|
لها خصلةٌ بيضاء زانت جبينها |
وخدين في السبعينِ تخفي سنينها |
جمالٌ من الرحمن تقسم إنها |
من النور والألماس خُلِّق طينها |
ولكن حزنا في العيون معتّقُ |
ودهرٌ من الآلام جفف تينها |
فسلّت من الغربان ناحل عودها |
يحاكون في روح الشهيد أنينها |
عزاءٌ يلاهيها عن الحزن صارخٌ |
فدعها غراب البين إذ لا تعينها |
إلى غرفة الغالي عليها... تطوفها |
كمانٌ يناجي الطيف كان ونينها |
أيا مهجة القلب الممزق دنيتي |
إذا رحت أسرٌ لي ....أيارب عينها |
وصوتٌ يدق الباب نقرات طائرٍ |
فأخفت دموع الحزن قد لاح زينها |
حفيدتها السمراء تبكي بكاؤها |
سياطٌ على قلبي الحزين حزونها |
وقالت وتيجان البراءة فوقها |
(( يا جده هُـ بابا فين هداياي فينها)) |
فصارعَت الدمعات تخفي نحيبها |
تمنت قيام الساعة الحقّ حينها |
بجنات فردوسٍ مع الحور هائمٌ |
فسقفٌ من الألوان والورد طينها |
فردت بـــ ( يعني عند ماما ياجدتي) |
جوابٌ أذاب الصبر فجر عينها |
فمن للفتاة المستكينة خالقي |
تمادت وكادت أن تفارق دينها |
وضمت بحضنٍ كالسحاب فتاتها |
هي الأم من كالأمِّ هل كحنينها |
وتستغفر الرحمن من هول قولها |
وتخفي الثياب السود تنهي حزونها |
فأنت الحكيم الرازق الله مغنيٌ |
عن الناس والخدر المصانة صونها |
فكفوا أيا أعراب عن دم بعضكم |
تراكم كرهتونا فخضتم عيونها |
رؤوفٌ رحيمٌ بالعباد نبيكم |
وربٌ هو الرحمن كيف نُشينها |
نحب تراب الأرض تحت رجولكم |
رسالات للأيتام نايٌ لحونها |
فعودوا سُحقنا من رجوع نعوشكم |
أم الأمة الوَسطاء جنّ جنونها |