خُلقَ المَرءُ
خُلقَ المرْءُ في الوجود ليشْقى......و يَخالَ الزمانَ شخصًا حقودا
وَ يحِسَّ الفتورَ والخوف و الضعْفَ.... و يحيا مثل الغمام شرودا
و يدوسَ الأشواكَ بالقدمِ الْحَا.....فِي و يَلْقى من القلوب الصدودا
وَ يُذيبَ العمرَ القصير دموعًا..........و يعيشَ السقامَ و التسْهيدا
و يجرَّ الماضي كعبْء ثقيلٍ...............و يملَّ التقليدَ و التجديدا
و يرى الحرَّ بالقيود مُهاناً.........و يرى العبدَ في الورى مَعبُودا
و يرى الحربَ تأكل الأمْنَ و الأشجارَ...والدورَ والورى والجنودا
و يرى الحقدََ في القلوب مُقيمًا........و يرى الناسََ للنقود عبيدًا
ويرى الحبَّ لمْ يَعدْ مثْلما كانَ..............هناءً و فرحةً و سُعودا
و يرى الكذْبَ حاضرًا و نشيطًا.......و يرى الصدق غائبًا مفقودا
و يرى القبْحَ في لباس جميلٍ........و يرى الحسْنَ مُهْملاً مَهْدُودا
مِنْ كلام الوشاة يبقى كئيبًا...........و يلاقي التنغيصَ و التنكيدا
و يُعنِّي الفؤادَ بالحزن و الجهْد.........و يَشكو ظلمَ اللئام العتيدا
لم يجدْ في الحياة إلا أناسًا...........صار فيهمْ حبُّ العلى مفقودا
همُّهمْ في الحياة أكلٌ و شربٌ...........كقطيعٍ يُحسُّ جوعًا شديدا
لا يريدون أنْ يَكونوا نُسورًا............تأْخذُ الأفْقَ مسْكنًا مَمْدودا