هطالة الغيم» بقلم هائل سعيد الصرمي » آخر مشاركة: هائل سعيد الصرمي »»»»» قصة ابن زريق البغدادي مع قصيدته اليتيمه» بقلم هائل سعيد الصرمي » آخر مشاركة: هائل سعيد الصرمي »»»»» غزة العزة» بقلم المختار محمد الدرعي » آخر مشاركة: المختار محمد الدرعي »»»»» نظرات في مقال طب أكلة لحوم البشر ومصاصين الدماء» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» مرايا - صفحة للجميع» بقلم محمد نعمان الحكيمي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الهارب و صاحب المعطف بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» البحر خلفي والعدو أمامي» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» شقوة» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الحمد لله زال الهم وانقشعا» بقلم عبدالله بن عبدالرحمن » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»
كل يبحث عن الإنسانية رغم أنها بدواخلنا لا يحدها مكان ولا يقيدها زمان
نص جميل بما يحمل فكرا ونبضا وبيانا فشكرا لك أديبنا الفاضل
تحية وتقدير
على باب المطار يصطدمان، يتراجعان إلى الوراء ويتبادلان النظرات التائهة والأسئلة الحارقة التي لم تنفك تبحث لها عن جواب مند زمن بعيد بدون جدوى. يسترجعان أولى البدايات، كيف كان عقله متعلقا بأروبا، يحكي لها عن تحضر أبنائها وعن أمجادها، يحدثها بحماس عن تاريخها، يصف لها بدقة أحداث الثورة الفرنسية وعِبرها المستقاة، يسرد على مسامعها بافتخار أقوال روسو وفولثير وماركس وكانط وغيرهم.
كان غربي الهوى والروح، عربي الشكل والملامح، كانت هي تنظر إليه كالغريب، لم تفهم يوما إصراره الشديد على الرحيل مع أنه يمتلك وسائل النجاح في بلده، إنه في سنته الدراسية الأخيرة ويُشهد له بالتفوق ويمكن له إن أراد أن يشتغل أو يتابع دراسته.. سألته يوما عن سر هذا الشغف العارم بهذا العالم البعيد، كان جوابه مقتضبا:" أريد أن أصير إنسانا".
تطلعت إليه بعد طول غياب وانقطاع للأخبار وتحسست ذلك الاشتياق الكبير للوطن بعدما كان يقسم أن سفره بلا عودة. تأمل شعرها الذي يداعبه الريح في كل اتجاه كروحه المعلقة بين بلدين، استنشق عطرها الفائح بعمق كأنه قطعة من الوطن، ثم تنبه إلى حقيبتها بعينين حائرتين وقلب مكسور وقال بحشرجة: " إلى أين ؟".
دق جرس النداء الأخير، ترجلت بخطى ثابتة نحو مدرج الطائرة وهمست في أدنه بصوتها العذب الرنان :" إلى حيث أصير إنسانة".