وَمضاتُ الشعراء

دقَّ قلبي من خيال عرضــا
غرس الصدر حنينا ومضى

أين ذاك الطيف ألقى رحله
وتوارى .. ما لقلبي مَرِضا

كلمــا أيقـــظ ليلــي طيفــه
مــلأ البدر مسائي بالرضـا

يا حبيبـا لا تفـارق صحبتي
فسواد الليل أضحى أبيضـا

أنـا ذو وهـم فإن غبت فمن
يحضن القلب إذا حـمَّ القضا

قلت للشاعر عبد السلام زريق :

سلامًا يا رفيعَ الذوقِ يا مَن ظِلالُكَ تمنح الصَّابي الرِّغــابا رفعتَ من البيان صروحَ وجدٍ فأروتْنا معانيك انصبابا هنيئًا لليراع وقد تناهى بلثم الروح ، تُلهِمُهُ كِتابا

وقلت للشاعر حسام السبع :

ولستُ عن رائعات " السبع " بالقالِ ومِلءَ جنَّتها النُّعمى مـــــع النالِ يطوف بالزهر معنىً من موارده فدوحة الشِّعر باب الروح والبالِ لاميّة يعلم الوُرّاد بهجتها ووصف قلبٍ زكيٍّ طيّب الحالِ

وقلت للشاعر أحمد المعطي :

دام العطاء ، وحرفٌ زاهرٌ عطِرُ من قلبِ ذي ولهٍ بالحبّ يعتمر يشتاقه أملٌ ، تمتاحُه مُقلٌ وحوله ظُللٌ بالصَّدق تنهمرُ فاهنأ بفكرك مزهوًا برونقه يا ساحر القول تهفو نحوه الصُّورُ

وقلت للشاعرة عطاء العبادي

في الأصغرين حلاوةُ الإنشاءِ وظلال شِعر بالهنا مشّاءِ تهفو له الخطرات فهي زواهرٌ ويحبّه المغنى مع الأجواءِ معنىً ومبنىً ليس ينفد جَرْسُه فالوصف والملكات خير عطاءِ

يضيق الفتى من كل درب يؤمـه
إذا ضاق عيش والمواسم أمحلت

فكيف وقــد أضحى النهار مغلفـا
بخيباتنـا والدرب فيــه القيـظ بت

فهــل نلتقـي يومــا بــدار محبــة
ونزرعهـا قمحــا وننظـره نبـت؟

وهل تفتح الأبواب يوما شموسها
على وطن فيـه المواجـع ادبرت؟

راقبت نفسي حين أرَّقني الجوى
فوجــدتني والنجــم يصطحبــان

فأنـــا أراقبـــه وقلبـــيَ دامـــــع
ويــداه تتـركني بــلا اطمئنـــان

والليل يرسل في ظلام وسـادتي
عمــراً تفتــت فـي معين ثـــوان

يا ليل لا تترك هواي على اللظى
فــالجمر ضــج بمــوقد الكتمـان

هل يعلم الماضون نحو الشمس أن طريقهم هي للسـمو وللظفر

أو يعلم المتخاذلون بأنهم باعوا الكرامة وارتضوا عيش الحفر

هـم يعلمون بــأنهم خانوا البلاد وبايعـوا من باع حبا بالشرر

من أجل أن يبقوا عبيدا والنتيجة أنهم ملكــوا النخيل بــلا ثمــر

مَنِ المَسْئولُ عن إرهابِ أيامي ؟ مَن المسئول عن وجعي وتهيامي ؟ من استعدى علينا كل أفعى ؟ من المسئول عن إحراقِ أعلامي ؟ من المسئول عن لهفي وحزني وقد ذبلت ورود العمر قدّامي ؟ فلا تذهبْ تخوضُ بغير وعيٍ تروم عتادهم من دون أحلامِ أما أبصرْتَ في الفلواتِ نوْحًا وبَوحًا يستلذُّ بهِ بنو سامِ ؟.

يا أمَّ أحمدَ : حفَّنا رمضانُ والزَّهرُ باكٍ ، والنَّوى هتّانُ يا أمَّ فاتنَ : ذكرياتُ جراحِنا مادت ، تزمُّ ظلالَها الأشجانُ في ساعة الإفطار روحك بالقِرى ترنو إلينا ، والحنان حنانُ إيْ فاخلدي حتى تؤوبَ رواحلي وعليك منا بالسلام جنانُ إي فاخلدي أختاه حتى نلتقي كيما يقرَّ بقربك الوجدانُ