هذا أنينُ النّايِ ينشُجُ ساهماً
..........................عنْدَ السُّرى مُتَعثِّراً في سَيْرهِ
ضَحِكَ الأَنينُ مَرارَةً وَتأََسِّيا
..........................فالحَقْلُ مَحْزونٌ يَنوءُ بِصَبْرِه
شَرُّ البَليةِ بسْمةُ المَحْزونِِ في
.........................وجْهِ النَّوائبِِِ هازِئاً منْ دَهْرِهِ
وهُناكُ يضْحَكُ سادِراً في غيِّهِ
......................ذئْبٌ.. ويرْبضُِ ثعْلَبٌ في جُحْرِهِ
جَمَعا فُنونَ الشَّرِّ... كَيْفَ تجَمَّعا
.....................والنورُ يمْضي ساعياً في بِرِّهِ؟!
يَتَضاحَكانِ بِفرحة ٍوشماتةٍ
............................مُسْتهزئانِ بِبِرِّه ِ وبِخيْرِهِ
في غابَةٍ مَعْزولَةٍ تَلْقاهُما
..............................يَتَبادلان ِ تَلَذُّذا في قَهْرهِ
أوْ حُفْرَةٍ في قَعْرِها قد خبَّآ
.......................غدْرَ الزَّمان ِ مُمَوَّهاً في شَرِّهِ
الذِّئْبُ يشْحَذُ في الخَفا أنْيابَهُ
........................مُتنسِّكاً.. متَُطهِّراً في جهْرِهِ
يبكي على الحملان من إشفاقِهِ
............................بدَمٍ على أنيابِهِ أو ظُفْرِهِ
ويشُقُّ أثوابَ الفجيعَةِ باكياً
........................سادَ النفاقَ وبَزَّهُ في عُهْرِهِ
والثَّعْلَبُ المكّارُ قَنَّعَ وجْهَهُ
.........................بِبَراءَةُ الأطْفالِ عدّةَ فُجْرِه
فاحْذرْ نُيوبَ الذِّئْب توشِكُ أن تُرى
.........................حمْراءَ ناطِفَةً تَبوحُ بِسِرِّهِ
واحذرْ مكيدَةَ ثعلبٍ متحايلٍ
.......................ينقَضُّ فيها كالقضاءِ بغَدْرِهِ
في غابة الدنيا.. الاسود كريمةٌ
....................تسمو بأخلاق العَفافِ وطُهْرِهِ
فاسكنْ عَرينَ الأسْدِ ليْثا سيِّدا
.......................ودعِ النَّقائِصَِ للَّئيمِ وظِئْرهِ
واعصمْ بأهداب الفضيلةِ إنها
......................حصْنُ البَقاءِ ودُرَّةٌُ منْ دُرِّهِ
لكنْ تنبَّهْ.. فالمكائدِ ترتدي
..................زيَّ السَّرابِ وتختبي في ضُرِّهِ
وانظرْ بعينِ الصقْرِ من عليائِه
................لترى الدَّهاءَ مُعسكراً في عكْرِه
والحظْ بعيْنِكَ مَكرَهُ في مَهْدِهِ
.....................لتظلَّ في عينِ الأمانِ وبَرِّهِ
من دفتري القديم