أليها في عيدها ..
خُذِينِي وَطُوفِي بِي دُرُوبَ الهَوَى العُذْرِي
كَـمَـوجَةِ عِـشـقٍ هـزَّهَـا الـشَّوقُ لِـلبَحرِ
خُـذِيـنِـي بِـآمَـالِـي وَصَـمـتِـي وَحَـيـرَتِـي
وَذَاكِـرَتِـي وَالـلَـيلِ وَالـصُّـبحِ فِــي فِـكْرِي
خُــذِيـنِـي شَــآبِـيـبَ اشْـتِـيَـاقٍ تَــمَـرَّدَتْ
عَـلَى الـغَيمِ.. وَالإِلـهَامُ فِـي نَزفِهَا يَجرِي
كَـتَـفـعِـيلَةٍ يَـسـتَـعـذِبُ الــبَـحـرُ لَـحـنَـهَـا
كـقَـافِـيةٍ تَـنـسَـابُ فِـــي آخِـــرِ الـسَّـطرِ
كَـفَـرحَـة طِــفـلٍ قَـــالَ: أُمِّــي ؛ فَــرَدَّدَتْ
مَـقَـالَـتَهُ الأَزمَــانُ فِــي حُـلـمِهِ الـزَّهـرِي
أيَــــا لُــغَــةً تَــحـتَـلُّ قَــلـبِـي وَأَضْـلُـعِـي
وَتَـمـنَـحُنِي حَــرفِـي وَأَمْـنَـحُـهَا شِـعـرِي
خُـذِيـنِـي لِـدُنـيَـا الـمَـجـدِ إِنِّـــي مُـهَـاجِرٌ
إِلَــيـكِ وَزَادِي نَـبْـضَـةٌ أَشـعَـلَـتْ صَـــدرِي
فَــلَـولَاكِ مَـــا ازدَانَـــتْ حَـيَـاتِـي بِـجُـملَةٍ
تُــعَــبِّــرُ بِــالإِيــمَــاءِ والـــرَّمــزِ والــجَــهـرِ
أَيَــا لُـغَـةَ الـفِـردَوسِ حَـسبِي مِـنَ الـرِّضَا
مَـعَـانِـيـكِ يَــشــدُو بِـانـزِيَـاحَـاتِهَا ثَــغـرِي
وَحَـسـبُـكِ أَنَّ اللهَ حِــيـنَ اصـطَـفَـاكِ قَــدْ
حَــبَـاكِ لِـيـومِ الـبَـعثِ تَـاجًـا مِــن الـفَـخرِ
فَـمُـذْ نُــودِيَ (الـمُختَارُ): " إِقْـرَأْ " تَـغَيَّرَتْ
قَـوانِـينُ هَــذَا الـكَـونِ فِــي لَـيـلَةِ الـقَـدْرِ
وأُرسِـــلــتِ لِـــلأَكــوَانِ قُــــرْآنَ رَحــمَــةٍ
هُـدًى يَـلتَقِيهِ الـنَّاسُ فِـي مُـحكَمِ الـذِّكرِ
وَصِـــرتِ لِــسَـانَ الـحَـقِّ وَالـنُّـورِ لـلـدُنَى
وَأَشـرَقتِ فِـي الـظَّلمَاءِ كَـالكَوكَبِ الدُّرِي
وَضَــــاءَت بِـــكِ الأَيَّـــامُ وَانْـــزَاحَ جَـهـلُـهَا
وَبَـلَّـغتِ دِيــنَ الـسِـلْمِ والـحُـبِّ وَالـيُـسْرِ
وَمِــنـكِ اسْـتـمـدَ الــغَـرْبُ نُـــورًا لِـخَـطوِهِ
وَكَــمْ تَــاهَ بَـحـثًا يَـرتَـجِي مَـطـلعَ الـفَـجْرِ
فَـأَلـفَـى تُـــرَاثَ الــعُـرْبِ مِـصـبَاحَ نَـهـضَةٍ
أَزَاحَـــتْ ظَــلَامًـا دَامَ حِـيـنًا مِــن الـدَّهـرِ
حَــفِــظـتِ لَــهُــمْ آثَــــارَ أَعــــلَامِ أُمَّــــةٍ
مِـــن الـكِـيـمِيَا وَالـضَّـوءِ وَالـطِّـبِّ وَالـجَـبْرِ
فـــلَا تَـغـضَـبِي إِنْ أَنْـكَـرَ الـفَـضْلَ جَـاحِـدٌ
وَهـل تُـرتَجَى مِـن حَـاقِدٍ أَحرُفُ الشُكْرِ؟!
خُـذِي كَـلِمَاتِ الـحُبِّ وَالـمَجدِ مِـنْ فَمِي
قَـصِيدَةَ عِـشقٍ شِـيدَ فِـي مَـتْنِهَا قَـصْرِي
خُـذِينِي سُـطُورًا مِـنكِ.. فِـيكِ انْـتَهَتْ وَلَمْ
تَـجِـدْ لِـدَمِـي عُــذْرًا إِذَا لَـمْ يَـكُنْ حِـبرِي
أَتَـــيــتُــكِ مَـــدفُــوعًــا بِــــــآلَامِ أُمَّــــــةٍ
تَـنَامُ عَـلَى الـبَلوَى وَتَـصحُو عَـلَى الجَمرِ
تَـــوَارَى حَــيَـاءً مِـــن جَــلَالِـكِ خَــاطِـرِي
وَهَـلْ يَـرتَوِي الـبَحْرُ الـعَظِيمُ مِـن القَطْرِ؟!
أَيَـــا أُمُّ عَــفْـوًا إِن بَــكَـتْ أَحـرُفِـي وَلَــمْ
تَـقُل بَـعضَ مَـا فِـي القَلْبِ يَا رَوضَة العِطرِ
وَعُــذرِي بِـأنِّـي لَــم أَجــدْ مَـوطِنًا سِـوَى
حَــدَائِـقِـكِ الـفَـيـحَاءَ فَـلـتَـقبَلِي عُـــذرِي
وَكَـيفَ سَـأَحكِي مِـنكِ عَـنكِ وَلَـيسَ لِـي
دِرَايَــــةُ أَهــــلِ الـبَـحـرِ بِـالـمَـدِّ وَالــجَـزْرِ
سَـأَجْـعَـلُ تِـيـهِي فِـيـكِ مَـعـنًى وَصُــورَةً
أُلَاحِـقُـهَا مِــنْ شَـطـرِ بَـيـتٍ إِلَــى شَـطرِ
لِأقـطِـفُ مِــن فِـردَوسِـكِ الـشِّـعرَ خَـالِـصًا
وَأَعـصُـرُهُ كَـأسًـا وَأسْـقِـي بِـهَـا سَـطْـرِي
وَإِنْ قِــيــلَ لَا تَــقْـرَبْ سَـأُقـسِـمُ أَنَّــنِـي
فُـتُنْتُ بِـهَا فِـي الـمَهْدِ مِن قَبلِ أَن أَدْرِي
أَرَاكِ دُرُوبًـــــــا لــلــمَـعَـالِـي تَــحُــفُّـنِـي
وَمَـا زِلـتُ أَحـبُو فِـي قَـرِيضِي وَفِي نَثرِي
وَلِـــي لُـغَـةٌ مَــا عِـشـتُ أَصْـبُـو لِـعِـيدِهَا
وَأرْقُـــبُــهُ بِــالــعَـامِ وَالـــيَــومِ وَالــشَّـهـرِ
مَـتَى حَـلَّ عُـيدُ الـضَادِ أَطْلَقْتُ هَاجِسِي
يُــؤَذِّنُ فِــي الآفَــاقِ حَـيَّ عَـلَى الـشِّعرِ
وَأَشْـهَـدْتُ مَــن فِــي الأَرضِ طُـرًّا بِـأَننِي
بَــخِـيـلٌ إِذَا أَعْـطَـيـتُـهَا رَاضِــيًــا عُــمْـرِي
مختار محرم