مجاراة لقصيدة الدكتور جمال مرسي "اقرأني على مَهل"
ماستْ على وتَري..في عيْنها الودُّ
...........................كالنارِ في بدَني .. يا ويْحَهُ القدُّ
ريّانةُ اللَّحْظِ لونُ العُشْبِ مقلَتُها
..........................عيْنُ المَها ....بعُبابِ البحرِ تعْتَدُّ
في اللازَوَرْدِ تهيم العينُ سائحةً
.............................من السوادِ نجومٌ حطَّها الكيْدُ
من رمشها السيْفُ مسلولٌ وقبضتُهُ
........................كحلٌ على النصل مدهونٌ به الحَدُّ
**
تختالُ ..والقيْدُ في جيدي يُكَبِّلُها
........................في الجيدِ أوْسمَةٌ يَخْفى بها القيْدُ
**
عصفورَةَ القلبِ صلي نحوَ قبلَتها
...........................وحلَّقي فوْقَها ما قعقعَ الرَّعْدُ
وبارِكي روضَها .. والماءُ يلثُمُهُ
.......................والثَّغْرُ والوردُ في الوجناتِ يمتدُّ
هبّي عليها بأنسام الصَّبا وندىً
...........................على الخدودِ كهذا يفعلُ الوردُ
عصفورَةَ القلبِ ردّيها إلى رئتي
.............................وقبِّلي ظِلَّها لو صدَّكِ الخدُّ
**
أسطورَةَ الحبِّ .. يا مبكايَ يدْهَمُني
...........................تيَّارُ عاصفةٍ ما راقَهُ الرَّصْدُ
والبابُ يصرخُ "مشروخا" على شجني
.........................في عينهِ الدمعُ لا سدُّ ولا ردُّ
ما هاجرَ الماءُ فالقيعانُ فائضةٌ
.......................والحقلُ قفرٌ فلا زرعٌ ولا حصْدُ
فكيفَ تخضرُّ أوراقي فتثمِرُني
.....................لكي يحلقَ حسّوني ..بما يشدو؟
**
سريتُ نحوكِ محمولا على شغَفي
......................وعدتُ منكَسِراً قدْ عقَّني الجهدُ
عصفورة القلبِ دلّيني على قدَمي
....................... فالخطوُ مرتبكٌ قد سامَهُ العَدُّ
والليلُ يحصرني.. أسوارُهُ ارتفعتْ
....................وسدَّتِ الأفقَ حتى استحكمَ السَّدُّ
**
سجنانِ في جسَدي والقلبُ بابُهما
.........................صبرٌ ألوذُ بهِ مفتاحُهُ الوعْدُ
وزهرةُ الشَّوْقِ تنمو فيَّ شوكَتُها
...................والشَّوْقُ سجنٌ على أبوابهِ الجُندُ
وهذه قصيدة د. جمال مرسي
أَصَـابِـعُ الشَّـمـسِ نَـحـوَ البَـحـرِ تَـمـتَـدُّ
تَحـنُـو عَلَـيْـهِ ، و خَـلـفَ الغَـيـمِ تَـرتَــدُّ
تُــــوَزِّعُ الـعِــطــرَ أَنـــــوَاراً عَــلَـــى أُفُـــــقٍ
رَحـبٍ ، بِسَاحَـتِـهِ خَـيـلُ الــرُّؤَى تَـعـدُو
جَـنَـائِـنُ الـشَّــوقِ نَـروِيـهَـا بِضِحكَـتِـنَـا
فَـيُـزهِـرُ الــفُــلُّ و الـنِّـسـرِيـنُ و الــــوَردُ
مِلْنَـا ، و كَـانَ الهَـوَى طَـيْـراً يُسَابِقُـنَـا
إِلَـى رُبَاهَـا ، و فِـي أَغصَانِهَـا يَـشـدُو
لَـنَــا جَـنَـاحَـانِ مَبـسُـوطَـانِ مِـــنْ أَلَـــقٍ
الشَّـاطِـئـانِ هُـمَــا و الــجَــزْرُ و الــمَــدُّ
بَـانَـت سُـعَــادُ ، فَـلَــم يَـسْـعَـدْ مُعَـذَّبُـهَـا
بِالبَـيـنِ ، لَـكِـنْ هُـنَـا لَـمَّـا تَـبِــنْ دَعـــدُ
حَبِيـبَـةٌ فِـــي رِيَـــاضِ الـقَـلـبِ مَنـزِلُـهَـا
عُذْرِيَّـةُ العِشـقِ يَسـمُـو عِنـدَهَـا الـزُّهـدُ
بَيْنِي و بَينَ طُيُورِ الشَّوقِ إِنْ عَزَفَتْ
لُحُونَـهَـا فَــوقَ شُـبَّــاكِ الـجَــوَى عَـهــدُ
كَــأَنَّــنَــا و رِبَــــــاطُ الـــحُـــبِّ يَـجـمَـعُـنَــا
جِــيـــدٌ يُـطَــوِّقُــهُ مِــــــن لُـــؤْلُـــؤٍ عِـــقـــدُ
يَلُـوُمُـنِـي فِــــي هَــوَاهَــا حَــاسِــدٌ أَشِــــرٌ
مَــا كَــانَ يَحسُـدُنِـي لَـــو هَـــزَّهُ الـوَجــدُ
أَقُــولُ يَـــا لائِـمِــي : إِنَّ الـهَــوَى قَـــدَرٌ
و لَــيــسَ يَـمـنَـعُـهُ عَـــــذلٌ و لا حِــقـــدُ
حَــاذِرْ ، فَـقَــد تُبْـتَـلَـى يَـومــاً بِـوَخـزَتِـهِ
فَيَسكُـنُ اللَّيـلُ فِــي جَفنَـيْـكَ و السُّـهـدُ
***
***
بَعـضُ الحِكَايَـةِ مِـن عَيْنَـيـكَ مُقتَـبَـسُ
يَـــــا قَـاتِــلِــي بِــغـــرَامٍ مَــــــا لَــــــهُ نِــــــدُّ
يَــا مَــن جَعَـلْـتُ لَــهُ الـجَـوزَاءَ مَمـلَـكَـةً
كُــــلُّ الـنُّـجُــومِ عَــلَــى أَســوَارِهَــا جُــنــدُ
بُحْ كَيفَ شِئتَ بِمَـا يُضنِيـكَ مِـن وَلَـهٍ
و كُـــنْ قَـرِيـبــاً إَذَا مَــــا هَــــدَّكَ الـبُـعــدُ
تُـلـقِــي بِـقِـصَّـتِـنَـا لـلــنَّــارِ مِـــــن فَـــــزَعٍ
و فِي ضُلُوعِـكَ عُـودُ الحُـبِّ يَشتَـدُّ ؟!
ضِدَّانِ كَيـفَ نَمَـا فِـي الصَّـدرِ نَبْتُهُمَـا
و كَــيــفَ يُــمــزَجُ مُـبْـيَــضٌّ و مُــسْـــوَدُّ
يَــذوِي الـغَـرَامُ إِذَا أَغـصَـانُـهُ اْنـكَـسَـرَتْ
و يَيْبَسُ الوَصلُ إِمَّا اْعشَوْشَبَ الصَّدُّ
فَـارْفُـقْ بِقَلْـبِـيَ و اْقـرَأْنِـي عَـلَـى مَـهَــلٍ
فَـإِنَّـنِــي فِــــي هَــــوَايَ الــوَاحِـــدُ الــفَـــردُ
***=***
إِلَـى القَرِيـضِ أَبُــثُّ الـشَّـوقَ مُحتَـدِمـاً
و لَـسـتُ أَحــزَنُ إِنْ لَـــم يَـأْتِـنِـي الـــرَّدُّ
فَـقَـد عَلِـمـتُ بِـمَـا تُخـفِـيـهِ مِـــن زَمَـــنٍ
و مَــا لَــهُ رَغـــمَ أَجـــرَاسِ الـنَّــوَى حَـــدُّ
و مَــا شَربـنَـاهُ فِــي كَـأْسَـيْ صَبَابَـتِـنَـا
يَــومَ اْلتَقَيْـنَـا فَـغَـابَ الـحِـلـمُ و الـرُّشْــدُ
تَطفُو كَمَـا الفُلْـكِ فَـوقَ الحُلـمِ فَرحَتُنَـا
و قَــد تَــرُوحُ بِـهَــا الأَهـــوَاءُ أَو تَـغــدُو
فَتَـلـتَـقِـي فِـــــي فَــضَـــاءَاتٍ أَصَـابِـعُـنَــا
و يَـلـتَـقِـي دَمُــنَــا كــــي يُــبــرَمَ الـعَــقــدُ
فَيَضـحَـكُ الحَـبَـقُ الغَـافِـي عَـلَـى فَمِـنَـا
و يَغربُ الحُـزنُ لَمَّـا يُشـرِقُ السَّعـدُ
***=***
رَسَـمـتُ وَجـهَـكَ فِـــي كَـرَّاسَـتِـي وَطَـنــاً
إِلَــيــهِ تَــرنُــو فَـتَـشْـفَــى أَعــيُـــنٌ رُمـــــدُ
وَادِيـهِ عَينُـكَ فِـي عُمـقٍ و فِــي حَــوَرٍ
و سَـهـلُــهُ ثَــغــرُكَ الــــوَردِيُّ و الــخَـــدُّ
و شَـطُّـهُ صَــدرُكَ الحَـانِـي إِذَا عَـبَـثَـتْ
يَـدُ الشِّتَـاءِ بِعَظمِـي و اْصطَلَـى الـبَـردُ
و بَحـرُهُ الشِّعـرُ إِذ يَنْسَـابُ فِــي تَــرَفٍ
تَختَـالُ إِن قِيـلَ فِــي أَوصَافِـهَـا الـخَـودُ
فَـهَــل تُـشِـيـحُ بِـوَجــهٍ قُـــدَّ مِــــن قَــمَــرٍ
عَنِّـي لِيَأنَـسَ بِـي فِــي وَحشَـتِـي لَـحـدُ
فَـأَكـرَهُ الـوَطَـنَ الـمَـرسُـومَ فِـــي خَـلَــدِي
يَـمَـامَـةً ، هُـدُبِــي مِـــن أَجـلِـهَــا مَــهــدُ