من دفتري القديم..
نأيتُ عن حلمٍ في العينِ رؤياهُ
..................................."ميدانهُ " قبلة العشاقِ تلقاهُ
فيه القلوبُ تناجي النجمَ نبضَتُها
.................................بالطهْرِ تلهَجُ والمضمونُ:أوّاهُ
هذا سَفينُك والأمواجُ تعصفُهُ
.............................. في القلبِ يبحرُ والوجدانُ ميناهُ
مدّي شراعَكِ إنّ الريحَ مقبلةٌ
..................................معَ السفينِ إلى فجرٍ عشقناهُ
فالشمسُ تطردُ ليلاً طالَ أسوَدُهُ
.............................في الأفقِ يجري فراراً نحوَ ظلْماهُ
والماءُ في النيلِ بالأحضانِ قَّبلَها
................................. وأيْقَظَ النورَ بعدَ النومِ مجراهُ
هيَ القيامةُ لو يدري - مخرِّبُهم -
.................................تدنو وفيها حسابٌ سوْفَ يلقاهُ
فالعسرُ يا مصرَ ولّى ظهْرَهُ ومضى
................................فاليومَ يسْرُكِ بعدَ العُسْرِ مَسراهُ
لا يخَدَعَنَّك مأفونٌ بقدْرَتِهِ
.................................فالشعبُ أقدَرُ والأصنامُ تخشاهُ
والعنكبوتُ تمدُّ الخيطِ في دأبٍ
................................. فلْتحذري خيْطَها فالسمُّ مبْناهُ
في البيتِ أقنعةٌ من تحتها حلكٌ
.................................يبدو بلون السنى تسبيكَ سيماهُ
حذارِ أرملةً سوداءَ حاقِدةٌ
.....................................وفي الجوارِ ثعابينٌ وأشباهُ
عشقتُ ماءَكِ لكنْ لستُ أدرِكُهُ
......................................وما رأيتُ بيومٍ تبرَ سيناهُ
دمُ العروبةِ تسمو فيه أوْردَتي
.................................... نحوَ الهيامِ وكلُّ الماءِ أهواهُ
هناكَ في الشامِ نهْرُ الحبِّ في برَدى
.....................................لمائهِ النَّفْسُ تهفو قدْ خَبرْناهُ
من ذا يمُدُّ عُيونُ الماءِ ترْفدهُ
...................................ليرتَوي العُشْبُ والأنْوارُ تغشاهُ
وفي الضميرِ تذيبُ القلبَ مفخرةٌ
...................................فوجْهُ صنْعاءَ نصْعُ الثلْجِ حيّاهُ
لولا دَمٌ منَحَ الدَّحنونَ حُمْرَتهُ
...................................فوقَ الرَّوابي وقدْ أدْمى مُحَيّاهُ
هذا النزيفُ وربّ الخلقِ أمْقُتُه
.....................................إلا نجيعَ إباءٍ عِشْتُ أرضاهُ
هناكَ في دُرَّةِ الأرضِ التي غُصِبتْ
...................................إذْ أنشبَ البغْيُ فيها نابَ أفْعاهُ
يناير 2012