تعاندني
تُعَاندني دائمًا لا لشيْءٍ...............سوى لأُحسّ بظلْم العناد
و تَهْوى مُعارضتي في الأمور....و تَرْكبُ فيها ركابَ التمادي
وتَهْجُرني دُونَ ذنْبٍ فَأَبْقى .....وَحيدًا حليفَ الأسى و السهاد
أنا لا أُعَادي و لكنْ أراها.............كَثيرًا لأتْفه شيْءٍ تُعَادي
و لا تَسْمعُ النصْحَ منِّي و أمَّا........قساوتُها دائما في ازدياد
أنا مُتْعبٌ و كثيرُ الجروح.............فتبْخلُ عَنِّي بنَزْر الوداد
تَغيبُ فأسْأل عنها الجميعَ ........و أبْحَثُ عَنْها بكلِّ اجتهادي
و لكنْ إذا غبْتُ عنْها فلا بي.......تُبالي كما لا تُحسُّ افتقادي
إليها أقدِّم كلَّ الحنان...............لكي لا تراني لها كالأعادي
و أبْذلُ جهْدي لكيْ لا يحومَ........بجانبها سربُ تلك العوادي
لها في التَّعامل طبْعُ البخيل .....و لي في التَّعَامل طبْعُ الجواد
و أعْجزُ إنْ شئْتُ عنها البعادَ....ففي البعْد عنها رحيلُ الرقاد
و لا أَبْتغي في حَياتي سِواها..........فقدْ مَلكتْ فيَّ كلَّ الفؤاد
أنا لمْ أعدْ مثلمَا كنْتُ يوْمًا...........كثيرَ السُّرور قليلَ السهاد
إذا كُنْتُ مُسْتمْتعًا بانفرادي.......أبادتْ همومٌ سُكونَ انفرادي
أرى في الغرام هُجومَ الهُموم......نَشيطًا و ليْسَ له منْ نفاد
تَصيحُ جروحي بكلِّ الصِّيَاح.........أمَامي وَتَمتَدُّ في الامتداد
و أَشْكو إليْها و لكنْ شَكاتي...............كَأنِّي أقدِّمها لِلْجَماد
أنا لا أودُّ سوى أنْ تحيدَ.......عنِ النَّحْس و الهجْر و الانتقاد
و أنْ تغْلقَ البابَ عنْ كلِّ فعْلٍ......حبيبِ الضَّلال عدوِّ الرَّشاد
وَ أنْ تظْهرَ البشْرَ حتَّى تكونَ.... كَنصْر أتى بعْد طولِ الكِداد
و أنْ تتعاملَ باللين حَتَّى.............تعودَ السكينةُ منْ كلَّ واد
و أَنْ تزْرعَ الورْدَ مِنْ حوْلنا....لتشْرقَ في الأفْق شمْسُ اتِّقاد
و لولا هواها الذي في فؤادي...لما رمْتُ مِنْها سوى الابتعاد
أنا طائرٌ لا يحبُّ الحياةَ............إذا أصْبحتْ قطْعةً منْ سواد