حَنَانيْكِ يا مَــــنْ رأفْـــــتِ بِشَعْبِ
قــــدِ اخْتَطّ درْبًا بِــــرُوحِ التأبّــي
تنَفّسْتِ كالصُبْحِ فالـــــدَّمُ نَــــاشٍ
وشِئْتِ الكِفاحَ كَمَـــا شـــاءَ رَبّي
وقدْ وَصَفُوكِ ولَــــمْ يَـــــفِ شِعْرٌ
ولـــــنْ وإنِ ابْتُعِـــــثَ المُتَــنبِّـي
لَئِنْ آلَــمَتْنَا الدِّمــــــا حين صُبّتْ
فحُرِّيّةُ الشــــعْــبِ فـــي كُلِّ صَبِّ
وكَـمْ قَلَّــلَتْكِ عُيُـــونُ عِــــــــدَانا
فكُنْتِ قَـــذىً كُلَّ إعْــــلانِ حـرْبِ
ومــا عَرَفوكِ ولــــو عـــــرَفوكِ
كَمَا أنْتِ لَـمْ تخْـــطُري عِنْد خِـبِّ
أيَا ثوْرةً قدْ سمِعْتُ خُطـــــــــاها
معَ النّبْضِ تحْــكي سَلامًا لِقلْبي
معَ الشمْسِ تُشْرِقُ بالأمْن يَهْفُو
إلى دِفْئِها كُـــلُّ عُجْمٍ وعُــــــرْبِ
معَ الــوَرْدِ فــــاحَ أرِيجُ الشَهيدِ
وعَبَّــــقَ تاريخَنا كُـــــلُّ نَحْــــبِ
تَجَــدَّدَ عَزْمُكِ في كُـــــــلِّ عَصْرٍ
فأنْتِ لكُـــلِّ انْعِــتـاقٍ مُـــــــــرَبِّ
تَشَكَّـــــلْتِ مَجْــــــدًا ليـَكْـلأَ عِزّاً
ويُذْهِبَ عَنْ أرْضِنا كُـــــلَّ كَـرْبِ
وألَّــفْــتِ بيْـنَ القلــوبِ فهــــذي
جَــزائِرُنــا دَرْبُــــــها دَرْبُ حُــبِّ
حتى وإِنْ لم أكن شاعرا ، فإنه كما قيل ( ما لا يُدرك كله لا يُترك جلّه أو بعضه ) ، لذلك أهدي هذه القصيدة إلى الثورة الجزائرية بمناسية مؤتمر الصومام .