مقاطعة
تَلذذْ فيْ أسايَ وفيْ عذابي
وخذْ ما شئتَ منْ باقي شبابي
ودعني ما حييت بكهفِ حزني
فإني لا أمل قذى شرابي
ودعني للجنون فإن قلبي
عَصِيٌّ بالهوى يرجو التصابي
لأنك مٌذْ تركتَ الحب ولى
وصار بلا سفينٍ أو سحابِ
فوحدي في الحياة بلا رفيق
كفردٍ خانهُ جمع الصحابِ
**
ألمْ تعلم بأنكَ في فُؤادِي
ولم تَهجرْ فَنايَ ولا كِتابِي
وإنِّي قد عَهِدتُكَ في خَيَالِي
وعِطْرُك لم يزلْ يملا ثِيَابِي
فمَالِي بالوشايَةِ أيُ ذنبٍ
سِوى حبٌ يَزيدُ بِيَ اضْطِراْبِي
ومَا بينِي وبَينُكَ بعضُ شخْصٍ
يَحُولُ سوايَ ، لا يرجو اصطحابي
فخذ مني الحنين ودعه سداً
من العذال يا نبع الخضاب
فصرتُ من الحنينِ الى حنينٍ
يؤاذيني ولا يخفي مصابي
كأني كالمعلق في عمود
فلا أفقي أمس ولا ترابي
كفاني ذا الأنين ألا كفاني
فما أدري حضوري من غيابي
ولا أدري متى صبحي سيأتي
وهذا الليل لا يجدي حسابي
سأجمع أمنياتي في كفوفي
وأمضي لا يمل بها طلابي
وأزرع بالمدى حبي وشوق
يشكِّل ما تشتتَ من سرابِ
وحسبك أن تجيء إلى ضفافي
وأن تغدو إلى بحر العقاب
سأحرق فيك أفكارًا تسلت
بآهاتي وزادت بي عذابي
وآخذ بالقصاص هناك وحدي
لوقت ضاع في وصف الرقاب
وتبقى ما بقيت بدار حزني
تنادي يا حبيبُ بلا جواب
لتدري أنني شهم ولكن
خداعي ليس بالأمر الصواب
بحر الوافر
ياسر المعبوش
الحديدة 23/10/2014م