|
إنْ تَسْألوني عَنِ الحُسَّـادِ بِالعَدَدِ |
فَوَاحِـد اثْنَيْنِ لا يخفى على أحَـدِ |
إذا رأى نَعْمَـةُ بِالنَّاسِ تَعْرِفُ في |
عَيْنَيْــهِ نَظْـرَةَ مُغْتَــاظٍ وَمُتَّقِـدِ |
أدنى مِنَ الحَاسِدِ المَعْروفِ مَنْزِلَةً |
مَنْ يكظم الغَيْظَ عَنْ عَجْزٍ إلى أمَدِ |
لا يُخْرِجُ الحِقْدَ إلّا والأسى مَعَهُ |
وَالحِقْدُ يُثْمِرُ في وَحْلٍ مِنَ النَّكَدِ |
مَنْ يَحْسدْ النَّاسَ حَتَّى في مَصَائِبِهِمْ |
يَسْتَثْمِرْ الغَمَّ في التَّسْوِيْقِ لِلَّدَدِ |
تَرَاهُ يَحْشُرُ أنْفًا في الأنُوْفِ وَما |
لِلْوَغْدِ مِنْ سَبَدٍ كَلّا وَلا لَبَدِ |
كُلّ الضَّغَائنِ تَخْبو يوم فَاجِعَةٍ |
إلا الضَّغِيْنَة ذَات الطَّابِعِ الحَسَدِ |
إنَّ البَعُوضَةً تُدْمِيْ حيثُ ما وَجَدَتْ |
مَنَاطِقَ الضُّعْفِ ضُعْفًا لَيْسَ عَنْ جَلُدِ |
قَدْ يُحْسَدُ المَرْءُ في دُنْيَاهُ ، ليس على |
بُؤسٍ وَلَكِنْ على ما كان مِنْ رَغَدِ |
أيُحْسَـدُ الكَهْلُ إنْ طَالَتْ عَصَاهُ؟،على |
طولِ العَصَا يُحْسَدُ الأعْمَى وَفي بَلَدِيْ |
بَلْ تُحْسَدُ المُقْلَةُ العَمْيَاءُ ما اكْتَحَلَتْ |
إلا تَمَنَّوا زَوَالَ الكُحْلِ بِالرَّمَدِ |
شُكْرًا لِحَادِثِ سَيْرٍ مِنْ مَحَاسِنِهِ |
هتك السِّتَارَ عَنِ الحُسَّادِ بِالعَدَدِ |
لَمْ يَحْسدونِيْ على ما كُنْتُ أمْلِكَهُ |
جَهْرًا لأنِّيْ لَهُمْ سِرًّا بَسَطْتُ يَدِيْ |
لَم يَحسدونِيْ على دِيْنِيْ وَمُعْتَقَدِيْ |
أ يَحْسدونيْ على دَيْنِيْ وَصِفْرِ يَدِيْ ! |
أ يَحسدونِيْ على قَتْلايَ وَا أسَفَا |
أم يَحْسدونيْ على الآلامِ في جَسَـدِيْ ! |
لَمْ يَسْألوني عَنِ الجَرْحَى وَكَيْفَ هُمُ |
يَسْتَغْرِبونَ ( لِمَاذَا لَمْ تَمُتْ وَلَدِيْ ! ) |
كأنَّهُمْ مَعْشَـرُ الحُسَّادِ ما عَلِمــوا |
أنَّ الحَيَاةَ وأنَّ المــوتَ لِلْأحَـدِ |
مَهْمَا الذِّئابُ لَوَتْ آنَافَهَا وَعَوَتْ |
لَنْ تَبْلُغَ الضّرَّ عُمْرَ الغَابِ بِالأسَـدِ |
دَعِ الحَسُودَ بِهَذا أنْتَ قَاتِلُهُ |
أوْ قَاتِلُ الغَيْظَ في الأحشاءِ بِالرَّشَدِ |
الحِقْدُ كَالجَمْرِ، أمَّا الصَّبْرُ كَالبَرَدِ |
وَالضَّيْقُ كَالزَّيْتِ يُحْمِيْ نَزْؤَةَ الحَرَدِ |