مكثتُ الليلَ أنظمهُ **لوجدٍ كيف أكتمُهُ؟!
جمعتُ حروفَهُ دررًا **تلالَتْ فهي أنْجُمُهُ
وجفني ساهدٌ والسُّهْد يضنيهِ ويؤلِمُهُ
أغالبه فيغلبني ** وأسأل كيف أهزمهُ؟!
وأرعى البدر من وجدي** وأشواقي تكلمهُ
أراها في ضياه وقد **بدا بالنور مبسَمُهُ
فيرسُمُ طيفُهُ من وجهها ما كنتُ أرسُمهُ
كأنِّي بين حلمٍ كنتُ طولَ الليل أحلُمُهُ
وغاب البدر خلف سحابةٍ راحت تغيِّمُهُ
فذكَّرني بأشواقي **دجًى قد ساد مُظلِمُهُ
ولما لاح نور الصُّبح والأنغام تقْدُمهُ
وغنَّى البلبل الصَّدَّاحُ يطربني ترنُّمهُ
وأزهارُ الرياض مضت **لنسْم الروض تلثُمهُ
وموج النهر يضرب شاطئا بالماء يلطمُهُ
كأنَّ خريرَهُ لحنٌ **يكاد الشعر يفهمهُ
رأيت كأنما عاد الغرام وعاد مغرمُهُ
هذه الأبيات نظمتها كمعارضة لقصيدة للبارودي
مطلعها
(عليلٌ ، أنتَ مسقمهُ
فَمَا لكَ لاَ تُكلِّمُهُ؟)
قرأتها صدفة بالأمس اثناء بحث في البحر الوافر فلفتت نظري رقة البارودي في قصيدته
فحاولت اليوم نظم هذه الأبيات في الحلبة في نافذتي سجال مع القدماء ولما وجدتها صارت قصيدة جئت بها هنا وزدت بعض ابيات هنا لعلها تنال استحسانكم ان شاء الله
وطبعا أين نحن منه؟!