مَنْ يمْسَحُ الأحْزَان...
على هَدَبي دمعٌ وفي أدْمُعِي دَمُ
فهَـلْ آنَ للعُـذّالِ أن يتَفَهّمُوا
عَظِيمٌ علَى مثْلِي هُطُولُ مدَامِعٍ
ولكنّ حُزْنَ الشّـامِ لا شَكّ أعظَمُ
أُغَالِبُ دَائِـي بالإِبَـاءِ، وأنْثَنِي
وفوقَ فؤادي للفجيعةِ مَجْثَمُ
تَمُوتُ حُرُوفي النّاحِباتُ على فَمي
كمَا ماتَ في قَصْفِ البرَامِيلِ ضيْغَمُ
فأَحْمِلُ آلامي، وأجْتَرّ ُغُصّتِي
أُكَابِـدُ مِنْهَا مَـا يَرُوعُ ويُؤْلِـمُ
هو العَارُ أنْ تُؤْذَى دِمَشْقٌ وأَنْ ترَى
برغمِ مآسِي الْحَرْبِ منْ يتَجَهّمُ
وفي حلَبِ الشّهْبَاءِ حَالٌ مرِيرَةٌ
فلا ليلُها يَحْنُو ولا الصبُحُ يبْسمُ
تَفيضُ مآقِيها مِنَ الْقَهْرِ عَنْدَمَاً
وفِيهَا من العِلّاتِ ما لا يُتَرْجَمُ
مُلوْعَةً تهْوِي، وكانتْ عزيزةً
ومـا هُـوَ إلا قلْبُهَـا يتَحَطّـمُ
تَدُكّ ُ بُيُوتَ الآمِنينَ عِصَابَةٌ
أَسَالِيبُهَا فِي الغَدْرِ تُعْيِي وتُفْحِمُ
فلَمْ يرْحَمُوا أُمّا تَنُوحُ ولا أَبَاً
ولا حُـرّةً في خِـدْرِهَا تَتَـألّمُ
ولَمْ يرْحَمُوا ثكْلَى تَئِنّ ُ وتَشْتَكِي
ولَمْ يرحمُوا شيْخَاً برَاهُ التّأَلّـُمُ
وفي كلِّ بيْتٍ بالشّـآمِ جَرِيمَةٌ
وفِيهِ مِنَ الإِجْرَامِ يُتْـمٌ ومَأْتَـمُ
فَمَنْ يمْسَحُ الأحْزَانَ عَنْ وجْهِ أُمّةٍ
ومَنْ يسْمَعُ الشّكْوَى تُـرَاهُ ويَرْحَمُ
خُلِقْنَـا شُعُوبَاً مُؤْمِنـينَ يَشُـدُنَا
إلـى بعْضِنَـا دِيِـنٌ قوَيِـمٌ مُعَـظّمُُ
الحسين الحازمي
1437/7/23هـ