يعد الأمن الاجتماعي واحدًا من أهم أنواع الأمن في المجتمعات المتقدمة ، والدول الراقية الفكر ، ويتصل هذا النوع الأمني بالتنمية الاقتصادية التي تعود على الدول والشعوب بالفوائد والمزايا في شتى مجالات الحياة .
وإذا كان موسى – عليه السلام – قد قال لربه ( وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي ) ؛ فقد أصبحت بعض الشخصيات تطلب لغيرها منصب الوزارة من الحاكم كما يظهر مع رؤساء الوزراء - على سبيل المثال – عند ترشيح الوزراء ، ولقد استجاب الله لطلب موسى (عليه السلام ) ؛ حيث قال ( وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا ) ، وإذا كان يوسف – عليه السلام – قد طلب لنفسه منصب وزير المالية حين قال لصاحب القرار (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ ) ؛ فقد قدّم سيرة ذاتية تشهد له بالكفاءة ؛ حين قال ( إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) ، وإذا كان فرعون قد قال لهامان ( يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ) ؛ فقد أصبح العديد من الحُكـَّـام يهتمون باختيار رؤساء الوزراء الذين يهتمون بالتشييد والبناء ، وإذا كان الله يقول (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ؛ فقد أصبح القائمون على أمر الآثار يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بقضايا ترميم الآثار ، والمحافظة عليها ، وإذا كان الله يقول (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) ؛ فقد أصبح الحكام يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بإمداد العاملين بالآثار بمجموعة من الباحثين الأثريين الجدد ؛ للتنقيب والبحث عن الآثار ، وإذا كان الله يقول ( اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) ؛ فقد أصبح العلماء يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بقضايا الكتب المدونة في رحلة التاريخ ؛ سواء أكانت هذه الكتب مدونة على جُدران المعابد ، أم على أوراق البردي ، أم في المخطوطات المتباينة ، وإذا كان الله يقول ( وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا ) ؛ فقد أصبح من بيننا أناس يأكلون ميراث الآباء والأجداد بين الأسر المختلفة في المجتمع الواحد ، وبين الدول المتباينة عند بيع الآثار للأجانب ، وإذا كان الله يقول ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) ؛ فقد تطورت وزارات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تطورًا كبيرًا ؛ بحيث يمكن للحاكم أن يعرف أخبار بلده من خلال الإذاعتين المسموعة ، والمرئية ، وإذا كان الله يقول ( قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) فقد أصبح لوسائل الإعلام المختلفة دور كبير في توعية المواطنين ، والعمل على حل مشكلاتهم المختلفة ، وإذا كان الله يقول عن هدهد سليمان ( فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ) ؛ فقد أصبح هناك أناس يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بجلب الأنباء والأخبار من مصادرها ، وأصبح لنشرات الأخبار ، وموجزات الأنباء مراسلون في أماكن متعددة ؛ للحصول على الأخبار الصحيحة ، والأنباء اليقينية ؛ مع البعد عن الإشاعات ، وإذا كان الله يقول ( انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) ؛ فقد أصبحت الدول المختلفة تهتم بوزارات الاستثمار اهتمامـًا كبيرًا في شتى مجالات الحياة ، وخاصة في الناحية الزراعية ، وإذا كان الله يقول ( وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) ؛ فقد أصبح العديد من الحكام المتميزين يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بتوسعة العمران ، والرقعة الزراعية ، ومد الجمعيات الزراعية بالأسمدة المُخصبة للتربة بالإضافة إلى شق الترع ، والقنوات ، والأنهار ، وإذا كان الله يقول في أصحاب الحِجـْـر ( وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آَمِنِينَ ) ؛ فقد أصبحت وزارات الإسكان والمجتمعات العمرانية تهتم اهتمامـًا كبيرًا بقضايا بناء الشقق والمنازل ، والعمل على توفير وسائل الأمن الخاصة بالأبنية ، وإذا كان الله يقول ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) ؛ فقد أصبح الحكام يجعلون في الأرض العديد من الوزراء ، والمحافظين ؛ لتعمير الأرض ، لا لخرابها ؛ مع مراقبتهم ، ومعرفة ما يقومون به من إصلاح أو إفساد ، وإذا كان الله يقول ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) ؛ فقد أصبحت الدول المختلفة تضع العديد من استثماراتها في مجال الإسكان في مصر ؛ لكثرة عدد السكان في هذه الدولة ، ويبدو أن هذه الزيادة ستستمر في النمو على الرغم من محاولات بعض الدول الأجنبية في الحد من هذه الزيادة عن طريق المنح المجانية الخاصة بتنظيم الأسرة ، أو تحديد النسل ، وإذا كان الله يقول لنبيه إبراهيم – عليه السلام - ( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) ؛ فأظن في نفسي أن المملكة العربية السعودية الراقية عليها دور كبير في تقوية الجيش العراقي ودعمه ؛ لأن إبراهيم – عليه السلام – المولود في العراق هو مؤذن الحج الأول ، ويا ليت وزارة الحج السعودية تتبنى هذا المسعى النبيل بالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي ، وإذا كان الله يقول لنبيه محمد – صلى الله عليه وسلم - ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) ؛ فقد أصبحت الأخبار تأتي إلى الحُـكام مسموعة ومرئية ، وخاصة تلك الأخبار التي تحتوي على الجدال والشكوى على القنوات الفضائية المتباينة ، وإذا كان الله يقول لموسى وهارون – عليهما السلام - ( لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ) ؛ فقد أصبح الحكام يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بالحلقات الخاصة بالوزراء ، والمحافظين في الإذاعة ، والتليفزيون ؛ مع دعمهم بحرس الأمن في الأماكن المختلفة ، وإذا كان الله يقول ( وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ) فقد أصبح الحاكم يهتم اهتمامـًا كبيرًا بنشر الصحف المختلفة سواء أكان هذا النشر نشرًا ورقيـًا ، أم نشرًا إلكترونيـًا ، أم نشرًا إذاعيـًا ، أم نشرًا تلفازيـًا ؛ لمعرفة الأخبار الخاصة بدولته على المستوى الداخلي ، والأخبار الخاصة بالدول الأخرى على المستوى الخارجي ، ويُطلق على الإذاعة لقب " الصحافة المسموعة " ، ويُطلق على التلفاز لقب " الصحافة المرئية " ، ولكل نشر هيئة خاصة بالتحرير ، وإذا كان الله يقول ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ) فقد أصبحت وزارات الإنتاج الحربي تهتم اهتمامـًا كبيرًا بالدبابات التي تـُـشبه في شكلها شكل الفيلة ؛ فالدبابة تتشابه شيئاً ما مع الفيل في ضخامة الحجم ، وارتفاع الصوت ، وشكل المقدمة الذي يتشابه مع أنف الفيل بالإضافة إلى إمكانية السير في الماء ، وخاصة في الدبابات البرمائية ، وإذا كان أصحاب الفيل قد جاءوا من الحبشة ( أثيوبيـًا حاليـًا ) ؛ لهدم البيت الحرام ؛ فقد أفسد الله عليهم كيدهم ، وأرسل عليهم طيورًا متفرقـة مُلقية عليهم حجارة من النار ، وهذه الطيور لم يحدد الله هويتها في الآيات القرآنية الكريمة ، ولقد أصبحت الطائرات مُـتشابهة مع الطيور إلى حد كبير للغاية ، وأصبح باستطاعة العديد من الطائرات أن يُوضع فيها مخزون كبير من الذخائر الملتهبة ؛ كي تؤثر تأثيرًا كبيرًا في الهدف المـُـراد تدميره في سياق خطط الحروب الاستراتيجية ، وإذا كان الله يقول ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) فأظن أن الحاكم المتميز عليه أن يهتم اهتمامـًا كبيرًا بأمور صيانة الآلات الحربية ، وعلى رأس هذه الآلات الطائرات ؛ لأهميتها الاستراتيجية في الحروب ، وأظن أن وزير الإنتاج الحربي عليه أن يهتم بأمر صيانة الطائرات عن طريق بعض التجارب الخاصة بتفكيك بعض الطائرات ، ووضع أجزاء الطائرات المختلفة في أماكن متباينة ثم العمل على تجميع الأجزاء المتفرقة من هذه الطائرات في أماكنها ، وليكن ذلك تحت إشراف الحاكم ، وإذا كان الله يقول ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ) فقد أصبحت وزارات الأوقاف تهتم اهتمامـًا كبيرًا بعدم الكلام في المساجد في خارج نطاق الدعوة إلى الله ، وخاصة في ناحية الانتخابات ، والدعوة إلى انتخاب مرشحين على حساب آخرين ، وإذا كان الله يقول ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ ) فقد أصبح للحاكم مجموعة من المؤسسات الحكومية يرتفع ذكره فيها بالخير ؛ لأنه أسهم في توظيف عدد من الموظفين فيها ، أو رفع مستوى الرواتب داخل الوزارات الحكومية المختلفة ، ولا شك أن توظيف عدد آخر من غير العاملين في القطاع الحكومي يُسهم بدوره في رفع مكانة الحاكم في قلوب الموظفين الجُدد ، وإذا كان الله يقول ( يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) ؛ فقد أصبح الوزراء ، والسفراء ، وكبار رجال الدولة ، وغيرهم من الشخصيات التي تتردد على المملكة ، أو السلطنة ، أو الإمارة ، أو رئاسة الجمهورية ، أوغير هذه المؤسسات الخاصة بالحكم في أي دولة من الدول يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بآداب زيارة الحُـكام ، وفقــًا لقواعد وأصول فن البرتوكول ، وإذا كان الله يقول ( فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) ؛ فقد أصبح العديد من العلماء في وزارات البحث العلمي يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بالعلوم المختلفة ، وعلى رأسها علوم الأرض قبل علوم الفضاء ؛ خدمة للحياة البشرية ، وإذا كان الله يقول ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ ) ، فقد أصبحت وسائل الإعلام تهتم اهتمامـًا كبيرًا بحقوق وواجبات النساء ؛ لأنهن شقائق الرجال ، مع الاهتمام بقضايا المجتمع الخاصة بالزواج ؛ لأجل الحفاظ على النسل ، وقد أصبحت وزارات البترول والمعادن تهتم اهتمامـًا كبيرًا باستخراج المعادن المختلفة ، وعلى رأس هذه المعادن الذهب والفضة ، وهما من وسائل الزينة ، ومُتطلبات الجمال ، وأصبحت مديريات الطب البيطري تهتم اهتمامـًا كبيرًا بالأنعام والحيوانات المختلفة ، وفي مقدمة هذه الحيوانات الخيل ؛ وأصبحت وزارات الزراعة تهتم اهتمامـًا كبيرًا بالأراضي المختلفة ، وقضايا استصلاحها ، والحاكم المتميز هو الذي يعمل على حل المشكلات الخاصة بالقضايا التي تشغل الناس في المقام الأول ، مع الاهتمام بقضايا الزهد في الدنيا في دور العبادة المختلفة ، وإذا كان الله يقول ( يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ ) ؛ فقد أصبحت بعض الدول تستخدم النار والنحاس في أسلحة مختلفة تتصل بترجيح كفة على كفة في المعارك والحروب ، وإذا كان الله يقول (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ) ؛ فقد أثبت العديد من العلماء أن الحديد أُنزل من السماء ، وتزداد قوته عند اختلاطه بالقِطر ، أو النحاس المذاب ، ولقد اُستخدم هذا الخليط في بناء السد في قصة ذي القرنين ؛ حيث قال الله – تعالى – في القرآن الكريم في هذا السياق ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ) ، وإذا كان الله يقول( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ) ؛ فقد أصبحت وزارات البيئة الراقية تهتم اهتمامـًا كبيرًا بقضايا التنظيف الدورية للشوارع المختلفة ، وتجميع القمامة ، وإعادة تدويرها ، وإصلاح ما يمكن إصلاحه في البر والبحر ؛ لأن تلوث البر والبحر يترتب عليه فساد الجو ، وحدوث ثقب الأوزون الذي انخرم بسبب إفساد الإنسان ، وإذا كان الله يقول ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) ؛ فقد أصبحت هناك مجموعة من الوزارات التي تهتم بالتخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري ، وأصبحت كل وزارة من هذه الوزارات تنظر نظرة شاملة إلى الكيان الشامل للدولة ، وسبل الإصلاح ، والتنمية ، والتطوير ؛ المرتبطة بالتعليم ، والصناعة ، والمُراقبة ، والتشريع ، والاستثمار ، والأمن ، والعمل ، وإذا كان الله يقول ( إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43) وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) ؛ فقد أصبح القائمون على أمر التخطيط الحربي يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بسياقات المعركة ؛ مع ترك تحديد زمن المعركة للقائد ، كما أصبح قادة الجيش الناجحون يعدون للعدو ألف حساب ، ولا يرفعون من قدره أمام الجنود إلى الحد الذي تضعف فيه العزائم ، وتقل بسببه المعنويات ، وإذا كان الله يقول لموسى – عليه السلام - (إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ) ؛ فقد أصبحت هناك مجموعة من أسلحة الإشارة والإرسال ؛ لتوجيه الرسائل المختلفة بين الجنود ، ويظهر ذلك بشكل واضح بين جنود شرطة المرور ، وأصبح التخطيط المستقبلي من أهم خطط المخابرات العامة ؛ فلقد أصبح رجال المخابرات الناجحون يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بالعميل الذي يضعونه بين يدي العدو ؛ لمعرفة أخبار تتعلق بالعدو ، والجيش ، والتسليح ، ويضعون في اعتبارهم أن المُراقبة الدائمة لهذا العميل نوع من تأمين حياته الشخصية في المقام الأول ، وطريقة لمعرفة ولائه ؛ إذ يـُصنع على العين ؛ حتى لا يكون عميلاً مُشتركـًا يأخذ من هنا ، ويأخذ من هناك ، وإذا كان الله يقول عن نبيه سليمان - عليه السلام - (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) ؛ فقد أصبح القائد يهتم اهتمامـًا كبيرًا بأخذ تمام الحضور للجنود بشكل دوري ؛ سواء أكان هذا الأمر بين صفوف الجيش ، أم بين صفوف الشرطة ، وإذا كان شعيب – عليه السلام – قد قال ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) ؛ فقد أصبحت هناك مجموعة من الشخصيات تهتم اهتمامـًا كبيرًا بالإصلاح والتنمية في شتى مجالات الحياة ، وإذا كان الله يقول ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) ؛ فقد أصبحت المؤسسات التعليمية تهتم اهتمامـًا كبيرًا بقضايا التعليم ، وعلاج مشكلات القراءة والكتابة ، والقضاء على الأمية بشتى أنواعها ، وإذا كان الله يقول ( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) ؛ فقد أصبحت هناك مجموعة من الشيوخ ؛ تهتم اهتمامـًا كبيرًا بنصح من لا يجد نكاحـًا بالعفاف ، وأصبحت العديد من المؤسسات الخيرية تهتم اهتمامـًا كبيرًا بزواج الأرامل ، واليتامى ، والفقراء ، والمساكين ، والمحتاجين في مختلف الدول والبلدان ، وإذا كان الله يقول ( إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) ؛ فقد أصبحت العديد من الأمهات تحب إنجاب البنين ، وأصبح العديد من الرجال يهتمون بقضايا البنات ، وانتشر مصطلح الكفالة انتشارًا كبيرًا ؛ سواء أكان هذا الانتشار يتصل بناحية التربية ، أم بناحية التعليم ، أم بناحية العمل ، وأصبحت الحكومات المختلفة تهتم بالتكافل الاجتماعي ، وخاصة مع الأسر الفقيرة المُحتاجة ، وإذا كان الله يقول ( يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ ) ؛ فقد أصبحت هناك مجموعة من الفئات تهتم اهتمامـًا كبيرًا بخلخلة أوطانهم ، وضعف أنظمتهم ؛ فيفقدوا على إثر ذلك الاهتمام تعاطف عدد كبير من الناس ، وإذا كان الله يقول ( وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) ؛ فقد أصبحت هناك مجموعة من الشخصيات التي تهتم بقضايا الصلاح ، وعدم الفساد ، وأصبحت الحكومات تهتم اهتمامـًا كبيرًا بالتطوير الحضاري ، وقضايا العشوائيات ، وإذا كان الله يقول ( وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ) ؛ فقد أصبح الحُكام يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بالأجهزة الخاصة بالمحاسبات ، ويعملون على توسيع نطاق الرقعة الزراعية ، ويعتنون بقضايا تعمير الصحراء ، وإنتاج الغلال والمحاصيل والفواكه ؛ مع الاهتمام بمصادر الري ، والاستثمار الزراعي ، وقضايا التنمية المختلفة ؛ فينعكس أثر تلك الجهود على السكان والمواطنين ، وإذا كان الله يقول ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) ؛ فقد أصبحت مجموعة من الوزارات التي تهتم بالتعاون الدولي تضع في أولوياتها الاهتمام بتحسين العلاقات الخارجية بين الدول ؛ لتبادل المنافع المتباينة ، وإذا كان الله يقول ( وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) ؛ فقد أصبح بعض الوزراء يهتمون اهتمامـًا كبيرًا بالتعاون مع الوزراء الآخرين ؛ سواء أكان ذلك داخل الدولة ، أم خارجها ؛ لزيادة القوة ، وتنمية الشراكة ، وتعزيز العلاقات .