|
عَلَى أَيِّ حَالٍ أُمَّتِيْ سَوفَ تَبكِينَا |
وَمَازَالتِ الأَوجَاعُ ساَكِنَةً فِينَا |
أَنَبكِي عَلَى مَاضٍ تَوَلَّى وَلَمْ يَعُدْ |
لَنَا مِنْ صُروفِ الدَّهرِ غَير مَآسِينَا |
وَلَيسَ لَنَا مِنْ حِيلَةٍ نَتَّقِيْ بِهَا |
نَوَائِبَ جُور الدَّهْرِ إِلَا تَأَسِّينَا |
شَرِبنَا مِنْ الذُّلِّ المُهِينِ كُؤُوسَنَا |
فَأَدَمَنَتِ الأَرْوَاحُ نَخْبَ تَرَدِّينَا |
فَصِرنَا كَمَا الأَنْعاَمِ نَرْعَى بِلَا هُدَى |
وَمِنْ خَلفنَا البَاغُونَ حَدُّوا السَّكَاكِينَا |
وَصِرْنَا نَرَى الأَمْجَادَ مَحْضَ خُرَافَةٍ |
كَأنْ لَمْ يَكُنْ شَيئٌ يُشِيرُ لِمَاضِينَا |
وَمِنْ غَيرِ مَا نَدْرِيْ تَفَرَّقَ شَمْلنَا |
وَبَعْدَ شَتَاتٍ لُمَّ شَمْل أَعَادِينَا |
فَمَا عَادَ إلَّا المَوت يُغْرِيهِ مَوتنَا |
وَإنَّا كَمَا نُغرِيهِ أَصْبحَ يُغْرِينَا |
لِهذَا تَقَطَّعنَا عَلَى أَلْفِ مِلَّةٍ |
وَغَير حَيَاة التَّيهِ لَمْ نَتّخِذْ دِينَا |
فَمَنْ يَتَّخِذْ أَهْوَاءَهُ دِينَهُ فَهَلْ |
تُرَاهُ يُعِيدُ اليَومَ بَدْرًا وَ حِطِّينَا ؟! |
مُحَالٌ يُعِيدُ الذُّلُّ عِصْمَةَ أَمْرِنَا |
وَيُرْجِعُ مَجْدَا غَيَّبَتهُ أَمَانِينَا |
فَكمْ مِنْ دُعَاةٍ للْضَّلَالَةِ بَينَنَا |
يُحِلُّونَ بِاسمِ اللهِ قَتْلَ المُصَلِينَا |
تَرَاهُمْ يُوَالُونَ المَجُوسَ بِجَهْلِهِمْ |
وَمَا أَشْهَرْوا سَيفًا يُشَرِّدُ صُهْيُونَا |
وَمَسْجِدُنَا الأَقْصَى يُعَانِيْ وَلَمْ يَزَلْ |
يُنَادِيْ أَلَا هُبُّوا وَضُمُّوا فِلِسْطِينَا |
وِمِنَّا الذِيْ يَقْتَاتُ مِنْ غَيِّ فِكْرِهِ |
وَيَنْتَظِرُ السِرْدَابَ يُخْرِجُ مَهْدِينَا |
وَكَمْ مِنْ فَتَى بَاغٍ يُعِيثُ بِقَومِهِ |
فَسَادًا كَفِرْعَونٍ وَشَرَّدَ أَهْلِينَا |
فَكيفَ يِعزُّ اللهَ مَنْ ضَلَّ سَعْيهُمْ |
وَحَادُوا عَنْ الدَّربِ الذِي سَنَّ هَادِينَا |
أَمِنْ بَعْدِ مَا كُنَّا مَصَابِيحَ لِلدُّنَا |
عَشِقْنَا مِنَ الخُذْلَانِ سُود لَيَالِينَا |
كَأنْ لَمْ يَكُنْ يَومٌ لَنَا الشَأْن فِيْ الوَرَى |
وَأنَّ لَنَا دِينًا فَتَحنَا بهِ الصِّينَا |
وأنَّا مَلَكْنَا الأَرْضَ بِالعَدْلِ وَالتُّقَى |
فَأَذْعَنَتِ الدُّنْيَا وَرَقَّتْ لَنَا حِينَا |
فَهَيَّا بَنِيْ الإِسْلَام لُمُّوا شَتَاتَكُمْ |
عَسَى اللهُ مِنْ غَيِّ الضَّلَالَةِ يُنْجِينَا |
لِأَنَّا بِذُلِّ العَيشِ مِنْ هَولِ مَا نَرَى |
وَدَدْنَا بِأنَّ اللهَ يُرْجِعُنَا طِينَا |