دموع القوافي
أ هذي القوافي صادقاتُ المدامعِ؟
و هل هنَّ حقّاً صافياتُ المنابعِ؟
و هل هنَّ حقّاً للقلوبِ نوافذٌ ؟
و هل هنَّ حقّاً خافقاتُ الأضالعِ ؟
أجيبي بناتِ الشعرِ عنِّي، فإنَّني
سئمتُ غبارَ النَّقعِ وسْطَ الوقائعِ
فلهفي على نفسي- و حُقَّ عزاؤها-
فقد ضِقْتُ ذَرْعاً مِن حياةِ المُقارِعِ
و يا عينُ قد سالتْ دموعُكِ أنْهُراً
و يا فلبُ لا تبكي لِتلْك المواجعِ
أفقتُ من الأفكارِ و القلبُ هائمٌ
يذوبُ مِنَ الأسَى ، سخينَ المدامعِ
سأشكو إلى الرحمنِ ظلْمَ معاشرٍ
قُساةٍ قلوبُهم كصخرِ البلاقعِ
ألَا يا بناتِ الدَّهرِ إنِّي مُتابِرٌ
على طاعةِ الرحمنِ غيْرُ مُنازَعِ
بأقوامِ سَوْءٍ في الذنوبِ حياتُهم
فمبْلَغُ عِلْمِهم شِراءُ المَرابِعِ
فصُبِّي غيوماً منكِ سوداءَ و اعلمي1
بأنِّي من البلاءِ لستُ بجازِعِ
و هُبِّي حروفَ الشعرِ بيضاءَ واكتبي
قصائدَ حُبٍّ ترتوي بمدامعي
فَرُبَّ قصيدةٍ تهزُّ مشاعري
فتهفو لها روحي و تسمو مسامعي
............................................
1-الخطاب لبنات الدهر وهُنَّ المصائب
تحيتي وتقديري للأستاذ محمد محمود صقر