1
أوت الطيور لصمته فاستوحشت ****دار المقام ببرجه النائي
وجذوع نخل غادرته صباحها **** قفلت رجوعا دون إيواء
وأنا أتيت وكان عندي فرصة **** آوي إليه ببعض أنحائي
فخرجت مني للذي احتجز المدى **** ثم استفاق بغار إغفاء
ومضت تغادره المراكب كلما **** جدل المياه حبال إرساء
مسترسلات للضمير أصابعي **** وجسست منه جبين أخطاء
وظللت أغري بالكلام عيونه**** والصمت ظل يعيد إغرائي
لكن سحبت أصابعي من رأسه **** ونكست رأسي فوق أعضائي
تأوي الطيور إلى البروج وليس لي **** إلا السماء تضم إعيائي
والأفق بيتي والعيون نوافذي **** والضوء زادي والدجى مائي
أنزيل برج الصمت هل أورثتني **** إلا البكاء بإثر إصغائي
فنزيل قفر الصمت ما ملكت يدي **** إلا الخراب يعيد إنشائي
ثناء حاج صالح
أثينا
5 /7 / 2016