله وأرجه لكل عظيمة :: ولاتطع النفس اللجوج فتندما

    وكن بين هاتين من الخوف والرجا :: وأبشر بعفو الله إن كنت مسلما

    إليك إله الخلق أرفعُ رغبتي :: وإن كنتُ يا ذا المن والجود مجرما

    ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي :: جعلتُ الرجا مني لعفوك سلما

    تعاظمني ذنبي فلما قرنته :: بعفوك ربي كان عفوك أعظما

    فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل :: تجود وتعفو منّةً وتكرّما

    فلولاك لم يصمد لإبليس عابدٌ :: فكيف وقد أغوى صفيك آدما

    فليت شعري هل أصير لجنةٍ :: أهنأ وإما إلى سعير فأندما

    فلله در العارف النّدبِ إنه :: تفيض لفرض الوجد أجفانه دما

    يُقيم اذا ما الليلُ مدّ ظلامه :: على نفسه من شدّةِ الخوفِ مأتما

    فصيحا إذا ما كان في ذكر ربه :: وفيما سواه في الورى كان أعجما

    ويذكر أيامًا مضت من شبابه :: وما كان فيها بالجهالة أجرما

    فصار قرين الهم طول نهاره :: أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما

    يقول: حبيبي أنت سؤلي وبغيتي :: كفى بك للراجين سؤلا ومغنما

    ألستَ الذي غذيتنى وهديتني:: ولا زلت منانا علي ومنعما

    عسى من له الاحسان يغفر زَلتي :: ويستر أوزارى وما قد تقدما

    تعاظمني ذنبي فأقبلت خاشعا :: ولولا الرضا ما كنتَ يارب مُنعما

    فإن تعفُ عني تعفُ عن متمرد :: ظلوم غشوم لا يُزَايِلُ مَأثما

    فإن تنتقم منى فلست بآيسٍ :: ولو أدخلوا نفسى بجرمٍ جهنّما

    فجُرمي عظيم من قديم وحادثٍ :: وعفوُك يأتي العبد أعلي وأجسما

    حواليّ فضلُ الله من كل جانبٍ :: ونورٌ من الرحمن يفترش السما

    وفي القلب إشراقُ المُحبِ بوصلِهِ :: إذا قارب البشرى وحاز الي الحمى

    حواليّ إيناسٌ من الله وحده :: يطالعني في ظلمة القبر أنجما

    أصون ودادي ان يُدنسه الهوى :: وأحفظ عهد الحب أن يتثلّما

    ففي يقظتي شوقٌ وفي غفوتي منىً :: تُلاحقُ خطوى نشوةً وترنما

    ومن يعتصم بالله يسلم من الورى :: ومن يرجُهُ هيهات أن يتندما

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,224
    المواضيع : 318
    الردود : 21224
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    يروى عن الموزني قال (دخلت على الشافعي رحمه الله في علته التي مات فيها فقلت له :
    كيف أصبحت ؟
    فقال : أصبحت من الدنيا راحلا و للإخوان مفارقا و لكأس المنية شاربا و لسوء عملي ملاقيا و على الله واردا
    فلا أدري أروحي تصير إلى جنة فأهنيها أم إلى النار فأعزيها ) ثم بكى رحمه الله و أنسأ يقول :

    ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا مني لعفوك سلما

    عندما نقرأ هذه القصيدة نتعجب من تواضع الإمام و احتقاره لنفسه و افتقاره إلى ربه سبحانه و تعالى
    و هذا هو شأن العلماء الذين عرفوا الله و تواضعوا بين يديه .
    اختيار جميل أسيل ـ بوركت ولك كل التحية والتقدير.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي